آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
حسن علي كرم
عن الكاتب :
صحفي كويتي

لازالوا يعايروننا على التحرير!!


حسن علي كرم

أشفق على بلدي الكويت، وأشفق على طيبة أهل الكويت، وأشفق على الخجل المتوارث الذي أورثه الأباء إلى الأبناء والذي لئن كان مناسباً في زمن الطيبين لكنه يقيناً لا يتناسب في زمن الوقاحة وزوال الخجل، وأشفق على قوة احتمال وصبر الكويتيين الطويل – الطويل على سفاهة وجلافة وسفالة وشهوة الطمع والحسد والطعن من الخلف الذي لا يحسنه إلا مٓن تربى على الخيانة وأحضان البداوة ولجهالة والخباثة، ولا زال رغم التنوير والعلم والانفتاح لم تزل ترسبات الجاهلية والبداوة لم تزل من صدورهم، لقد فاق صبر الكويتيين، صبر نبي الله أيوب عليه السلام في سقمه من نزق وجلافة هؤلاء …!!!

ماذا يريدون من الكويت، ولماذا كل هذه السكاكين المسمومة المجتمعة التي أظهروها دفعة واحدة ليغرزوها بظهر الكويت، الطعن ليس من غرباء أو من أعداء للكويت، إنما من أخوة نحسبهم أهلنا وقوة يحمون في ساعة الشدة والمِحنة ظهرنا ونحمي نحن ظهورهم، ما هذا، وما وراء ذلك، وماذا يريدون، وما الغرض والهدف من شحذ سكاكينهم المسمومة للطعن بالكويت والتشكيك بسياستها، هذه الكويت التي لم تكن عبر تاريخها إلا رمزاً. للأخوة وعنواناً للصدق والوفاء، لقد قال الحق، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان، هل أساءت الكويت أم أحسنت لهم حتى يكافؤوها بالإساءة بدلاً من الإحسان، لماذا الضغط على الكويت وما الهدف، نسأل ولا نتوقع منهم جواباً نقول ما المناسبة حتى يفتحوا أفواههم العفنة وينفثوا ذرات عفونتهم وسمومهم وإساءتهم وأخراً معايرتهم وتذكيرنا صباح مساء عن دورهم وفضلهم بتحرير الكويت من الغزو العراقي الآثم، متجاهلين أو يجهلون أو يعانون ربما من مرض الغرور أو الرمد وقصر النظر أن الكويت كانت ضحية، ولم تكن الهدف الأخير لشهية وشبق ونهم ديكتاتور العراق الذي لو نجح باقتناص صيده الثمين، لتوج نفسه إمبراطوراً لا يُنازع لا على العراق والكويت، فالكويت أرادها ممراً ليفرض سطوته، على أخر قرية أو كفر في أقصى شمالي الوطن العربي، ولأخرج الإمبراطور الأشوري منوخد منصر من قبره ليشهد له على عظمته وباسه وأنه البطل الأسطوري الذي ولدته أمه في زمن لا تلد الأمهات أبطالاً أسطوريين، وليُشهده أن ما فعله المجرم صدام حسين عجز حكام العراق السابقون فعله، هل تذكرون ماذا قال حسني مبارك في كلمته التاريخية في ال٩ من أغسطس ١٩٩٠، قال “صدام مش عايز الكويت، دي الكويت أد كده، هو عاوز يحكم القاهرة ” انتهى الاقتباس، قطعاً أن يضع صدام عينه على مصر ليس بالضرورة أن يضمها محافظة من محافظات العراق، لكن أن يفرض هيمنته على كل مصر وعلى كل الوطن العربي من مشرقها وخليجها ومغربها وأن تصدر التعيينات والقرارات من خلال القصر الجمهوري في بغداد، من هنا أقول لا فضل لأحد بعد الله على تحرير الكويت، فالذين تألفوا على تحرير الكويت خافوا على أنفسهم وخافوا على مصالحهم، أمريكا عندما أطلقت أول صاروخ إيذاناً بتحرير الكويت لم تقل من أجل سواد عيون الكويتيين أو من أجل دموع أطفال وأسرى وشهداء الكويت، إنما قالت من أجل مصالح أمريكا، فهل هذا يكفي، ومع ذلك فالكويت دفعت ولازالت وعوضت ما خسرته كل الدول التي شاركت لتحريرها من براثن الاحتلال. العراقي …؟؟؟!!!

أن معايرة الكويتيين في هذا التوقيت الذي يتزامن مع تاريخ الغزو الغاشم ليست من قبيل التعاطف أو مواساتهم بالذكرى الأليمة، إنما ضرب للكويت من قناة الغزو، وطعن بالظهر، وخلط للأوراق، وتحذير للقادم، وتفشيل لمساعي الكويت الحميدة التي اختلقوها، خصوصاً أن أغلب ما كٌتب وقِيل في صحافتهم، وعبر وسائل إعلامهم لا يخرج عن كونه تسطيحاً وتدليساً وقفزاً على الحقائق، لذلك أقول الكذب حبله قصير والحقائق مهما طُمست لكنها لن تموت حتى وأن طال الزمن، فلسوف يأتي يوم ليجتمع الناس على الحقيقة، كذلك الناس ليسوا كلهم جهلاء أو سذجا أو حمقى حتى يصدقوا ترهاتهم وأضاليلهم ..!!!.. أن المدنية والتطور والحضارة لا تتجلى بالتخلي عن الملابس القديمة وارتداء زي جديد يساير حركة التطور والمدنية، فالملابس لا تنقل الإنسان من كوة الجهل إلى فناء التنوير والمدنية، العقل وحده الذي ينقل الإنسان من أدران الجهل إلى أحضان المدنية سلوكاً وأخلاقاً وممارسة، لذلك كم من الجهال والقاصرين ملابسهم حديثة وأنيقة وغالية ولكن عقولهم واخلاقهم وسلوكهم، سلوك البداوة، الذي يدل على أنهم مازال طبع البداوة متأصل فيهم، يقول الشاعر ” ووا عجباً كم يدعي الفضل جاهل،،، ووااسفا كم يدعي النقص فاضل …!!!

أننا إذ نتعجب من هذه الحملة الظالمة وغير المبررة على الكويت، لكننا نفهم إن هدفها إجبارها حتى تتخلى عن الحياد والاصطفاف إلى جانبهم والمشاركة بضرب الحصار الظالم على قطر وتجويع شعبها، نقول الكويت لا ولن تثنيها الضغوط وستبقى على حيادها وتبذل مساعيها الحميدة فأن أصابت أصاب الجميع وأن فشلت، فالفشل يسجل عليهم، وستبقى الكويت بلد المحبة، وراية السلام …!!!

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2017/08/12

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد