آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. أحمد عبدالقادر محمود المهندس
عن الكاتب :
خريج كلية العلوم - جامعة الملك سعود 1970, ثم حصل على الماجستير ثم الدكتوراه في الجيولوجيا من جامعة مانشستر 1977. عمل معيداً بقسم الجيولوجيا بجامعة الملك سعود 1970 , ثم وكيلاً لعمادة شؤون الطلبة, كما عمل أستاذاً مساعداً فمشاركاً, وعين أستاذاً عام 1992. عضو في عدد من الجمعيات العلمية العالمية والمحلية, وفي النادي الأدبي بالرياض.. كاتب ومؤلف.

الزئبق.. الخطر في بيوتنا


أحمد عبد القادر المهندس

انتشرت في الأسابيع الماضية مقاطع فيديو في وسائل التواصل الاجتماعي.وملخص هذه المقاطع هو التحذير من اللمبات الموفرة للطاقة الكهربائية،لاحتوائها على عنصر الزئبق.

ويعد الزئبق مصدرا خطيرا للغاية للتلوث البيئي، وخاصة في المخلفات الصناعية الناتجة عن الصناعات الكيميائية والنفطية والتعدينية، بالإضافة الى النفايات التي تصرف في المسطحات المائية المختلفة. كما أن الزئبق يوجد في مناجم تعدين الذهب في أنحاء مختلفة من العالم، ومنها المملكة العربية السعودية.

ويصل الزئبق إلى الإنسان والكائنات الحية عن طريق الهواء والماء والطعام الملوث الذي يتم رشه بالمبيدات الحشرية، وقد سجلت بعض الحوادث الخطيرة نتيجة للتسمم بالزئبق ومركباته، كان أكثرها شهرة ذلك الوباء الذي حدث في العراق في عام 1971. وقد أصيب مايقارب من 6000 شخص، وتوفي 559 شخص نتيجة لاستهلاك خبز تم رش دقيقه بمبيدات الفطريات الملوثة بالزئبق. وهناك الحادثة الشهيرة التي وقعت في الستينيات على ساحل ميناماتا باليابان،حيث تسمم الآلاف نتيجة لأكل الأسماك الملوثة بمركب( ميثيل الزئبق).

وتحتوي بيوتنا على مصادر كثيرة للتلوث الذي يفوق أحيانا التلوث الخارجي. ومن الملوثات الجديدة التي دخلت إلى بيوتنا في السنوات القليلة الماضية اللمبات الموفرة للطاقة والتي توفر الطاقة بنسبة ٨٠٪ تقريبا. لكن بعض هذه اللمبات يحتوي على عنصر الزئبق الذي يمثل خطرا حقيقيا على صحة الإنسان ، حيث إنه يمتص داخل الأنسجة مثل الكلى والكبد والطحال والمخ ، ويؤدي إلى أعراض التسمم مثل التعب والصداع، والاكتئاب، وقلة النوم، وضعف الذاكرة...الخ.

فإذا انكسرت لمبة موفرة للطاقة فمن الضروري الابتعاد تماماً عن المكان أو الغرفة لمدة لا تقل عن ١٥الى٢٠دقيقة. ومن المستحسن لبس كمامة واقية عند إزالة الزجاج المكسور ، لان اللمبة تحتوي بداخلها على عنصر الزئبق الذي يؤدي استنشاق أبخرته إلى التهابات في الفم واللثة، وتلوث الهواء في المنزل وحدوث التسمم الزئبقي.

ومن المهم أن يعرف الناس أن تجميع اللمبات الموفرة والمكسورة في النفايات سوف يتسبب في كارثة بيئية داخل المنزل وخارجه. والوقاية - كما يقولون- خير من العلاج .

جريدة الرياض

أضيف بتاريخ :2017/04/28

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد