آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
محمد هزاع المطيري
عن الكاتب :
كاتب كويتي بجريدة القبس

ترامب والسلام الأحادي!


محمد هزاع المطيري

قبل أيام نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية تقارير عن أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يأمل في عقد قمة عربية ـ إسرائيلية، ربما في الصيف المقبل، ولم تذكر الصحيفة من مصادرها حول الكيفية، التي سيعتمد عليها الرئيس الأميركي لإنجاح خطته، أو أمله في عقد هذه القمة؟

لكن ما يمهمنا في الأمر هو مدى استعداد الدول العربية للجلوس على طاولة واحدة مع الإسرائيليين، ومناقشة جدول أعمالها.
المجهول حتى الآن؟ وهل وصلنا إلى مرحلة لابد فيها من مناقشة حال الصراع العربي ـ الإسرائيلي برعاية أميركية في قمة مشتركة؟ خصوصاً بعد فشل كل المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية، التي رعتها الولايات المتحدة في السابق!

في المقابل، هل يعلم الرئيس ترامب أن إسرائيل قد أعطت ظهرها للمبادرة العربية، التي أطلقتها السعودية عام ٢٠٠٢، ولم ترد لا بالإيجاب ولا بالنفي، وتركت الوضع معلقا؟ وهل يعلم الرئيس ترامب أن إسرائيل قد رمت الوثيقة التي أطلقتها حكومة حماس الفلسطينية في سلة المهملات، ورفضتها حتى قبل إعلانها؟! إذاً ما هي المعطيات والأرضية المناسبة، التي يود ترامب الوقوف عليها ليجمع الأطراف حول طاولتها؟!

لابد أن الرئيس ترامب يدرك تماماً ولا يخفى عليه أن الساسة في إسرائيل لا يقدمون شيئاً من دون مقابل، وليس السلام من بين هذه الأشياء، التي قد يرغبون في تقديمها، لسبب واحد وهو إيمانهم بضرورة الاستمرار بسياسة التوسع الاستيطاني، وتهويد القدس الشرقية، ولأن من يريد السلام لا يستمر بهذه السياسة، فإنه ليس سراً لو قلنا إن قمة كهذه لو عقدت، فهي لن تكون بعيدة عن التحضير لمساومات قادمة وبأقل الخسائر لإسرائيل!
أما ما يزيد الطين بله ويؤكد هذه الحقيقة هو إعلان نتانياهو الشهير فوق هضبة الجولان بأنها أرض غير قابلة لأي تسوية مستقبلية، وكأنه ضم قسري لا تفاوض عليه!

لذلك نقول إن أي قمة مستقبلية بين العرب وإسرائيل سوف يعمل رعاتها على كيفية إبقاء المكاسب في يد اليهود، ومن هنا سيُفرض السلام جبراً والعيش المشترك والرضوخ للأمر الواقع على أمتنا العربية المفككة من دون شروط، وبأقل الخسائر لإسرائيل، وهو واقع مؤلم نتمنى ألا يحصل لأن الصمود بهذه الحالة أفضل بألف مرة من التوقيع على الخنوع الأبدي!

وليس ببعيد عن أذهاننا أن نتذكر ذلك الاتفاق السيئ الصيت، الذي تم توقيعه في أوسلو بين ياسر عرفات، كممثل لمنظمة التحرير الفلسطينية، وبين إسرائيل، الذي لم يجن منه الفلسطينيون سوى الخسائر الممتدة آثارها السلبية على الشعب الفلسطيني إلى اليوم. وهو مثال حي يدعونا كعرب إلى أن نتأنى كما تتأنى إسرائيل قبل الدخول في أي مغامرة غير محسوبة العواقب، بحجة إقامة السلام الذي سيكون أحادياً باعتقادنا.

جريدة القبس الكويتية

أضيف بتاريخ :2017/05/26

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد