آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
محمد الحيدر
عن الكاتب :
مهتم بالشؤون الصحية , صحافي بجريدة الرياض السعودية، خبره في إدارة المراكز الإعلاميه

استقدام البطالة


محمد الحيدر ..
الحديث عن البطالة في المملكة ذو شجون، فما يطالعه المواطن في الإعلام عناوين يسيل لها لعاب الباحثين عن العمل، ولكن في الوقت نفسه هناك أحاديث عن البطالة في المملكة غير حقيقية، وهي حالة تعبر عن "خلل" في الخيارات المجتمعية، وأن السعوديين، أو بعضهم، يتبطل من تلقاء نفسه، لأنه يعمد إلى تخير الوظيفة.

ما يوقع المتابع لشأن البطالة في بلبلة أن الإحصاءات التي تصدر دلالة على مؤشر فجوة التوظيف تختلف في قراءتها للواقع. وبعض الإحصاءات تتحدث عن وجود بطالة بين العمالة غير السعودية! التصريحات الرسمية تقول إن نسبة البطالة سجلت 11.6%.

على أي حال الجهود المبذولة لتحجيم "البطالة" مقدرة، ومنها قيام وزارة العمل بتعديل بعض مواد نظام العمل من أجل زيادة التوطين في القطاع الخاص، وعملية الإحلال التي يشهدها قطاع الاتصالات. وما تم الكشف عنه من أن "نظام توطين"، من شأنه توفير مليون وظيفة خلال 15 عاماً، ولكن هناك تقارير تشير إلى أن من المتوقع أن يتدفق إلى سوق العمل خلال الـ 15 عامًا القادمة نحو 4.5 ملايين مواطن في سن العمل، الأمر الذي يدعو إلى تأمين وظائف أكثر بثلاثة أضعاف من عدد الوظائف التي تم توفير 10 سنوات ماضية عامي 2003 – 2013

وبناء على كل ذلك يثور تساؤل: هل الأرقام التي تنشر تعكس "البطالة" بمعنى أن المحتاج للعمل ممن هم في سن الانخراط في سوق العمل لا يجدون العمل المناسب لمؤهلاتهم؟ وهل تخير "الوظيفة" حقيقية؟!

العوامل التي تسهم في بيئة البطالة كثيرة، وفي إشارة لتصريحات مسؤول في وزارة العمل إلى أن "في المملكة نحو 80% من الجمعيات الخيرية رعوية وغير تنموية وتقوم بتقديم خدمات استهلاكية فقط"، ما يلح بالالتفات إلى هذا القطاع ليصبح تنموياً، وليعلم الناس كيف يصطادون السمك بدل إطعامهم السمك بصورة منتظمة، إلا أن الحديث عن "بطالة غير السعوديين" يضع الإنسان في حيرة كبيرة، فقد ورد في التقرير ربع السنوي لهيئة الإحصاءات العامة أن هناك تنامياً في معدل البطالة بين المقيمين، وبلغت نسبتها 58027 عاطلاً بزيادة 38% عن العام الماضي حيث كانت النسبة 35500 عاطل. وعلى الرغم من ذلك لا تزال أبواب الاستقدام مشرعة لنستقدم بطالة..!!

جريدة الرياض

أضيف بتاريخ :2017/01/26

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد