دولية

أزمة #قطر: هل يستطيع وزير الخارجية الأمريكية التحدث باسم الرئيس؟

 

قال "باربرا بليت آشر" في تقرير بموقع "بي بي سي نيوز إن الأزمة التي تمر بها دولة قطر تمثل أكبر اختبار أمام وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون منذ توليه مهام منصبه.

وأوضح التقرير بقول: فوزير الخارجية لا يحاول التوسط لحل الخلاف الداخلي بين حلفاء أمريكا في الخليج فحسب، والذي يهدد مصالح الأمن القومي الأمريكي. ولكنه أيضا يواجه نقطة ضعف بسبب الرئيس دونالد ترامب، والذي اتخذ موقفا علنيا لجانب أحد أطراف النزاع وربما ساعد على تأجيجه أيضا.

مشيراً إلى أن المسألة تتعلق بتوجيه كلا من السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر اتهامات للدوحة بأنها تدعم الإرهابيين.

وقطعت هذه الدول العلاقات الدبلوماسية مع قطر ومنعت السفر منها وإليها وقدمت لها قائمة مطالب كبيرة اعتبرتها الدوحة "غير واقعية"، ورأت أنها تهدف حقا إلى إجبارها على "التخلي عن سيادتها".

ولفت إلى أن ترامب صدّر هذه الفوضى للوزير تيلرسون، ولكن هذا لم يمنع الرئيس من توبيخ قطر في مؤتمر صحفي عقده في البيت الأبيض "بسبب تمويلها للإرهاب على مستوى كبير جدا" كما قال.

وخرج تصريح ترامب بعد وقت قصير من زيارته للمملكة العربية السعودية، ويعتقد بعض المراقبين الإقليميين أنه شجع المملكة على اتخاذ مثل هذه الإجراءات المتشددة فيما يتعلق بالشكاوي التي طال أمدها ضد الدوحة، بحسب التقرير.

ونقل التقرير عن خبير أمني سعودي قوله: "لقد شعرنا بأن ترامب يقف إلى جانبنا، لذلك دعونا ننتهي من هذا البلد الصغير الذي أزعجنا لسنوات".

وأشار التقرير إلى أن قطر كانت قد "أزعجت" جيرانها بسبب سياستها الخارجية الخارجة عن الإجماع. مضيفاً: يتهمها جيرانها بإيواء معارضيهم ومنحهم منبرا من خلال قناة الجزيرة الفضائية، خاصة أعضاء جماعات الإسلام السياسي مثل جماعة الإخوان المسلمين، والتي تعتبرها نظم الحكم المُطلقة تهديدا لها.

وتابع التقرير أن البيت الأبيض وصف العاصفة الحالية في الخليج بأنها "قضية عائلية"، لكن تأثيرها لن يقتصر على تلك الدول فقط، فمع انتشار التواجد العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط بين دول الخليج، فإنه لا يمكن تجنب التورط فيها.

ولفت إلى أن أمريكا لديها قاعدة العديد الجوية الكبيرة في قطر، ولا تعد فقط المركز الرئيسي لعملياتها الجوية ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق، ولكنها مهمة أيضا لإبراز قوتها في المحيط الهندي.

وقال:"وقد أدى هذا العداء لخرق في سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وشق صف عربية موحدة كانت تهدف إلى مكافحة الإرهاب ومواجهة إيران".

يقول حسين إيبش من معهد دول الخليج العربي: "هذا ليس أمرا إقليميا محليا. وهذه ليست لعبة".

كما لفت التقرير إلى أن العاصمة واشنطن شهدت هذا الأسبوع توافد وزراء خارجية دول الخليج لعرض القضية، وكان الوزير تيلرسون في عين العاصفة.

وقال مسؤول في الإدارة الأمريكية إن عمله المكثف يحظى بدعم البيت الأبيض، وأضاف "ما يلفت الانتباه هو التغريدات والبيانات العامة"، ولكن فيما يتعلق بالخطوط الأساسية للسياسة "فهناك توافق بين البيت الأبيض ووزارة الخارجية".

لكن في بعض الأحيان على ما يبدو، يظهر أن كلاهما لم يقرأ "من نفس الصفحة" ولا يتخذ نفس الموقف.

وأفادت التقارير أن تيلرسون شعر بالغضب والتجاهل بسبب اتهام ترامب لقطر في المؤتمر الذي عقده في حديقة البيت الأبيض، والذي جاء بعد ساعات قليلة من دعوة وزير الخارجية إلى إنهاء المقاطعة.

ويبدو أن مساعديه على قناعة بأن سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة، هو من صاغ خطاب ترامب، نظرا لأنه صديق مقرب من جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي، وفقا لما ذكره مارك بيري من المحافظين الأمريكيين.

يأتي هذا بينما قال وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن الاتصالات القطرية تم توجيهها بالكامل من خلال وزارة الخارجية، باستثناء التي جرت في البداية مع مسؤولين في البيت الأبيض.

وقد وجه تيلرسون بعض الكلمات الحادة لمنتقدي قطر الخليجيين، مشيرا إلى أن اتهامهم لها بالإرهاب يأتي على خلفية نزاع سياسي بينهم كما تحدث عن أن بعض مطالبهم سيكون من الصعب على قطر تحقيقها.

ومع ذلك، تمثل نهجه في تيسير التعامل مع الأزمة والتركيز على مساعدة القطريين في إعداد استجابتهم لقائمة المطالب. وهو يأمل أن يكون هذا بمثابة الأساس للمفاوضات، على الرغم من أن السعوديين قالوا أنه لا يوجد شيء للتفاوض.

وقال وزير الخارجية عادل الجبير "لن يكون هناك تسامح مع هذه المطالب مطلقا".

ولكن من غير الواضح مدى رغبة الإدارة الأمريكية في استخدام نفوذها الكبير لحمل الجميع على الجلوس سويا على مائدة المفاوضات، ناهيك عن الضغط على الجميع للتوصل إلى حل، وفقاً للتقرير.

وقال التقرير إن الأمر متروك للوزير تيلرسون لدفع القضية للأمام، غير أن المدير التنفيذي السابق لإحدى شركات النفط لم يجد بعد طريقة لتحويل خبرته في مجال الأعمال إلى نفوذ سياسي، وترجمة علاقته القوية على ما يبدو مع الرئيس إلى دور قوى في صنع السياسات.

 مشيراً إلى أنه أدى "غياب التواصل" مع البيت الأبيض إلى إضعاف قبضته.

ونقل التقرير عن جون ألترمان من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية قوله: "أعتقد أن سلطته ضعيفة للحديث باسم الحكومة الأمريكية مقارنة بما كان يملكه وزراء الخارجية السابقين".
وأضاف "إنه وضع خطير جدا بالنسبة لوزير الخارجية عندما لا يستطيع التحدث بثقة باسم الرئيس".

أضيف بتاريخ :2017/07/02

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد