آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
ماجد الحربي
عن الكاتب :
كاتب سعودي

المدارس المشتركة.. يا معالي الوزير..!

 

ماجد الحربي

نتيجة لتردي التعليم بها، وضَعْف مخرجاتها، مقارنة بالفترة الصباحية، ونظراً لشكاوى أولياء الأمور والمهتمين بالميدان التربوي، تم التدرج في القضاء على المدارس المسائية؛ إذ إنك في بعض المدن كمكة المكرمة لا تكاد تجد مدرسة مسائية من بين مدارسها، إن لم يكن تم القضاء عليها نهائياً..!
 
هذا توجُّه محمود، ومرغوب فيه من المهتمين في التعليم، ابتداء من توجُّه الوزارة إلى إدارة تعليم مكة، ولكن الفرحة لم تكتمل هنا! فما إن تنفَّس منسوبو التعليم والأهالي الصعداء للقضاء على كثير من المدارس المسائية، التي تم التوسع فيها في زمن مضى، حتى فوجئوا بإحلال المدارس المشتركة بديلاً لها بطريق غير مباشر، حتى لو كانت بديلاً مؤقتاً، وقد ابتدأت منذ 10 سنوات تقريباً! ما ينسف كل الجهود في القضاء على المدارس المسائية التي حلَّت محلها تلك المدارس المشتركة!!
 
ولمن لا يعرف المدارس المشتركة فهي مدرسة مستقلة بإدارتها وإدارييها ومعلميها وطلابها "مرحلة ثانوية أو متوسطة عادة"، وتكون في الدور الأخير للمبنى الذي توجد فيه المدرسة الأصلية (وهذا فيه معاناة كبيرة في الصعود والنزول لمنسوبي المدرسة وأولياء الأمور، خاصة كبار السن منهم، حينما يراجعون المدرسة للسؤال عن مستوى أبنائهم!!). وفي كل عام يأخذون دوراً آخر تنازلياً، حتى يكونوا بين خيارين، أحلاهما مُرّ بالنسبة للمدرسة القديمة: فإما أن يقال للمدرسة القديمة "توكلوا على الله" وابحثوا عن مبنى آخر؛ وبالتالي تكون المدرسة المشتركة التي تقبع في الدور الرابع احتلت ـ إن جاز التعبير ـ المبنى، وتفردت به دون المدرسة المالكة للمبنى ابتداء!! وما على المدرسة الأصلية المالكة للمبنى ـ اسماً ـ إلا البحث عن مبنى آخر، أو ربما تعود كمسائية بعدما كانت مدرسة صباحية مستقلة، وذلك مستحيل في ظل سياسة الوزارة.. أو على مديرها البحث عن مبنى مستأجَر بعدما كانوا ينعمون بالمبنى الواسع من خلال المبنى الحكومي!!
 
 ولذلك سوف تتكرر دورة "المدارس المشتركة"، وربما نعود من حيث ابتدأنا في مدارس مسائية مجدداً، من جراء توسعنا في المدارس المشتركة بحجة القضاء على المدارس المسائية!! وهكذا نكون قد عالجنا الخطأ بخطأ آخر، بل بعض منسوبي تلك المدارس يتمنون أنهم يكونون في مدرسة مسائية أفضل من وضعهم في مدرسة مشتركة، من باب "أخف الضررين!!".
 
 وختاماً.. سؤالي لوزارة التعليم، وللوزير شخصياً بشكل عام، ولمنسوبي تعليم مكة بشكل خاص: هل عُدمت الحلول في إيجاد مبنى، ولو مستأجر، للمدرسة التي اشتركت مع المدرسة الأصلية المالكة للمبنى أياً كانت مرحلتها؟! ولماذا تكون حلولنا عادة وقتية؟! وبالتالي قد تجعلنا نعتاد تلك الحلول كبديل عن الحلول الحقيقية، ومن ثم على المهتمين والمعنيين التسليم بالأمر الواقع..؟!! لاحظوا أنني لم أتطرق للمشاكل التي حدثت وتحدث باستمرار بين طلاب المرحلتين بالتراشق فيما بينهم بقوارير ماء الصحة، التي لم يَسْلم منها حتى المعلمون أنفسهم خلال إشرافهم أو مرورهم من تحت المبنى من الداخل، فضلاً عن الإزعاج المستمر من طلاب المدرستين، وكذلك قلة المرافق بها بالنسبة للمدرسة المشتركة مع المدرسة الأصلية!! واسألوا مديري المدارس ومنسوبي تلك المدارس عن تلك المعاناة اليومية المتكررة، التي قطعاً لا يعيشها منسوبو الوزارة، ولا حتى مسؤولو تعليم مكة!! والتي ربما قصّر بعض المشرفين في نقل حالها حرفياً لمنسوبي تعليم مكة إما سكوتاً منهم لعلمهم بغياب الحلول، أو خوفاً منهم في فَقْد مميزات عملهم إشرافياً؛ وبالتالي يطبِّقون المثل الشهير "ألف لحية، ولا لحيتي!!". وهاأنذا أضع تلك المشكلة أمامكم، فماذا أنتم فاعلون؟! وهل نحن نعي آثار تلك المدارس على نفسيات طلابنا ومنسوبيها أم هو قرار اتُّخذ وانتهى، وعلى المتضررين من منسوبي تلك المدارس الرضا والتسليم، بغض النظر عن تضررهم من استمرار ذلك الوضع المزري حقيقة؟! والله الموفِّق لكل خير سبحانه.


صحيفة سبق

أضيف بتاريخ :2015/12/14

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد