آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
باسم القليطي
عن الكاتب :
معلم و‏‏‏‏كاتب في صحيفتي (أنحاء) و (صوت المدينة) صدر له كتاب: (أيها الشاب هكذا تعانق السحاب)

الامتحانات بين التهوين والتهويل

 

 باسم القليطي ..

نستقبل بعد أيامٍ معدودة الامتحانات النهائية لطلبة المدارس, ولن أقول عندها سيُكرمُ المرء أو يُهان, فالطالب كان مُتفوقاً أو ضعيفاً كرامته محفوظة من الله عز وجل, ولا علاقة لكرامته بأي امتحان, وإنما الامتحان قياسٌ منطقي لمعرفة الطالب المتفوق من المتوسط من الضعيف, عن طريق مجموعة من الأسئلة تكشف للمعلم مدى تحصيل ذلك الطالب من المعرفة, وما هو مقدار الجُهد المبذول, وما هو حجم الاهتمام المُعطى, ولا ننسى وجود عوامل أخرى مهمة كالتوفيق أو الحظ أو حتى بعض الطرق غير المشروعة كالغش بأساليبه المتنوعة والمتطورة.

 

وزارة التعليم لم تترك باب (أسئلة الامتحانات) مفتوحاً على مصراعيه, بحيث يخضع لأمزجة بعض المعلمين الغير مسؤولين, أو اجتهادات البعض الغير موفقة,  وأمامي الآن جدول مواصفات ومعايير لكيفية وضع الأسئلة وما يلحقها من تفصيلات منطقية ونفسية وفنية, تُراعي الأهداف التي وُضعت من أجلها هذه الامتحانات, ولكن للأسف هناك اتجاهيين خاطئين قد يتخذهما بعض المعلمين, فتأتي الأسئلة على صورة تحدي مع الطالب (إما أنا أو أنت), وكأن هذا الطالب عدو يستحق الحرق والسحق, وفي اتجاهٍ مُعاكس تماماً من يأتي بها كشربة ماء, بحيث يستطيع الطالب اجابتها دون جُهدٍ وعناء, وهذا الاتجاهان حتماً لا يُحققان الغاية من الامتحان, فيتساوى المتفوق مع الضعيف, أو لنقل بينهما فرقٌ طفيف, ويغيب العدل ويُقضى على الطموح, لذلك لا بد للأسئلة أن تكون واضحة شاملة بين السهل والمتوسط، تعتمد على المعلومات الرئيسة في المنهج، دون تعقيدٍ مُمل أو تسهيلٍ مُخل.

 

وللطالب مع الامتحانات ثلاث أحوال: إما أن يكون مهتماً كل الاهتمام, يريد بذلك التفوق والنجاح, وللأسف هؤلاء قِلة, وإما أن يكون اهتمامه لغرض النجاح فقط , فيبذل في سبيل ذلك جُهداً بسيطاً, وهؤلاء كُثر, وإما أن يكون عديم الاهتمام, لا يدري أكان مكانه في الخلف أم الأمام, لا يبذل جُهداً ولا يُلقي لها بالاً, تأتي كما تأتي, وهؤلاء ندعو الله أن يكونوا قِلة, وباعتقادي أن التباين في الاهتمام يتناسب مع مقدار ما يملكه الطالب من : الطموح, والأهداف, والهمة, والتشجيع والتحفيز, ومعرفة بالأولويات, وطريقة تعامل الأسرة والمدرسة, وحُسن إدارة الوقت.

 

ولا ننسى أن للامتحانات رهبةً في القلوب, لازلتُ وأنا معلم أشعر بها في كل مره  وقد أمضيتُ في التعليم أكثر من عشر سنوات, فما هو حال ذلك الطالب المسكين الذي أرهقه السهر وامتلأت رأسه بمئات المعلومات والتي يتعجل على إفراغها في ورقة الامتحان, لذا أتمنى أن نُشفق على أبنائنا وبناتنا فنستقبلهم بابتسامة ونودعهم بابتسامة, وأن نجعل كلماتنا لهم تجمع بين التشجيع واللطافة, لعلّنا نُخفّفُ عنهم شيئاً من الضيق والكآبة.

 

صحيفة أنحاء

أضيف بتاريخ :2017/01/13

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد