آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
مساعد العصيمي
عن الكاتب :
مستشار إعلامي .. كاتب صحفي صحيفة الرياض

إلى وزير المالية: بل الإفلاس عيب؟!


مساعد العصيمي ..

مشكلتنا مع بعض وزرائنا تنصب في جانبين، إما أننا لا نستوعب ما يطرحونه من أمور تخص البلاد والعباد، أو أنهم بعيدو الأفق بحيث أن لا أحد "إلا من ندر" بإمكانه أن يستوعب أطروحاتهم.. وسأستبعد هنا الخيار الثالث أنهم يقولون مالا يدركون.. وفي الخيار الثاني الأمثلة كثيرة وظاهرة ونحتاج إلى مجلدات لحصرها.
فحين يطل عليك وزير وهو يحمل إشارات إلى الإفلاس وبأن مثل هذا إن حدث للمؤسسات ورجال الأعمال فهو من الأمور الطبيعية.. فتلك مصيبة لأنه بدأ وكأنه يرمي إلى أمور ستكون متوقعة وقريبة الحدوث.. يشدد على ذلك تجاه مجتمع يعاني من تراجع الدخل ويصور الأمر أن التراجع قد يصاحبه فقد الوظيفة.. وتلك طامة كبرى أوجدت قلقاً وتوتراً في المجتمع خلال الأيام القليلة الماضية.

شخصياً وأنا غير المتخصص في الاقتصاد، كأني أقرأ أن من بين السطور ما يرمي إليه وزير المالية وهو يبطن الإفلاس داخل حديثه وكأنه يقول لأصحاب الأعمال والمال.. ارحلوا إلى أماكن وبلدان أخرى لتربحوا فيها لأنه في بلادكم ينتظركم الإفلاس!.. وأي منطق وأي رسالة محبطة أعلنها في ظل أن كبار الاقتصاديين يشيرون إلى بدء التعافي من الركود العالمي الحاصل، ذلك الذي أثر على الميزانيات والمداخيل.

في ظل التصريحات المحبطة أصبح السعودي يعاني ويستنجد كثيراً بالمتخصصين المدركين ليشرحوا له أولاً.. ما الذي يرمي إليه الوزير؟.. أو أن قادة العمل كما الوزير الجدعان لم يحسنوا إيصال رسائلهم التحفيزية.. ما دام أن الإفلاس وخراب البيوت ليس عيباً وفق منطقه الاقتصادي، رغم أن منطق العقل يقول: إن الإفلاس خراب بيوت وفقدان وظائف وتراجع إنتاج.

وفي قوله إن حدث هذا فهو ليس بسبب الحكومة.. ونسأل معالي الوزير.. من الذي يضع التنظيمات والتشريعات للعمل والتجارة.. بل ويضمن حقوق الناس ومصالحهم وفق توجيهه وإلزامه للمتعاملين والتجار بالمبادىء السليمة.. أو ليست الحكومة؟!.. وهل يكفي من السيد الوزير أن يبث الفرح والتهليل بأن الدولة ستظهر بعد الإفلاس لممارسة صلاحياتها لأجل تسريع إجراءات التصفية والإفلاس والحماية القضائية؟! يشدد على ذلك ولم يقل أين الحكومة من قبل لمنع الإفلاس وما يشمله من حفظ حقوق العاملين باستمرارهم وبقاء رأس المال متحركاً منتجاً.

معالي الوزير.. لقد أثرت شأناً يثير التشاؤم وتبنيت امراً فيه مضرة ليس من الناحية الاجتماعية، بل من ناحية رحيل رؤوس الأموال من فرط النظرة التشاؤمية التي قوبل بها حديثك، وأنت الذي استبسطت الأمر بالتأكيد على وقوعه، وكأننا إزاء سقوط مؤسسات وشركات كبرى تحت وطأة الإفلاس كما حدث في أميركا 2008.

الأهم في القول: إننا لم نكن نريد من معالي الوزير أن يصوّر لنا الواقع بغير ما هو عليه.. لكن ما علمناه بعد حديثه مباشرة أنه قد أفرط بالتشاؤم حد أنه قد أقلق الفقير قبل الغني، وحقيقة أصبحت لا أفهم معنى هذه الرسائل المباشرة العنيفة التي يبثها بعض الوزراء.. لا سيما أن بلادنا قد مرت بتراجعات اقتصادية أشد وأقسى مما هي عليه الأزمة الآن وبمراحل وتعافت منها سريعاً.

جريدة الرياض

أضيف بتاريخ :2017/04/14

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد