آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عائض الردادي
عن الكاتب :
عضو في مجمع اللغة العربية في القاهرة وحاصل على درجة الدكتوراه في الأدب والنقد، وأحد أعضاء مجلس هيئة حقوق الإنسان.

تسمم المطاعم: البعيد أخطر من القريب


عائض الردادي ..

حالة التسمم التي حصلت في تربة، ونتج عنها تسمُّم 175 شخصًا، لا ينبغي أنْ تمرَّ مرورًا سريعًا، فهي فاجعة من مطعم لديه رخصة من البلديَّة، ومهما كان السبب الذي سيفصح عنه بعد إعلان نتائج التحقيق.

هذه الحادثة يجب أن تفتح الأبواب للنظر في مطاعم الوجبات السريعة، التي انتشرت وزاد الإقبال عليها، ليس من الشباب فحسب، بل من الأسر التي هجر بعضها الطبخ النظيف الآمن في البيوت، إلى التهام هذه الوجبات التي كلُّ مَن التهم وجبةً منها التهمَ سمومًا.

ليس خطر هذه الوجبات في التسمُّم السريع، الذي يدعو المتسمِّم إلى الإسراع للمستشفى لتعالج الحالة في طوارئ المستشفيات، بل الأخطر هو السموم غير السريعة، التي يتغذَّى بها الجسم شيئًا فشيئًا؛ حتَّى إذا تقدَّم السن انهالت على صاحبها الأمراض، وتداعى جسمه منها، وتقدم السن لا يعني التقدُّم في العمر إلى سن الشيخوخة، بل قد تظهر بعد سن العشرين، إن لم تُبكِّر بتورُّم الجسم في شحوم تكتنز بها أجسام الأطفال قبل ذلك.

حدَّثني مَن أثقُ به من الأطباء أنَّ لحوم الدجاج التي كثرت في وجباتنا في المطاعم، وفي البيوت هي سموم على المدى البعيد، ومما يزيد خطرها في المطاعم ما يضاف إليها من منكِّهات، وما يصاحبها من قلة النظافة من عمالة تغيب عنها الذمَّة الإنسانيَّة أمام المكسب السريع.

خطر الوجبات السريعة ينهك الأجسام بالأمراض، وينهك المستشفيات بكثرة الأمراض، ومعالجة المتسمم سريعًا لن تمنع الأمراض التي تنمو مع السنين في الأجساد، كما تنمو نبتة سم تجرِّع الجسم المرض تدريجيًّا، حتَّى إذا ما اكتشف المرض وجد أنَّه قد فات الأوان، مثل مَن يكتشف أضرار التدخين في وقت متأخِّر.

تربية النشء على الغذاء السليم النظيف يجب أن تكون درسًا في المدارس، ليس من حيث الفائدة الغذائيَّة فحسب، بل من حيث ما يلحق بالجسم من أضرار الوجبات السريعة، وتركيبتها الغذائيَّة، هل سيكون تسمم «تربة» السريع نذيرًا لتفادي الخطر الأكبر الذي يُغذِّي الجسوم يوميًّا؟ أرجو ذلك.
 
صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2017/01/30

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد