آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
قاسم حسين
عن الكاتب :
كاتب بحريني

دعم صلصة الطماطم مطلب استراتيجي!


قاسم حسين ..
إننا نضم صوتنا بالكامل إلى جانب النواب الذين طالبوا بدعم صلصة الطماطم، ونعارض وندين ونستنكر بشدة، النواب الذين طالبوا بحذفها من قائمة الدعم الحكومي السخي للمواد الغذائية.

إن صلصة الطماطم مادة غذائية مهمة، لا يمكن القبول بحذفها من قائمة الدعم، فهي تدخل في الكثير من الأكلات الرئيسية التي لا يستغني عنها المواطن البحريني، مثل «الناشف» و«تحت العيش»، فضلاً عن «الكبسة» و«المجبوس»، بالإضافة إلى «الصالونة»، فـ «الصالونة» من دون الصلصة تكون بلا طعم ولا رائحة مثل الماء، أو مثل الهريسة بدون ملح!

وليت الأمر اقتصر على الوجبات الشعبية، لهان الأمر، لكن أخطار هذا القرار تشمل جوانب أخرى؛ لأن الصلصة تدخل في صناعة الباستا، وتستخدم كـ «سوس» للسباغيتي، بل تدخل في صناعة «الكشري»، تصوّروا! فكيف يمكن القبول بعدم شمولها بالدعم؟

هذه الصلصة الإستراتيجية الخطيرة، لا ينحصر استخدامها في البيوت والمطاعم الشعبية التي تقدّم سندويتشات الكبدة والكفتة والقيمة، بل تدخل في صميم ما تقدّمه المطاعم الراقية من طبخات، حيث يتفنّن الشيفات في عمل رسومات و«ديزاينات» لتقديم ألذ المأكولات والطبخات، فضلاً عن خلطة السَّلَطَات، والسمك المشوي. فكيف يقبل بعض النواب بإبعاد الصلصة من قائمة الدعم الحكومي السخي؟

حتى من الناحية الصحية، النواب الذين يعارضون ضم الصلصة إلى قائمة الدعم مخطئون، فهذه العلبة الصغيرة تمثّل عصارة الطبيعة، وفخر الزراعة العربية، فمن ناحية السعرات الحرارية، تمنح كل علبةٍ المواطن البحريني 26 كالوري لتعينه على مصاعب الحياة، و0.2 غم من الصوديوم، و4.3 غم من الكربوهيدرات، و4 غم من الألياف لبناء العضلات، و2.17 غم من البروتينات المهمة لزيادة ذكاء الإنسان! و10 غم من كل من فيتامين (أ) و(ج) لزيادة العبقرية وتقوية الأسنان، و10.8 غم من الكالسيوم لزيادة متانة العظام، و4 في المئة من الحديد الطبيعي لتقوية عظام الجمجمة! والأهم من كلّ ذلك أن صلصة الطماطم مصدر غني بمادة الليكوتين المضادة للأكسدة، فضلاً عن كونها خاليةً تماماً من الكولسترول والدهون الحيوانية التي تسبّب الجلطات الدماغية والسكتات القلبية وتولّد الأفكار «البايخة»!

هذا من الناحية الصحية البحتة، أما من الناحية الاقتصادية، فالمواطن مُتضرِّر بلا شك، فإذا كانت كل أسرةٍ تستخدم (شدّتين) من الصلصة (16 علبة صغيرة) شهريّاً، تضاف إليها 3 أو 4 علب أيام رمضان والأعياد، فإن مجموع استهلاك الصلصة سنويّاً 24 ديناراً، وإذا احتسبتم تكلفتها للمواطن حتى يموت في سن الستين مثلاً، لا سمح الله، فإن المبلغ الإجمالي للصلصة 1440 ديناراً، وهو مبلغٌ ليس بالسهل على الإطلاق!

على رغم كل هذه الحقائق الدامغة، فإن من المستغرب أن يصرح أحد النواب بأنه «لا مانع من رفع الدعم عن صلصة الطماطم»! وبيّض الله وجه النائب صاحب الاقتراح، الذي ردّ عليه قائلاً: «إن صلصلة الطماطم لا يمكن للأسرة البحرينية الاستغناء عنها، وهي ضرورية للعديد من الأطباق، مثل النخج وبيض الطماط، مع أني لم أدخل بعد، بقية السلع المهمة مثل الملح ضمن سلة الغذاء البحرينية!».

من هنا، نشدّ على عضد النواب الأفاضل الذين طالبوا بتثبيت صلصة الطماطم على رأس قائمة السلع الغذائية المدعومة حكوميّاً، وندين ونستنكر موقف النواب الآخرين لتعاطيهم غير المسئول مع المقترح، وتصويتهم على استبعاد الصلصة من الدعم، لما في ذلك من إضرار متعمد، بمصلحة وصحة ومستقبل البحرينيين جميعاً.

صحيفة الوسط البحرينية

أضيف بتاريخ :2017/01/27

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد