آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
هايل الشمري
عن الكاتب :
هايل الشمري. أخصائي نفسي ، يكتب في "الوطن" منذ عام 2006. يطل كل إثنين وخميس في زاوية (خروج عن النص). طقطق علينا! الرفاهية المحتكرة!

من الكفاية للكفاف


هايل الشمري ..

جرى الحديث قبل سنوات بشكل واسع في المجتمع السعودي عن «خط الكفاية»، وكانت التقارير ترد بسخاء من كل حدب وصوب. القاسم المشترك بينها هو ضرورة بقاء مستوى معيشة المواطن فوق هذا الخط، أما نقطة الخلاف فتمحورت حول تحديد ذلك الخط.

ولعل أشهر الدراسات التي تناولت «خط الكفاية»، ما قامت به مؤسسة الملك خالد الخيرية، والتي حددته في آخر تقرير لها مطلع هذا العام بمبلغ 12496 ريالا شهريا للأسرة السعودية المكونة من 7 أفراد.

اللافت أن تقارير هذه المؤسسة الرائدة استبدلت مصطلح «خط الفقر» المتداول عالميا بـ«خط الكفاية»، على اعتبار أن استخدام مفردة «الفقر» قد لا يكون ملائما في بلد يتمتع باقتصاد قوي كالسعودية.

فمصطلح «خط الكفاية» يقصد به توافر متطلبات الفرد بالقدر الذي يجعله في مستوى عيش مقبول من: مسكن ومأكل وملبس ورعاية صحية وتعليم وحاجات الأطفال وكماليات ومواصلات وترفيه وخدمات أساسية، وإن لم يستطع الادخار.

بينما مفهوم «حد الكفاف» يعني الاقتصار على توفير الحد الأدنى اللازم للعيش، والمتعلق بمتطلبات البقاء أو الحاجات الأساسية التي لا يستطيع المرء أن العيش دونها.

بطريقة أخرى، الكفاية تعني المستوى الكافي ليعيش الفرد حياة كريمة دون الحاجة إلى أي مساعدة، بينما الكفاف هو الحد الأدنى الذي يكون عليه الإنسان قادرا على البقاء.

ورغم كل ما سمعت وقرأت، إلا أنني هذه المرة سآخذ بمقولة أحد الفلاسفة «لا تيأس إذا رجعت خطوة إلى الخلف، فالسهم يحتاج أن ترجعه للوراء لينطلق بقوة إلى الأمام»، وأعدّ -من باب إحسان الظن- أن العودة إلى الحديث عن «حد الكفاف» ليس إلا خطوة قصيرة للوراء قبل الانطلاق إلى الأمام، للوصول إلى «خط الكفاية»، ثم الرفاهية الحقيقية.

صحيفة الوطن أون لاين

أضيف بتاريخ :2017/03/23

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد