آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. نعيمة أبو مصطفى
عن الكاتب :
كاتبة وباحثة، متخصصة في الاقتصاد الإسرائيلي والفلسطيني.rnمستشار مالي واقتصادي. rnعضو اتحاد الكتاب والصحفيين.rnصدر لها العديد من الدراسات والأبحاث التي نُشرت في مؤسسات عربية.

في القلب غصة وفي العين دمعة عربية

 

د. نعيمه أبو مصطفى

قد لا تفي الكلمات لتبرز حجم المرارة في حلق كل عربي خلال عشرات السنوات التي مضت، وربما عشرات قادمة مثلها، والكل يعلم أن القادم أسوأ، والكل مكبل بقيود النظم العربية، والكل يسأل إلى متى هذا الاندحار العربي؟ أما من وقفة للمراجعة؟ أليس منكم رجل رشيد يعيد إلى الأمة كرامتها، وعزها، أو حتى يحافظ على الحد الأدنى من الإنسانية؟

 

الغصة تعتصر قلوبنا جميعا عندما نرى حصار الرباعية ( السعودية/الأمارات/البحرين/ مصر) لدولة عربية شقيقة كانت بالأمس حليف في كل خطوة، وبين طرفة عين وأخرى أصبحت تُنعت بالإرهاب، والتحريض،…الخ من تهم سبق تم توجيهها إلى عدد غير قليل من المنظمات والحركات، والفصائل الجهادية.

 

تزداد الغصة في القلب وتكاد أن تمزقه عندما نرى أن حلفاء الأمس وفُرقاء اليوم تكالب عليهم حليف أخر، ليس من جلدتهم، بل هو عدو أصيل للأمة العربية، وهو شيطان العصر الأمريكي، الذي لا ينضب معين الشر لديه. هذا الذي استنزف الدم العربي، والمال العربي، والتاريخ العربي، لا يزال يسعى جاهداً لمحو ما تبقى على وجه الكرة الأرضية من أي حضارة ووجود عربي، ليعيد تسيده للمنطقة العربية، وهذا أمر يعرفه جيداً حلفاء هذا الشيطان، ولكن المكايدة، والمناكفة العربية أقوى من مكائد هذا الشيطان، فلا تدع مجالاً للعقل العربي الرشيد أن يتدخل ليوقف هذا الشيطان العربي_الأمريكي.

 

بالأمس تم رفع أكثر من 25 دعوى قضائية ضد كل من السعودية والأمارات وقطر للمطالبة بتعويضات عن ضحايا أحداث 11 سبتمبر 2001، طبقا لقانون جيستا الذي اقره الكونجرس الأمريكي، والذي يجيز مقاضاة الدول المتورطة في هذه الأحداث من وجهة نظرهم، والذي تم صياغته خصيصا لابتزاز المال الخليجي.وبالطبع هذه الدعاوى في طريقها إلى التكاثر يومياً لأن المبالغ التي سيحصل عليها المحامون نتيجة التعويضات باهظة، فهو مزاد مفتوح، ولن يغلق، إلا بإفلاس الخليج المهتريء حالياً.

 

وبعد هذه الخطوة يلتفت المواطن العربي ومعه الخليجي أيضاً ليبحث عن عروبته، أين هي؟ لقد صمتت أثناء أحداث القدس الأخيرة، وتركت الأقصى لأهله يدافعون عنه كما تركت فلسطين سبعون عاماً تحت الاحتلال بسبب الاختلافات العربية_العربية، أولاً، ثم أطماع وجبروت المحتل ثانياً.

 

ويسأل العربي نفسه ومن حوله ما الحل؟ هل سنقف مكتوفي الأيدي؟ هل سننتظر عقوبات أمريكية ودولية علينا؟ وماذا فعلنا مع بعضنا البعض؟ هل ستتوقف الحروب العربية في كل من سوريا، واليمن، وليبيا،والعراق، هل ستتوقف أجهزة المخابرات الدولية عن العبث بنا تحت مسمى الإرهاب؟ هل تستطيع أجهزة المخابرات لدينا زعزعة امن واستقرار العدو كما يفعل بنا؟ هل…وهل..ومئات من الأسئلة التي تكاد أن تدمر رأس كل عربي بما فيهم القادة…نعم…القادة..أنهم مثل المواطن تماماً …الآن..لا يملكون من أمرهم شيء. أنهم يألمون كما تألمون، ولكل ألمه الخاص به، ومن يخفف ألم الضعفاء من الأمة؟ من يستطيع أن يجفف دموع نساء ورجال الأمة؟ ومن يستطيع منع مزيد من الألم، والغصة،  والدموع؟

 

العدو الصهيوني ماض في احتلاله وتوسعه في ألأراض العربية،بعد أن حصل على ما لم يكن يحلم به، وما فاق كل معاهدات السلام معه، وهو الفوز العظيم بتدمير الدول العربية بالكامل، الآن لا توجد دولة عربية لا تقيم علاقات مع هذا العدو، الذي يعلم انه أصبح أمر واقع على العالم كله بما فيه هذه الدول العنترية، فماذا بعد؟ يستمر التراجع العربي أمام التقدم الصهيوأمريكي في مباراة خيالية.

 

وبالرغم من ذلك لازال هناك أمل في السياسة والدبلوماسية والشعوب العربية، للتحرك على جميع المستويات في اتجاهات مختلفة، هناك أمل في وحدة عربية كالتي حدثت في بيت المقدس، نحتاج إلى قدر من الحرية، والإرادة لتُخرج الأمة أفضل ما لديها من طاقات، لتواجه به طوفان الشر المحيط بنا،وليس معاقبة دولة على إطلاق قناة تحمل رأى مخالف، فبدلا من المطالبة بتكميم الأفواه، أطلقوا هذه الأفواه تخرج ما لديها من فكر وعلم، وفرز وانتقاء أفضلها، وأصدقها، وأكثرها وطنية ومحبة لتراب الأمة العربية.نحتاج لاستنهاض الإنسانية بداخلنا لا الشوفونيه والعنصرية على بعضنا البعض.

 

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2017/08/06

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد