آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
قاسم حسين
عن الكاتب :
كاتب بحريني

في عيد ميلاد روبرت موغابي العظيم!


قاسم حسين ..

احتفل فخامة رئيس زيمبابوي السيد روبرت موغابي، هذا الأسبوع، بعيد ميلاده الثالث والتسعين.

المناسبة كانت عرساً كبيراً، حيث شهدت الاحتفالات مأدبة كبيرة تنعّم فيها آلاف الأنصار في حديقة ماتوبوس الوطنية، بما لذ وطاب، كما تقول وكالات الأنباء. فقد قدّم الزعيم العظيم للمدعوين لحوم الجواميس والأفيال والظباء والغزلان، إلى جانب قالب كبير من الحلوى، يزن 92 كيلوغراماً. وصنع قالب الحلوى على شكل قارة إفريقيا، «لأن جميع سكان إفريقيا يحبون الرئيس» كما قال المتعهد الذي قام بإعدادها!

هذه الاحتفالات كلّفت الخزانة العامة 800 ألف دولار، أي 300 ألف دينار (تكلفة مبنى صغير من ثلاث طوابق)، وهو مبلغٌ تافهٌ بلاشك، لولا أن زيمبابوي تعتبر من بين أفقر عشر دول في العالم. فمستوى الدخل السنوي لا يزيد عن 600 دولار (225 ديناراً بحرينياً)، أي أقل من 20 ديناراً في الشهر. كما أن 70 في المئة من السكان يعيشون تحت خط الفقر، ويعاني 8 ملايين من سوء التغذية ويحتاج الكثير منهم إلى مساعدات غذائية. وبالتالي فإن مثل هذه الاحتفالات تكون مستنزفةً للموازنة، ومؤذيةً جداً للشعب (بعض التقديرات تقول إن الحفل كلّف مليوني دولار).

موغابي هو أكبر رؤساء العالم سناً، وهو يحكم زيمبابوي منذ 1980، بعد حصولها على الاستقلال وتحرّرها من حكم الأقلية البيضاء، التي أقامت حكماً عنصرياً، وكان آخر من حكمها منهم إيان سميث، حيث كانت تسمى بروديسيا الجنوبية. وبقي موغابي في ملاسنات ومناكفات مع الدول الغربية وخصوصاً بريطانيا، المستعمر السابق، يسبهم ويسبونه، وخصوصاً بعد أن استرجع نسبةً كبيرةً من الأراضي التي كان يمتلكها البيض، ووزّعها على الفلاحين الفقراء من السود (98 في المئة من السكان).

ورغم بقائه في الحكم 37 عاماً، إلا أنه لا يزال يرغب بالبقاء حتى آخر يومٍ في حياته، «لأن الشعب يريد ذلك». وهو مقتنعٌ، أو هكذا يبدو، أنه لا يوجد من بين 14 مليون زيمبابويّ من هو مؤهلٌ ليخلفه في الحكم، وبالتالي ليس بمقدوره، بل ليس من حقه أخلاقياً، التفكير بالتنحي لكيلا تضيع زيمبابوي ويتحوّل شعبها إلى أيتام! وقبل الاحتفال بعيد ميلاده خرج في مقابلة تلفزيونية ليعلن أنه لم يتعب من حمل المسئولية، وإذا شعر بالتعب فسيخبر حزبه لكي ينتخب شخصاً غيره، التزاماً بقواعد الديمقراطية العريقة، أما الآن فلينسوا الموضوع!

المفاجأة التي أذهلت الشعب الزيمبابوئي، حين فجّر قنبلةً جديدةً، بقوله إنه يفضّل زوجته غريس (51 عاماً)، باعتبارها إحدى المرشحات الأوفر حظاً للحكم! وأضاف: «إنها مقبولة جداً من الشعب... مثل الألعاب النارية»! ما أثار موجة من الاستياء، فاحتج بعضهم قائلاً: «هذا يكفي! فقد صبرنا عليه 37 عاماً، ويريدنا أن نصبر على زوجته»! وهو موقفٌ شبيهٌ بما جرى في مصر بعدما شاهد المصريون حسني مبارك يجهز مصر ليرثها ابنه جمال!

في العام المقبل وفي مثل هذه الأيام، سيحتفل الرئيس موغابي بعيد ميلاده الـ94، وسيعد متعهّد الحفلات كعكةً وزنها 93 كيلوغراماً، وكل عام وشعب زيمبابوي بخير!

صحيفة الوسط البحرينية

أضيف بتاريخ :2017/03/03

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد