آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. عبد المحسن يوسف جمال
عن الكاتب :
كاتب ومؤلف كويتي

تشويه الدين

 

عبدالمحسن يوسف جمال

ابتليت الأمة الإسلامية منذ أمد طويل بأناس لا يعون أن هذا الدين جاء مكملاً للأديان السماوية التي جاء بها الأنبياء والرسل عليهم السلام.

ولقد تقمص دين الحنيفية السمحة من لم يع بأن الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم – إنما بعث رحمة للعالمين، وأنه يحب الناس، كل الناس، وأن الله سبحانه أمره أن ينشر السلام بين أهل الأرض كلهم من دون تمييز.

وأنه سبحانه أمره بعدم مقاتلة من لا يقاتله بقوله: «لاَ يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ» (الممتحنة: 8).

لذلك، فإن هؤلاء الذين يدّعون الإسلام، وهو منهم براء، يتلذذون بسفك دماء الناس من كل الأديان، بمن فيهم المسلمون، فيقتلون المتعبدين لله بتفجير دور العبادة والأسواق والساحات العامة من دون تمييز ومن دون أن يعرفوا شخصياً من يقتلون.

كل ذلك تشويهاً لدين الله ولنصائح رسول الله – صلى الله عليه وآله – وإيذاء للأنبياء والأولياء والصالحين والأبرياء في هذا العالم.
ولعل جريمتهم بتفجير كنائس إخواننا النصارى هي جزء من هذا التشويه المتقصد للدين ومحاولة لوصم الإسلام بالإرهاب خدمة لإعدائه ومحاربة للتعايش السلمي بين البشر.

ألم يسمعوا – إن كانوا مسلمين – قوله تعالى: «وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ» (المائدة: 82)؟!

ألم يسمعوا خطبة رسول الإنسانية – صلى الله عليه وآله – في «غدير خم»، والمسماة بخطبة الوداع، حين قال: «ألا أخبركم بالمؤمن، من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم، والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده».

من هنا نعرف أن تصرفات أولئك تخالف دعوة المصطفى – صلى الله عليه وآله.

ألم يعوا قول الحبيب المصطفى حين قال: «من قتل معاهداً لم يَرُح رائحة الجنة».

وقوله روحي فداه : «ألا من ظلم معاهداً أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته وأخذ شيئاً بغير طيب نفس منه، فأنا خصيمه يوم القيامة».
وكذلك سار على نهج المصطفى وأهل بيته محبوهم من الصحابة والتابعين إلى يوم الدين، أما المخالفون فإنهم انتهجوا سبيلاً غير سبيل المؤمنين، واخترعوا فقهاً ليس بفقه حبيب الله – صلى الله عليه وآله.

وهنا لا نملك إلا مواساة إخواننا النصارى ، والتبرؤ من أعداء الإنسانية.

وندعو أحرار العالم كلهم لنبذ الحروب والقتل والاعتداء، والعمل للعيش بأمن وأمان للبشرية كلها.

جريدة القبس الكويتية

أضيف بتاريخ :2017/04/17

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد