آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
حامد الشريف
عن الكاتب :
كاتب سعودي بصحيفة هاتريك الرياضية وصحيفة أنحاء

تشريعات .. الوزير

 

 حامد الشريف ..

وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة أظهرت صوت المواطن وجعلته مؤثراً ومشاركاً في اتخاذ القرار .. على الأقل في إخراج بعض الوزراء غير الفاعلين من صياصيهم وأعادتهم للصفوف الخلفية وإظهار الصورة الرائعة للمبدعين المتفانين في خدمة دينهم ومليكهم ووطنهم وجعل البعض يفكر كثيراً قبل ذهابه باتجاه سلخ جلود المواطنين لإرضاء صاحب قرار جلوسه على الكرسي .

 

مع ذلك كرر وزير العمل والشؤون الاجتماعية ” الغفيص ” وفي أول ظهور إعلامي له أخطاء الوزراء السابقين ووقع في نفس المزالق اللفظية التي أسقطت غيره وأعطت انطباعاً عن توجه وزارته عند اقتراحه خفض القبول في الجامعات من 70% إلى 50% وتحويل باقي الخريجين للتعليم المهني والتقني الذي شهد تشريعاته غير الموفقة في فترة سابقة .

 

الجميل .. أن هذا التصريح وضح الطريقة التي تُتخذ فيها القرارات المصيرية في بعض وزاراتنا والتي لا تخرج عن فكرة يأتى بها وزير وتعظُم في نفسه فيحولها لقرار دون دراسة متعمقة من متخصصين ودون ربطها بالواقع المعاش والظروف المجتمعية ودون النظر لتبعاتها المستقبلية ويسهم المنافقون في التطبيل لها فتصبح واقعاً مؤلماً يدفع تبعاتها الوطن والمواطن ويبقى ضررها حتى بعد ذهاب الوزير .

 

ربما يكون لدينا بالفعل مشكلة حقيقية في التعليم العالي يا معالي الوزير ولكنها بالتأكيد ليست في عدد المقبولين .. وإنما في منهجية الدراسة الجامعية برمتها التي لم تعد ترقى لأقل الجامعات من حولنا وفي خريجين بالآلاف لسنا بحاجة لتخصصاتهم في مقابل حاجتنا الماسة لتخصصات نادرة كالطب والهندسة والمحاسبة والتي لا زالت الجامعات تضع الكثير من العراقيل في وجه الطلاب حتى لا يُقبل بها إلا القليل ويوجه الباقين للتخصصات التي ترفع نسب البطالة وتزيد من أعباء الدولة …

 

معالي الوزير .. قبل التفكير في سعودة سوق الغنم والخضار وسوق الجوالات كان الأولى البدء بالوظائف العليا فالدول ترتقي بالعقول أولاً وتأتي السواعد بعد ذلك ، لذا كان الواجب إعادة النظر في سياستنا التعليمية حتى نخلق جيلاً جديداً مؤهلاً لدراسة التخصصات القوية وتسكينهم بعد تخرجهم في المواقع المشغولة بعشرات الآلاف من الوافدين الذين هربوا إلينا بعد عجزهم عن مقارعة المبدعين من بني جلدتهم فاحتظنتهم وزاراتنا ومؤسساتنا الحكومية وغير الحكومية على حساب المبدعين من شبابنا .

 

كان علينا فعل ذلك قبل التفكير في الوظائف المتدنية التي ستُشغل حتماً بأبنائنا لو تم سعودة الصحة والتعليم العالي والشركات الهندسية العملاقة لأنه سيصبح لا مجال لذوي الإمكانيات المتواضعة إلا القبول بالمهن المناسبة لقدراتهم المحدودة ولكن علينا قبل ذلك الانطلاق في قراراتنا المصيرية من دراسات مستفيضة على أيدي متخصصين بالشروط العلمية للدراسة المحكمة التي يعتد بنتائجها بدل أن يصبح الوطن رهينة وزير يشرعن اجتهاداته اللفظية أو شطحات حاشيته ويضعها في قوانين تقتل المواطن وتستهلك ميزانية الدولة وتأخر عجلة التنمية سنين طوال .

 

صحيفة أنحاء

أضيف بتاريخ :2016/12/16

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد