آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
رملة عبد الحميد
عن الكاتب :
كاتبة بحرينية

اليوم الدولي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء


رملة عبد الحميد

سيحل غداً (الأحد) بإذن خالقه، يوماً دولياً لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء، يوماً للاعتراف بالأطفال الذين لاقوا صنوفاً من العدوان في العالم. الأطفال هم أضعف البشر على الإطلاق، فهم لا يملكون التصرف في حياتهم، بل لا يقدرون على الشكوى مما يحل بهم، في الوقت ذاته لا يعوون ماذا يراد بهم في هذا العالم المشحون بالعداء والعنف.

انطلاقة هذا اليوم كانت ردة فعل تضامنية لما ارتكبته إسرائيل من عدوان بحق عدد كبير من الأطفال الفلسطينيين واللبنانيين في مجازر العام 1982م، حينها أعلنت الجمعية العامة بموجب قرارها دإط -8/7 المؤرخ 19 أغسطس/ آب 1982 في دورتها الاستثنائية الطارئة السابعة باعتبار يوم 4 يونيو/ حزيران من كل عام بوصفه اليوم الدولي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء. والهدف منه هو الاعتراف بمعاناة الأطفال من ضحايا سوء المعاملة البدنية والعقلية والنفسية في جميع أنحاء العالم.

الحديث عن العدوان الموجه ضد الأطفال ليس حديث ترف، أو موضوع تعاطف بقدر ما هو واقع مؤلم تظهره إحصائيات للأمم المتحدة بشأن حوادث الاعتداء على الأطفال، إذ تشير إلى أن نحو مليوني طفل قُتلوا في الصراع خلال عشرين سنة الماضية، كما أن هناك الملايين من الجرحى واليتامى، إضافة إلى انضمام ما يقارب من 10 ملايين طفل لاجئ للعيش تحت رعاية واهتمام وكالة الأمم المتحدة للاجئين، كما أشارت التقارير إلى أن هناك ملايين من الأطفال يتعرضون لخطر التورط في أسوأ أشكال العدوان من استخدامهم في العمل، والاستغلال الجنسي والاتجار بالبشر، ناهيك عن العنف الأسري خاصة في البلدان الأشد فقراً، ففي أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي يموت سنوياً نحو 80 ألف طفل نتيجة هذا العنف، الجريمة التي تمارس ضد الأطفال لا تتوقف عند حد القتل، والتعذيب والاستهداف فقط، إنما يتم اقحامهم بالصراعات والأعمال العسكرية من خلال تجنيدهم وإجبارهم على حمل السلاح، كما يتعرضون للاختطاف والاختفاء بصورة مروعة للاستغلال الجنسي أو التسول خاصة في البلدان التي تشهد فقراً وفوضى وانفلاتاً أمنياً. ولكن هل العدوان على الأطفال اقتصر على تلك البلدان التي تتعرض للحروب والاقتتال الأهلي المقيت؟ كلا، بل لا يستبعد أطفال البلاد الآمنة، إذ لم يسلموا من تعرضهم للعدوان وإن كان بصورة مختلفة وبطرق أقل فتكاً، والمتمثلة في سوء المعاملة البدنية والعقلية والنفسية والإهمال والضياع وممارسة التعذيب والعنف الجسدي.

إن العدوان بوصفه سلوكاً موجه لإيذاء الغير عمداً، يفسره علماء النفس الاجتماعي من منظور ما يعرف بالمقاصد الكامنة وراء السلوك البشرى، والمرتبطة بالحالات المرضية مثل اضطرابات الشخصية المضادة لجماعة من المجتمع، والتي تولد حالة من الغضب والعدوانية، هذا الغضب الذي يكون مبعثه الشحن الإعلامي والذي يجعل من الطفل الذي لا يُرغب في وجوده عرضة للعدوان البغيض الذي لا يفرق بين الصغير والكبير بدعوى أنه يحمل تصنيفاً كسبه من عائلته أو منطقته الجغرافية، وهذا يتعارض مع ما جاء في المادة 19 من اتفاقية حقوق الطفل « تتخذ الدول الأطراف جميع التدابير التشريعية والإدارية والاجتماعية والتعليمية الملائمة لحماية الطفل من كافة أشكال العنف أو الضرر أو الإساءة البدنية أو العقلية والإهمال أو المعاملة المنطوية على إهمال، وإساءة المعاملة أو الاستغلال، بما في ذلك الإساءة الجنسية»، لذا فاحموا الأطفال من هذا العدوان، والذي لا يراعي ضميراً ولا إنسانية.

صحيفة الوسط البحرينية

أضيف بتاريخ :2017/06/03

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد