آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
علي الشريمي
عن الكاتب :
كاتب وصحفي سعودي

حقوقنا حرياتنا 2015



علي الشريمي

لا بد من تفعيل ما ورد في الإعلان الخليجي لحقوق الإنسان من خلال اتخاذ كل التدابير التشريعية والإدارية، وتشكيل هيئات ومنظمات حقوقية خليجية لمعالجة الانتهاكات الحقوقية

العنوان بعاليه هو شعار اليوم العالمي لحقوق الإنسان لعام 2015 الذي يحتفل فيه العالم اليوم الخميس بالذكرى الـ68 على صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في الـ10 من ديسمبر 1948، وأصبح الإعلان اليوم يمثل الوثيقة الأهم في تحديد منطلقات ومفاهيم حقوق الإنسان في العالم.

بل إن الإعلان –وعلى الرغم من أنه إعلان للمبادئ يحمل الطابع الأدبي والقيمي وليس اتفاقية ملزمة لأطرافه– ما زال هو المرجعية الأساسية التي يتم الاستناد إليها في تعريف حقوق الإنسان.

ونحن في دول الخليج العربي نحتفل في ديسمبر بمرور عام واحد على صدور أول وثيقة حقوقية خليجية "إعلان حقوق الإنسان لمجلس التعاون لدول الخليج العربية" الذي يتألف من 47 مادة، وقد ورد في ديباجته أنه جاء تأكيدا والتزاما بما ورد في ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان والميثاق العربي لحقوق الإنسان، وإعلان القاهرة لحقوق الإنسان في الإسلام والمواثيق والاتفاقيات الدولية والإقليمية ذات الصلة.

الإعلان الخليجي لحقوق الإنسان في نظري، هو خطوة في الاتجاه الصحيح لتشكيل منظومة حقوقية متكاملة، وبداية لسن اتفاقيات ومعاهدات خليجية ملزمة قانونا للدول الأطراف.

وهنا نطرح بعض الملاحظات على الإعلان:
أهم الملاحظات على الإعلان الخليجي، هو ما تشير إليه المادة الـ6: حرية المعتقد وممارسة الشعائر الدينية حق لكل إنسان، وفقا للنظام "القانون"، وبما لا يخل بالنظام العام والآداب العامة.

كما تنص المادة الـ7 على أن: احترام الأديان السماوية وعدم ازدرائها أو التطاول على أنبيائها أو رموزها، واحترام التنوع الثقافي للأمم الأخرى مكفول، وفقا للنظام "القانون".

نعم، حرية المعتقد في المادة الـ6 حق لكل إنسان إلا أن عبارة "وبما لا يخل بالنظام العام والآداب العامة" تبقى عائمة، وفي المادة الـ7 كذلك فما هو تعريف الازدراء؟ وما هو التطاول؟ عبارات غير واضحة خاصة ونحن نتحدث عن مسألة حقوقية.

والإشكالية الثانية هي في نظري جوهرية، وموجودة في أغلب مواد الإعلان وهي عبارة (وفقا للنظام "القانون") المادة الـ46 وتنص: "على كل إنسان واجبات إزاء مجتمعه، ولا يخضع في ممارسة حقوقه وحرياته الواردة في هذا الإعلان، إلا للقيود التي يحددها النظام "القانون" وكذلك المادة الـ44 بنصها على أن: مع عدم الإخلال بأحكام الشريعة الإسلامية والنظام "القانون"، فإن ممارسة الحقوق والحريات المنصوص عليها بهذا الإعلان والتمتع بها، حق لكل إنسان. ونحن نعلم أن المبدأ الأساسي لحقوق الإنسان هو أن الحقوق تسبق القانون وأن على القانون الالتزام بالحقوق الأساسية للإنسان، وليس العكس، والدليل على ذلك ما جاء في المادة الـ47 وهي المادة الأخيرة من مواد الإعلان التي جاءت لتؤسس لمبدأ مهم جدا إذ أكدت أنه: "لا يجوز تفسير هذا الإعلان أو تأويله أو تعديله على نحو ينتقص من الحقوق والحريات التي تحميها التشريعات الداخلية لدول المجلس والمواثيق الدولية والإقليمية لحقوق الإنسان التي صادقت عليها أو انضمت إليها دول المجلس".

النقطة الأهم في هذا الإعلان، هو أن يتم تفعيل ما ورد في نصوصه إلى واقع ملموس من خلال اتخاذ كل التدابير التشريعية والإدارية، وتشكيل هيئات ومنظمات حقوقية خليجية يتم فيها معالجة الانتهاكات الحقوقية، وإعداد تقارير شاملة ودورية عن الأوضاع الحقوقية في الخليج.  

صحيفة الوطن أون لاين

أضيف بتاريخ :2015/12/10

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد