آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
طلال القشقري
عن الكاتب :
كاتب سعودي في صحيفة المدينة

كيف تتطوّر العُلا بلا مياه؟!


طلال القشقري

قبل سنوات كتبْتُ عن العُلا الزاخرة بالآثار التاريخية، وعن حاجتها لمياه البحر المُحلّاة من أقرب شاطئٍ إليها، وهو شاطئ مدينة الوجه التي تحظى بمحطة تحلية، ويمكن توسيعها ومدِّ أنبوبٍ منها لتغذية العلُا والقُرى العطشى بينهما!.

لكنّ وزارة المياه والكهرباء ـ آنذاك ـ قبل أن تصير وزارة البيئة والزراعة والمياه، رفضت ذلك، وكانت تُردِّد أنّ في جوف العُلا مياها وفيرة، رغم أنّها كانت تُنادي بترشيد المياه الجوفية غير المُتجدّدة لقلّة الأمطار، وهذا تناقضٌ كبير وغريب!.

أمّا المؤسّسة العامّة لتحلية المياه المالحة، الجهة المعنية ببناء مشروعات التحلية فلم تجرؤ على مخالفة الوزارة بحُكْمِ كون وزير المياه هو رئيس مجلس إدارتها، الأمر الذي جمّد الموضوع بِرِمّته، وقد جرت مناقشات مستفيضة بين مجلس الشورى وبين الوزارة دون جدوى!.

والآن ما الذي استجدّ لأُعيد الكتابة عن الموضوع؟ إنّه الأمر الملكي بتكوين هيئة ملكية عُليا لتطوير العُلا، برئاسة سموّ وليّ العهد، بهدف تحويلها لمنطقة جذب سياحي عالمية لا محلية متواضعة، وهي تستحقّ ذلك، فالتاريخ منقوش في جبالها، وتُسمّى أصلاً «عروس الجبال»، وكلّ حبّة رمل أو صخرة أو نسمة هواء تحكي قصّةً من عبق التاريخ، وهي مُتحف طبيعي يُعرض فيه فيلم دائم عن صراع الخير ضدّ الشرّ، وانحياز العزيز الجبّار لنُصرة الخير وتدمير الشرّ!.

ومع هدفٍ كهذا لا بُدّ من تزويد العُلا بكلّ الخدمات التي تجعل السياحة فيها سهلة ومُتعة لا تُضاهى، ومن أهمّها المياه المُحلّاة، فمياهها الجوفية شأنها شأن مياه كلّ مناطق المملكة قد حصل فيها استنزاف خطير، وما اُسْتُهْلِك منها يحتاج لمئات السنين كي يُعوّض، وزاد الطينُ بلّة بعد أن صارت مياه العُلا تُسحب لتغذية مناطق أخرى!.

والهيئة قادرة على حلّ مشكلة مياه العُلا بما يجعلها من الماضي المُندثر!.
 
صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2017/07/24

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد