دولية

الأوروبية #السعودية: السلطة تقود عملية عسكرية في #العوامية وترهب عشرات آلاف المدنيين

 

قالت المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان إن السلطة السعودية تقود عملية عسكرية في العوامية وترهب عشرات آلاف المدنيين وتخالف مطلب الأمم المتحدة بهدم حي المسورة التراثي.

وأشارت المنظمة في تقرير إلى أن المملكة قامت في تمام الساعة 3:40 من فجر الأربعاء 10 مايو 2017، بمداهمة مدينة العوامية وتشديد الحصار عليها عبر إغلاق أغلب منافذها.  مضيفة بأن المداهمة تمت بواسطة عدد كبير من المركبات المصفحة المدججة بالسلاح والعساكر، مصحوبة بآليات لهدم المسورة التراثي. في الوقت الذي تستخدم السعودية عادة قوات الطواريء الخاصة في مثل هذه المداهمات، إلا أن حسابات في تويتر يبدو أنها تابعة لوزارة الداخلية أو مقربة منها، أشارت إلى استخدام قوات الحرس الوطني أيضا، وقوات أخرى.

وأكد المنظمة بأن المداهمة الحالية والتي لم تنته حتى نشر هذا التقرير على الرغم من مرور أكثر من 30 ساعة على بدايتها، تأتي في سياق مداهمات متزايدة قامت المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان بنشر تقارير سابقة عنها، وما خلفته من خسائر بشرية ومادية كثيرة وتعديات على النساء والمدنيين العزل. ففي مارس الماضي فقط، قامت السعودية بتنفيذ مداهمتين تسببت بقتل ثلاثة شبان خارج إطار القانون، وخسائر مادية أخرى.

ولفتت المنظمة إلى أنه قبل 35 يوما طالب ثلاثة خبراء من الأمم المتحدة، السعودية، بوقف قرار الهدم وعمليات الإخلاء القسري في حي المسورة في العوامية، بسبب تعارض القرار وعمليات الإخلاء مع القانون الدولي، ولكن يبدو بأن هذه العملية الأضخم من نوعها، هي رد الحكومة السعودية على مطالب الخبراء الدوليين.

وذكرت المنظمة أن الآليات المدعومة من قبل بعض المركبات العسكرية، بدأت بهدم منازل في حي المسورة، فيما تقوم الكثير من المركبات الأخرى بإطلاق عشوائي للأسلحة المتنوعة في أرجاء مدينة العوامية البالغ عدد سكانها قرابة 30 ألف نسمة، معرضة حياتهم للخطر.

وبحسب مصادر أهلية فأن القوات العسكرية قتلت المواطن علي عبدالعزيز أبو عبدالله، وأصابت عامل آسيوي يعمل كسائق برصاصة في رأسه بينما كان في سيارته، وإصابات أخرى تقول مصادر أهلية أن أعدادها قرابة 14، وعادة ما يتجنب المصابون في هكذا مداهمات العلاج في المستشفيات تجنباً للاعتقال والتعذيب والمحاكمات الغير عادلة.

وأضافت المصادر بأن طفلة أصيبت بشظايا زجاج نوافذ المنزل التي اخترقها الرصاص العشوائي، ورجل أخر أصيب إصابة بليغة في كتفه. كما أن هناك خسائر مادية كثيرة، كهدم للبيوت، وحرق وإتلاف السيارات، وتخريب واجهات المنازل.

تقول المصادر الأهلية، أن الحكومة السعودية تمنع أية سيارة من دخول مدينة العوامية، حتى سيارات الإسعاف، وقد تبين ذلك بعد قيام أحد المواطنين بالاتصال للإسعاف، ولكنه لم يتمكن من الدخول، كما لوحظ أن مركز الدفاع المدني تم إغلاقه اليوم.

وأوضحت المنظمة بأن الحكومة السعودية تقول أنها تقوم بمطاردة مطلوبين تتهمهم بارتكاب جرائم متعددة، وتوسمهم بالإرهاب. وفي مناسبات متعددة لاحظت المنظمة أن الحكومة بشكل رسمي، أو من خلال الحسابات المقربة منها في تويتر، قامت بتوجيه تهم فورية لأشخاص دون  تحقيق أو محاكمة، ومن دون أن يكون أحد من هؤلاء الأشخاص معتقلا.

 كما تؤكد المنظمة أن السعودية لا تمتلك جهاز تحقيق أو قضاء مستقل، الأمر الذي يفرض عدم الوثوق بها. وقد تابعت المنظمة بعض الحالات التي تم إعدامها في 2 يناير 2016 من بينهم المطالب بالحقوق والعدالة الشيخ نمر النمر، وقاصرين، ومتظاهرين، ورأت أن هناك تهما مأخوذة بالجبر والإكراه، أو لم يتم إثباتها بشكل قانوني، تم استخدامها في إعدامهم.

وتابعت أن القوات السعودية باشرت في ما يقارب الساعة 4 مساء، بإغلاق مداخل إضافية للمدينة، بحواجز إسمنتية، ويرى بعض الأهالي أن ذلك مؤشر على النية في الاستمرار في المداهمة حتى هدم أكبر عدد من المنازل، واعتقال أو قتل أكبر عدد من المطلوبين الذين تطاردهم منذ فترة، وتقتل بعضهم وغيرهم من غير المطلوبين، بين الوقت والأخر، في شوارع أحياء مكتظة بالسكان خارج إطار القانون.

ودأب كتاب وإعلاميين سعوديون منذ ما يقارب من 6 سنوات في صحف سعودية رسمية، على كتابة مئات المقالات والتقارير الإخبارية التي تُسيء إلى سكان محافظة القطيف ومدينة العوامية وتتهمهم بالارتباط بإيران. كما أن حسابات في تويتر يصنفها بعض المراقبين بإنها تابعة لوزارة الداخلية يقومون باستمرار باتهام أفراد من مدينة العوامية بارتكاب جرائم جنائية قبل إجراء أي تحقيقات وإصدار قرارات قضائية. بعد مرور ما يقارب ٣٠ ساعة على تنفيذ المداهمة قامت هذه الحسابات التي يرجح بأنها تتبع وزارة الداخلية التي يقودها ولي العهد محمد بن نايف بإنشاء وسم (#تطهير_العواميه_من_اذناب_ايران ⁩ ) على موقع تويتر، وفيها قدر هائل من التحريض على إراقة مزيد من الدماء ومسح مدينة العوامية بحسب تعبيرهم.

ورأت المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان أن السعودية توظف مصطلح مكافحة الإرهاب بشكل يخالف المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان، لتغطية الانتهاكات الجسيمة التي تقوم بها تجاه المطلوبين والمواطنين بشكل عام.

مؤكدة بأن معالجات السلطة السعودية الأمنية التي تخالف القانون الدولي، تزيد من حدة الانتهاكات والخسائر البشرية والمادية، في ظل عدم وجود أي إمكانية لمقاضاة المتسببين بهذه الانتهاكات في الداخل، في ظل سياسة إفلات من العقاب، وحماية للعناصر الأمنية، تنتهجها وزارة الداخلية.

أضيف بتاريخ :2017/05/11

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد