آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
فهد عريشي
عن الكاتب :
كاتب سعودي، مهتم بالشأن الاجتماعي

إعادة النظر في المادة 62 من شروط الابتعاث


فهد عريشي ..

تنفيذ المادة 62 من شروط الابتعاث صعب لكل الطلاب المبتعثين الذين يواجهون ظروفا مختلفة تجبرهم أحيانا على ترك زوجاتهم وأبنائهم داخل الوطن لفترات طويلة أو متقطعة

كثيرة هي المصاعب والعوائق التي تواجه المبتعثين السعوديين في كافة أنحاء العالم، ولكنهم يواجهونها بصبر وثبات رغبة في تحقيق طموحاتهم وآمالهم وأحلامهم بالعودة بأقوى الشهادات العلمية في كافة التخصصات، وأن تكون هذه المصاعب ناتجة عن البيئة الثقافية التي يحاول أن يتأقلم فيها المبتعث، فهذا شيء إيجابي وينتج عنه شباب يستطيعون احترام الثقافات الأخرى مهما كانت مختلفة عن ثقافاتنا، وأن تكون هذه المصاعب ناتجة عن اختلاف اللغات، وخاصة طلاب الصين واليابان وكوريا وفرنسا وغيرها من الدول ذات اللغات الصعبة، فهذا أيضا شيء إيجابي وهو من حسنات الابتعاث التي ننتظر نتائجها، بأن يكون لدينا قاعدة من الشباب والشابات الذين يستطيعون التحدث بأهم لغات العالم كالصينية واليابانية والفرنسية والسويسرية والإسبانية وغيرها، ولكن أن يكون هذا العائق ناتجا عن قصور في قوانين الابتعاث فإنه يجب علينا مراجعة هذه القوانين، وتعديلها لتحقيق الهدف المنشود من برنامج خادم الحرمين للابتعاث الخارجي.

وأهم قوانين الابتعاث التي تشكل عائقا أمام المبتعث ويجب على وزارة التعليم إعادة النظر فيها وتعديلها هي المادة 62 التي ينص أحد بنودها باختصار على أنه يشترط لصرف البدلات المادية الخاصة بالمبتعثين المتزوجين والذين لديهم أطفال بأن تكون زوجته وأبناؤه داخل مقر البعثة، وهذا الشرط تحقيقه صعب لكل الطلاب المبتعثين الذين يواجهون ظروفا مختلفة تجبرهم في أحيان كثيرة على ترك زوجاتهم وأبنائهم داخل الوطن لفترات طويلة أو متقطعة، لأسباب كثيرة كحمل الزوجة، ورغبتها في أن تكون بقرب عائلتها لمساعدتها في أوقات الحمل والولادة وما بعد الولادة، وقد تكون بسبب البيئة التعليمية للأطفال غير المتوفرة في دول كثيرة كالصين واليابان وغيرها من الدول، فيضطر إلى إلحاقهم بمدارس داخل السعودية، وحينها تقوم الملحقية الثقافية فورا بإيقاف الموارد المالية المخصصة لزوجات وأبناء المبتعثين مما يضع المبتعثين في موقف حرج أمام مسؤولياتهم المادية تجاه زوجاتهم وأبنائهم، والسؤال هنا لوزارة التعليم: أنتم تشترطون على المبتعث أن يكون غير ملتحق بأي عمل حكومي أو قطاع خاص لقبوله في البعثة، ولكنكم في نفس الوقت لا تصرفون له البدلات الخاصة للزوجة والأبناء في حالة عدم تواجدهم في مقر البعثة، فمن أين يصرف المبتعث المتزوج على زوجته وأبنائه في حالة عدم استطاعته إبقاءهم معه في مقر البعثة؟! وهل هذا يعني أن المبتعث غير مسؤول بواجبات مادية تجاه زوجته وأطفاله في حالة عدم تواجدهم في مقر البعثة؟

تعلم وزارة التعليم جيدا أن الزوج هو المسؤول الأول والأخير عن الأمور المادية لأسرته الصغيرة، بل هي من واجباته الشرعية التي يجب عليه القيام بها، ولكن بسبب الخلل في المادة 62 من قانون الابتعاث وعدم إدراك الهدف الرئيس من صرف البدلات المادية للزوجة والأبناء فإنكم بذلك أفقدتم هذا البدل معناه الحقيقي، وهو أن المبتعث المتزوج تصرف له مكافآت تعينه على القيام بمسؤولياته وواجباته حتى يتسنى له إنهاء دراسته وتحقيق هدفه الأساس من الابتعاث.

إن جميع المبتعثين المتزوجين في كل دول العالم ينتظرون من المسؤولين في وزارة التعليم أن يعيدوا النظر في المادة 62 وإلغاء الشرط المتعلق بإقامة مرافقي المبتعث معه في مقر البعثة لصرف المكافآت المخصصة لهم. فأعيدوا النظر وعدلوا هذا المادة حتى تمنحوا أبناءكم المبتعثين حقهم الحقيقي والمنطقي الذي وضعته حكومتنا في قوانين برنامج الابتعاث الخارجي، وأن تكونوا عونا لهم لتسهيل مهمتهم في البعثة لا أن تكونوا عائقا.

صحيفة الوطن أون لاين

أضيف بتاريخ :2017/02/02

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد