إقليمية

السيد نصر الله: مشروع أمريكا الأساسي تقسيم المنطقة بما فيها السعودية وهي توظف داعش لذلك.

 

أحيا حزب الله في لبنان ذكرى انتصار حرب تموز الجمعة 14آب في الجنوب اللبناني وفي وادي الحجير في احتفال جماهيري كبيرحضره ممثلين عن مختلف الأحزاب والتيارات اللبنانيّة وشخصيّات علمائيّة ..

 ألقى سيّد المقاومة و صاحب الوعد الصادق والنصر الإلـٰهي المؤزّر كلمة تناول فيها عدّة نقاط في التطورات السياسية على المستوى الإقليمي و الداخل اللبناني..

و اعتبر سماحته أنّ من وادي الحجير انطلق النهج المقاوم الذي أسّسه الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين رضوان الله عليه و من بعده حمل أمانة هذا النهج سماحة الإمام المغيّب موسى الصدر و هو المكان الذي كان له دور الحسم في حرب تموز في هزيمة العدوان الإسرائيلي و انتصار المجاهدين الذي عبّر السيد عنه أنّه كان معجزة حقيقيّة بالنظر إلى الموازين والقوى في حرب تموز.

ودعا سماحته لتثبيت يوم الرابع عشر من آب يومًا للنصر الإلـٰهي بلبنان وقال سماحته موضحًا:"لأنّه اليوم الذي توقّف فيه العدوان وقد فشل العدو في تحقيق أيٍّ من أهدافه المعلنة، وغير المعلنة ولأنه اليوم الذي عاد فيه أهلنا الأوفياء من الأماكن التي هُجّروا إليها، إلى قراهم ومدنهم في الجنوب والبقاع، و إلى أحيائهم في الضاحية، وبقيّة المناطق عند الساعات الأولى لوقف العمليات العسكرية.. عادو بكل ثقة ويقين واطمئنان ودون خوف لا من معاودة العدوان، و لا من القنابل العنقودية ولا من مواجهة الدمار الهائل .. كانت عودة أهلنا أقوى ردٍّ شعبي على العدوان و أهداف العدوان وكانت عودتهم في مثل هذا اليوم ومثل هذه الساعات تعبيرًا بليغًا عن تمسكهم بأرض الآباء و الأجداد مهما كانت المخاطر والتضحيات"

وجدّد تأكيده على مواصلة الجهاد بكل أشكاله ضد الإحتلال حيث قال"وهذه المقاومة متواصلة بأشكالها المختلفة منذ ذلك المؤتمر إلى اليوم .. صنعت الإنتصارات وحققت الإنجازات وبدّلت المعادلات وأسقطت مشاريع الإحتلال والهيمنة في لبنان وفي المنطقة وفرضت نفسها في الموقع المتقدم من أحداث المنطقة"

وأضاف أنّ صمود اللبنانيين بشكل عام كان من أشكال المواجهة في حرب تموز واصفًا إياه بالصمود الأسطوري رغم الإنقسامات الحادّة في تلك الفترة بلبنان

وفي إشارة إلى المعنويات المنهزمة للعدو الصهيوني ذكر سماحته تصريحات بعض قادة العدو في حرب تموز عن تلك الفترة ومنهم عامير بيريتس الذي الذي تبجّح بأنّ اللبنانيين لن ينسو إسمه يقول :" كانت تمر حالات في أيام الحرب أشعر فيها بالمذلة والمهانة بيني وبين نفسي"

ومنها تصريح رئيس رئيس وزراء العدو في حرب تموز إيهود أولمرت الذي وصف حالة الإنهزام لدى القادة العسكريين الإسرائيليين في الأيّام الأخيرة لحرب تموز حيث طلبوا منه الإنسحاب إلى الحدود بعد العمليات البريّة الفاشلة التي قاموا بها في العديد من المحاور وأهمّها وادي الحجير

ويقول سماحته عن عمليّة الإنزال الجوي التي اعترف العدو أنّها كانت الأضخم منذ تشرين 1973 "الإسرائيلي اتخذ هذا القرار الأحمق لأنه كان بحاجة لإنجاز نوعي ومعنوي لأنه إذا انتهت الحرب كما كان مفترض أن تنتهي بـ11 آب فليس ثمة إنجاز لإسرائيل لا توجد أهداف تحققت.."

وأضاف"كان بحاجة لهذه الخطوة ليفرض شروطه على لبنان واللبنانيين .. كان يريد أن يفاوض على عودة الناس أهالي المدن والبلدات في جنوب الليطاني كان يريد أن يفاوض على نزع سلاح المقاومة في جنوب الليطاني كان يريد التفاوض على عناوين كثيرة.."

وعن معركة وادي الحجير قال سماحته"هنا في وادي الحجير وفي هذه التلال والبلدات المحيطة بالوادي كانت المواجهة البطولية التاريخية.. هنا دُمّرت عشرات الدبابات والمدرعات .. هنا قتل عشرات الضباط والجنود من قوات النخبة الصهاينة هنا جُرح العشرات هنا شعروا بالجحيم وجهنّم من تحت أرجلهم ومن فوق رؤوسهم هنا تهاوت دبابة الميركافا فكانت مقبرة الدبابات ومقابر الغزاة ومدافن أحلام العدوان بالعلو والإنتصار وإلحاق الهزيمة هنا تحطمت أسطورة الميركافا وجيشها الذي لايُقهر هنا قُهر وأُذل وهنا كان رجال الرجال أصلب من الجبال وأقسى من صخور الوادي وصنعوا هذه الملحمة.." وأضاف "كل أسلحة المقاومة كانت هنا... المجاهدون الأبطال، ولكن كان الدور الأبرز لتلك القوة الشريفة من مجاهدي ضد الدروع الذين دمّروا عشرات الدبابات والآليات"

وفي نتائج حرب تموز قال سماحته"هذه الحرب بدّلت وعدّلت في الإستراتيجيات العسكرية الكبرى في العالم .. عند أمريكا،عند الناتو،عند العدو الإسرائيلي.."

وأضاف"الإستراتيجيات التي كانت قبل حرب تموز نتيجة ماحدث في أكثر من بلد في العالم أنّ سلاح الجو يحسم المعركة .. هذا انتهى " و تابع" الدمار والقتل و المجازر وتهجير النّاس وقطع أرزاقهم لا يلحق بهم الهزيمة إذا كان لديهم الإيمان وإرادة البقاء والمقاومة"

وقال"رجع العدو لتثبيت استراتيجية المعركة البرية ..يعني الدخول إلى الأرض وعدم الإكتفاء بالقصف الجوي رغم أنهم جربوه في حرب تموز وفشل لكن في النهاية ليس لديهم خيارات"

وتابع"لن تكون هناك استراتيجية ناجحة للجيش الإسرائيلي بعد اليوم في لبنان" وأضاف "في مقابل استراتيجية الإقتحام البري التي يتحدث عنها رئيس أركان العدو نحن نطرح استراتيجية وادي الحجير"

وأكّد على ضرورة أخذ الدروس والعبر من حرب تموز و اعتبر أنّ أهم هذه العبر الحفاظ على وحدة لبنان والتمسك بالمعادلة الذهبية الجيش والشعب والمقاومة لمواجهة أي عدوان وأي خطر.

وأشار إلى جهاد القادة السياسيين الذين واجهوا رغم الظروف الصعبة كل المؤامرات الرئيس نبيه بري و رئيس الجمهوريّة اللبنانيّة آنذاك إيميل لحود.

وأضاف".. إذا كنا منقسمين وانتصرنا كيف إذا كنا مُوحّدين في مواجهة التهديد سواء كان إسرائيليًا أم إرهابيًا.. ألسنا قادرين كلبنانيين وكدولة في لبنان وكشعب في لبنان أن نحمي بلدنا وأن نصون سيادتنا وأن ندافع عن كرامتنا وعن شعبنا دون حاجة إلى أحد في هذا العالم.."

و أكّد سماحته على التزام المقاومة بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته المشروعة في استعادة الأرض والمقدسات،

كماذكّر بجرائم العدو الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين وتجاه المسجد الأقصى والمقدّسات..

وتحت عنوان رفض التقسيم قال سماحته"في مؤتمر الحجير كان الموقف التاريخي رفض تقسيم المنطقة.. و قُسّمت المنطقة وكان لهُم شرفُ الموقف، .. اليوم نحن المجتمعون هنا يجب أن نرفض تقسيم المقسّم وتجزئة المجزّأ، وهذا ماتعمل عليه الولايات المتحدة الأمريكية الآن في منطقتنا ومعها إسرائيل وللأسف الشديد معها بعض القوى الإقليميّة من حيث تعلم أو لا تعلم وفي مقدمها السعودية.. "

وأضاف". اليوم يجب أن نطلق في كل وادي وليس فقط في وادي الحجير صوت ينذر شعوبنا و أمتنا بأن التقسيمات الجديدة والتجزئة الجديدة سوف تُدخل المنطقة في حروب أهلية وطائفية وعرقية طويلة، لن يكون نتاجها إلا الدمار والخراب والتهجير والضياع"

وقال موضحًا سياسة أمريكا في المنطقة"أمريكا اليوم تستخدم داعش من أجل تقسيم المنطقة" وأضاف " أنّ أمريكا ليست جادة على الإطلاق في الحرب على الإرهاب وفي الحرب على داعش هي تريد أن تستغل داعش من إجل إعادة تركيب المنطقة من جديد لإسقاط حكومات وإسقاط أنظمة ورسم خرائط جديدة ."

وأكّد على ضرورة مواجهة المشروع الأمريكي والصهيوني الذي يهدف لتقسيم كل المنطقة بما فيها السعودية التي هي أهم أدوات المشروع الأمريكي.

وقال تعليقًا على الإتهامات التي توجّه للقيادة السوريّة وجيشها وحلفائها ومنهم حزب الله بأنّهم يسعون لتقسيم سوريا.." يكفي أن أقول لكم أن الجيش السوري والشعب السوري والقوات السورية من خمس سنوات عندما تقاتل في الحسكة وفي دير الزور وقاتلت حتى آخر نفس في إدلب وفي دمشق وفي حمص وفي كل الأماكن.. ، إذن هي تقاتل من أجل بقاء سوريا مُوحّدة وترفض الخضوع للتقسيم الذي يريدونه تقسيمًا واقعيًّا.."

كما جدّد استنكاره وإدانته للعدوان الظالم على اليمن واصفًا إيّاه بـ "الإستباحة الوحشية الإنسانية الخطرة" لافتًا إلى أنّها "تؤسس لإستباحات أبشع من قِبل إسرائيل وأمريكا في منطقتنا".

وتحت عنوان لبنان والوحدة الوطنية أشار سماحته إلى الأحداث الطائفيّةعام 1920 في لبنان وفي الجنوب بين المسلمين والمسيحيين لافتًا إلى أنّ هذا كان من أهم أسباب عقد مؤتمر وادي الحجير ومؤكدًا على سياسة الإحتلال المستمرّة في نشر الفتن والفرقة في البلد الذي يحتلُّه

وتلا سماحته كلمة الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين التي ألقاها في ذلك المؤتمر مؤكّدًا على أنّ اللبنانيين بأمس الحاجة إليها مسلمين ومسيحيين .

وأضاف "نحتاج كلبنانيين جميعًا أن لانتكلم عن العيش الواحد أو العيش المشترك بل أن نعمل جاهدين لأن يكون عيشنا واحدًا وعيشنا مشتركًا"

وأضاف مؤكّدًا " يجب أن نقتنع جميعًا بقيام الدولة التي يشارك فيها جميع مكونات هذا الشعب وهذا الوطن ويشعر فيها الجميع بالثقة،يعني دولة لاتخيف أحدًا، لا تقلق أحدًا، لايُشعر أي مكوّن أنّها تتآمر عليه، دولة تبعث الطمأنينة عند المكونات، دولة تخدم جميع مكونات الشعب اللبناني فلا تمييز ولا إهمال ولا حرمان بين المناطق أو الطوائف، هذه الدولة هي التي نحتاج إليها وهي الضمانة في كل شيء."

وقال سماحته" يجب أن ينتهي التفكير ومنهجية التعاطي السياسي على قاعدة الطائفة القائدة ليس هناك طائفة في لبنان تستطيع أن تكون طائفة قائدة اليوم الكل عندهم علماء والكل عندهم وقيادات والكل عندهم كفاءات والكل عندهم قوة وحضور و حضارة. عقلية الطائفة القائدة يجب أن تخرج عقلية التنظيم أو الحزب أو التيار القائد للدولة ، ليس هناك إمكانية في لبنان وسوف نستمر في الأزمات " وأضاف"في السابق كان يُقال أنه هناك ثنائية خوف وغبن، المسيحيون يشعرون بالخوف لأنهم في بحر إسلامي في المنطقة فهم يطلبون من المسلمين اللبنانيين ضمانات في الدولة والمسلمين يشعرون بالغبن أما اليوم أقول لكم كلنا شركاء في الخوف والغبن"

كما أكّد أنّ "الطريق للدولة العادلة التي تبعث الثقة والإطمئنان هو الشراكة الحقيقية بين جميع مكونات الشعب اللبناني" .

 وقال"اليوم نحن نواجه أزمات كبيرة وخطيرة .. وكان أبشعها منذ أسابيع أزمة النفايات يجب أن نجد حلولًا لكل أزماتنا.. " وأضاف "من جملة المشاكل الكبيرة التي باتت تُعبّر عن نفسها حتى في الشارع قبل أيام أنّ هناك شريحة كبرى من المسيحيين تشعر بالغبن وبالإستبعاد وتعبر عن ذلك.. أقصد تكتل التغيير والإصلاح والتيار الوطني الحر ومن معهم" وعبّر سماحته عن أسفه لبعض المواقف السياسية التي دعت إلى كسر العماد ميشيل عون وعزله. و قال "أنا أريد اليوم في 14 آب ذكرى الإنتصار الإلهي أن أثبّت كما في السابق أصلًا بالنسبة لنا نحن حزب الله في لبنان لانقبل أن يُكسر أي من حلفائنا أو يُعزل أي من حلفائنا وخصوصًا أولـٰئك الذين وقفوا معنا في حرب تموز ووضعوا رقابهم مع رقابنا ومصيرهم مع مصيرنا ودماءهم مع دمائنا.." وأضاف مؤكّدًا" العماد ميشيل عون ممر إلزامي لإنتخابات الرئاسة ليس بإمكانكم أن تتجاوزوه أو تعزلوه"

وقال لمن كان يدير ظهره للحوار بانتظار المفاوضات النووية

"إذا كان من يتوقع أنّ إيران تضغط على حلفائها ليأخذوا قرار ليسوا مقتنعين به فهو واهم واهم واهم .. حتى ينقطع النفس.."

وحذّر أولـئك الذين يتجاهلون نزول التيار الوطني الحر إلى الشارع لأجل إلغائه وكسره أنّكم لاتضمنون أنّ حلفاء كثيرين لن ينزلوا إلى الشارع موضحًا أنّ من المصلحة في هذه الفترة أن يكون فقط المسيحيين في الشارع، وأضاف مؤكّدًا ومجدّدًا"لقد ذكرت سابقًا وقلت خياراتنا مفتوحة واليوم أعيد وأقول لنساعد ونقف إلى جانب حلفائنا أيًّا كانوا في مطالبهم المشروعة ، نحن خياراتنا مفتوحة، رغم انشغالاتنا، ولكن من قال أننا نغض النظر عن الداخل أو نتجاهله ..؟!"

وجدّد دعوته للحوار بين كل الأطراف وحذّر من تجاهل البعض للمكونات الأخرى قائلاً" إدارة الظهر يأخذ البلد إلى الضياع والتيه والخراب"

ودعا سماحته القوى المسيحيّة اللبنانيّة إلى إعادة النظر في فتح المجلس النيابي من أجل حل القضايا اللبنانية وإدارة الحوار..

 وختمَ قائلاً "في 14آب 2015 ذكرى 2006 بقينا هنا، وإن شاء الله سنبقى هنا نقاتل، من أجل كرامة هذا البلد وهذا الشعب وهذه الأمّة نحيا هنا، ونُستشهد هنا ونُدفن هنا ونواصل المسيرة نتحمّل المسؤوليّة ونواصل الطريق لا يسقطنا حجم التضحيات ولا عدد الشهداء ولا التهويل ولا التهديد ولا الحروب النفسيّة ولا الأكاذيب" مضيفًا" .. نبقى واثقين بربّنا بقضيّتنا "ومؤكّدًا "وكما كنت أقول دائمًا ولى زمن الهزائم وجاء زمن الإنتصارات ولكن بشرطها وشروطها".

أضيف بتاريخ :2015/08/17

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد