محلية

حصار #العوامية.. إمعان في تكريس الخطاب التحريضي والطائفي

 

رفعت القوات السعودية التي تشن هجوما عسكريا على بلدة العوامية شعارات طائفية وتحريضية تنم على الخلفية التي تكرست لديها ونمت في عقولها من خلال الممارسات التحريضية المستمرة عبر الإعلام الرسمي والخطاب الطائفي في المنابر والمناهج التعليمية والتربوية المعتمدة رسميا في البلاد والقائمة عليها منذ نشأتها.

فلم يكن السلاح و أزيز الرصاص وأصوات القذائف الـ"آر بي جي"، وأشعاعات القنابل الإنشطارية الحارقة، والحواجز الأسمنتية العالية وحدها التي تحاصر بلدة العوامية فحسب وإنما قنابل أشد فتاكا على أمن المجتمع الوطني ككل إنه الفكر التكفيري والتجييش الطائفي البغيض والحاقد والذي به يمكن أن يحرق الأخضر واليابس في أي مكان يحضر فيه، وهنا يستحضرنا فكر التنظيمات الإرهابيين من القاعدة وداعش وغيرهما هذه التنظيمات التي يعاني منها العالم أجمع من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه والذي مزقت به أوطان كانت آمنة وعامرة وشردت أهلها منها فإلى أين تتجه السلطة السعودية بهذا الفكر الذي تغذيه في مؤوسساتها المدنية والعسكرية؟.

ويرى حقوقيون أن هذا التحريض على  منطقة القطيف وبالأخص العوامية لم يكن مستغرباً فالصحف اليومية لايكاد يمر يوماً دون حشوها بالخطاب البغيض ويقول الباحث السياسي والكاتب في الشؤون السعودية " د.فؤاد إبراهيم" أن تلك المقالات المحرضة لا تكاد تميز بين من يكتبها وبين موظفي الداخلية..تحولت الصحافة إلى مصدر ارتزاق.

وقال الكاتب السعودي علي آل غراش إن القوات المسلحة التي تستهدف #العوامية ترفع شعارات طائفية وتسيء للرموز، وهذا يدل على التجييش والكراهية  والعداء والانتقام، والتفاخر بقتل مواطنين، وتابع قوله: "مؤسسات بلا وطنية وإنسانية".

وأوضح آل غراش أن العوامية كشفت أعداء الإنسانية الذين يحملون الفكر التكفيري والتجييش الطائفي والكراهية للآخر الذي هو أشد قنبلة فتاكة تهدد الجميع وهو سبب الأزمات والمشاكل، مطالباً بوقف القتل.

وذكر الكاتب والباحث السعودي علي آل غراش أن الإصرار على استخدام القوة الوحشية الدموية في #العوامية، دليل على غياب الحكمة، مما سيساهم في بقاء الأزمة وستزداد تعقيدا مع سقوط المزيد من الضحايا الأبرياء. مضيفاً: أن الدم يجر الدم، وطالما حذرنا من سفك الدم.

وأكد آل غراش أن أزمة العوامية (أساسها قضية مطلبية حقوقية) يمكن حلها بالحوار والتفاهم دون تصعيد دموي وإعدام لأشخاص لم يعتدوا على أحد؛ وإنما مارسوا حقهم في التعبير عن الرأي.

مشددا بقول: الدم يجر الدم #اوقفوا_القتل والسلاح والرصاص الناس تريد الحياة بكرامة وأمن وسلام.

واستنكر آل غراش عمليات القتل خارج القانون ومن بينهم قتل الشهيد علي عقاقه الذي قتل برصاص القوات الرسمية، وتابع قوله: والأسوأ تبرير مقتله بوصفه إرهابي كذبا، موضحاً أنه كان في زيارة عائلية في العوامية لا علاقة له بأي أمر.  وشدد أن الكذب والتدليس وتشويه سمعة الضحايا جريمة كبرى وتعرية للقاتل عديم الأخلاق.

أما البلدة المحاصرة منذ فجر الأربعاء الماضي فعوضاً أن تستيقظ على صوت مآذن مساجدها استيقظت على أصوات أزيز الرصاص الحاقد بشعارات طائفية حولوا البلدة إلى ساحة حرب!. فإلى أين السلطة تأخذ الوطن؟ وسط غياب تمام من حلفائها الدوليين وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية التي تنظم على قدم وساق زيارتها المرتقبة إلى البلاد فهل سيكون الملف الحقوقي على طاولة تلك اللقاءات أما أن شيئاً آخر من خطط وتحالفات وترسيمات واتفاقيات لتوقيع على أسلحة جديدة وأشد فتكاً لقتل العديد من المدنيين سوا في الداخل أو الخارج؟!

أضيف بتاريخ :2017/05/13