آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
قاسم حسين
عن الكاتب :
كاتب بحريني

المرور... لحفظ الأرواح وليس زيادة الأعباء


قاسم حسين ..
أثارت قوانين المرور الجديدة الكثير من المعارضة والسخط في الشارع البحريني، وهو ما يمكن تلمّسه بسهولةٍ من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، باعتبارها أوسع قنوات التعبير عن الرأي في هذه المرحلة من الزمن.

ليس هناك من يقف ضد أية قرارات أو إجراءات تسهم في تخفيض الخسائر البشرية والمادية، فحفظ أرواح البشر أولوية مطلقة، لكن الاقتصار على مبدأ زيادة الغرامات ووضع حدود مشدّدة على السرعة حتى في الشوارع التي لا تحتمل مثل هذا التقييد، في ظل أزمة مرور يومية خانقة تعانيها أكثر شوارع البحرين، فذلك يدعو بذاته إلى التوقف ومراجعة القرارات.

ومع احترامنا الشديد للإخوة المسئولين في إدارة المرور والترخيص، وتقديرنا لجهودهم المخلصة لتحسين السلامة، إلا أن القرارات الأخيرة لن تصب في تحقيق الأهداف المرجوة. فأنت قد ترهق كواهل المواطنين بأعباء مالية كبيرة، لعقوبات على أمورٍ ليس لها دورٌ في تحسين مستوى السلامة. كما أن فرض العقوبات المالية المشدّدة من دون إجراء أي إصلاح للعوامل الأخرى لن يسهم في تعديل الأوضاع.

هناك عوامل ليست في دائرة اختصاص إدارة المرور، وبالتالي خارج سلطتها، مثل طرق تخطيط الشوارع التي يشوبها الكثير من الأخطاء، لكن في المقابل هناك عوامل أخرى تدخل في صلب عمل المرور، وتحتاج إلى قرارات عاجلة لإصلاحها، وخصوصاً أننا نكتب عنها في الصحافة منذ سنوات من دون استجابة تذكر من المرور. ومن أمثلة ذلك نظام الإشارات الضوئية في عددٍ من الشوارع الرئيسية، كتقاطع مدينة عيسى/ سلماباد، وتقاطع الصالحية/ البلاد القديم، وتقاطع المحرق/ البسيتين، وتقاطع الخارطة، وتقاطع السلمانية/ القفول. وأكثر الأمثلة سوءاً تقاطع القدم، الذي يجمع أسوأ ما في نظامي الإشارة والدوّار من سلبيات، فيتسبّب في زحام طوال اليوم، علماً بأن حركة المرور كانت أسلس قبل إضافة الإشارة الضوئية الرديئة قبل ستة أعوام.

كل هذه التقاطعات تشهد زحاماً يومياً في أغلب ساعات النهار وشطراً كبيراً من الليل، وأنظمة حركة المرور في كل هذه التقاطعات تحتاج إلى مراجعة وإعادة ضبط، فما يحدث هو أن تتحرك السيارة مع الضوء الأخضر من نقطةٍ ما لتقف بعد ثلاثة أمتار لتقف عند إشارة حمراء أخرى، وتقضي نصف الوقت حتى تتغيّر للأخضر. وكتبنا عن هذه المشكلة مراراً، من دون أن تهتم إدارة المرور بالتفكير في إيجاد حل، على رغم تأثيره على آلاف السيارات التي تعبر شارع البديع نحو المنامة أو منطقة السيف يومياً، وما يسببه ذلك من تأخيرٍ وتعطيل لمصالح آلاف المواطنين والمقيمين.

هذه المشكلة التي لم تحلها إدارة المرور، تخلق مشكلةً أخرى، وهي الدخول في المربعات الصفراء، وتعرّضك قسراً للعقوبة المالية. من الناحية النظرية يجب ألَّا يدخل السائق هذه المنطقة ما لم يكن الطريق سالكاً، ولكن عملياً، ماذا أعمل كسائقٍ إذا كان المرور متحركاً ثم توقف فجأةً بسبب حدوث اختناق مروري أو تكدّس السيارات أمام الإشارة الضوئية التالية الحمراء... كما يحدث دائماً في تقاطعات السلمانية والقدم والبسيتين؟

حين نكتب عن أوضاع الشوارع فإننا نفكّر مع الإخوة المسئولين بإدارة المرور بصوت مسموع من أجل إيجاد حلول، لأزمةٍ آخذةٍ بالتفاقم، مع زيادة أعداد المركبات في شوارع لا تشهد أي توسع يذكر، بسبب خصوصية البلد وصغر مساحته واكتظاظه بأعداد بشرية إضافية تفوق طاقته على الاستيعاب.

إننا مع كل إجراءٍ يسهم في الحدّ من خسائر الأرواح والممتلكات، لكن قبل التوسع في زيادة الغرامات وإثقال البحريني بالمزيد من الأعباء، صحّحوا أنظمة المرور وشبكات الإشارات الضوئية، وعاملوا السوّاق كشركاء وليس كخصوم.

صحيفة الوسط البحرينية

أضيف بتاريخ :2017/04/04

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد