آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
بسام فتيني
عن الكاتب :
كاتب سعودي بصحيفة مكة

كيف يغرق الجبل؟


بسام فتيني ..

ثمة أشياء قد لا يقبلها المنطق، بل ولا حتى فيزيائيا يمكن أن تحدث، لكن وحده الفساد قادر على خلخلة صواميل المخ وصنع العجب الذي قد يمر مرور الكرام لولا المطر! فالسيد (مطر) منذ أن زار جدة قبل سنوات فاضحا المشاريع الركيكة، وهو الرجل الأول في مكافحة الفساد بأمر ربي، حيث زار بعدها عدة مناطق وقام برفع تقارير مجانية لأهل الشأن، مبينا فيها فداحة وبشاعة وجشع بعض شركات الإنشاء والمقاولات الكبرى التي تفننت في (لهط) المليارات عند الترسية، ثم نثر الملاليم عند التنفيذ!

وبطبيعة الحال لم يكن الفساد فقط في سوء التنفيذ من هذه الشركات بل رافقه ضعف رقابة من الجهات ذات العلاقة، فلا يمكن للسارق أن يسرق في حضرة الشرطي، وافهم يا فهيم، وليس أسوأ من وقوع الخلل إلا تبريره كما فعلت أمانة الدمام حين غردت بأن حجم الأمطار يعادل كمية أمطار عام ونصف! (لا يا شيخ)! يعني المقصود من هذا التصريح تبرير حدوث تجمعات للمياه في الشوارع وتبرير سوء التصريف، وهنا أطرح سؤالا بريئا لأمانة الدمام في المنطقة الشرقية، هل تعلمون أن الجبيل الصناعية كذلك في منطقتكم؟ ومع ذلك تم تصريف المياه ولم يغرق شارع واحد فيها؟ لذلك فتشوا عن الخلل الحقيقي فهذه الحجة باطلة، اتركونا من أمانة الدمام فتبريرها مضحك مبك، ودعونا نلتفت الآن لغرق شوارع أبها، وهنا الكارثة الحقيقية أتعلمون لماذا؟ لأن أبها البهية كانت آمنة مستقرة بأمر الله وكانت تعيش وتتعايش مع الأمطار منذ سنين طوال، حتى جاءها مسؤول قطع الشجر وعبث بمجاري السيول، وكأنه يعاند الطبيعة والفطرة الجبلية للمنطقة فكانت النتيجة أن تغرق شوارع مدينة على جبل! وهذه والله عجيبة من العجائب، وكأن بعض المتنفذين يتفننون في العبث والتخريب وليتهم تركوها في حالها التي تعايشت معه منذ الأزل! أعتقد وبعد كل هذه الكوارث يجب على الدولة فتح الحسابات القديمة، فخزينة الدولة دفعت مليارات لإنشاءات البنى التحتية، وعند تجربتها بفعل المطر يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الوطن تعرض لعملية نصب كبرى، لذلك وحفظا للمال العام تجب محاسبة المتسبب أيا كان، ولو بأثر رجعي حتى لا يستسهل الناس بعد ذلك سرقة مال الوطن!

خاتمة /‏ يا من سرقت خيرات بلادي، ثم بخلت أن تخلص في مشاريعها التي صعدت بك لقوائم المليارديرات، قسما ستموت يوما وترقد جثة هامدة في قبر صغير بكفن بلا جيوب، فاتق الله قبل أن تموت.

صحيفة مكة

أضيف بتاريخ :2017/02/20

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد