آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
رابح بوكريش
عن الكاتب :
كاتب جزائري

أمريكا تريد حرب بين الصين والهند!!

 

رابح بوكريش

صعدت الهند في الأيام الأخيرة من لهجتها تجاه الصين منددة بشق بكين طريقا عسكريا على تلة إستراتيجية قرب حدودها، وكان هذا الطريق أثار مؤخرا توترا بين الهند والصين وبوتان. وتعتبر الصين المنطقة تابعة لها تاريخيا في حين تعتبر بوتان انه لا يزال يتعين تسوية مسالة السيادة على الهضبة .  وتطالب الهند بمنطقة اسكاي شين التي تسيطر عليها الصين شمالا. وفي الشرق لا تعترف الصين بسيادة الهند على انشال برادش لأنها تعتبرها تابعة لجنوب التيبت. للعلم فقد وقعت حرب خاطفة العام 1962 بين الصين والهند مني فيها جنود الهند بهزيمة مذلة.

 

وعلى ضوء ما تقدم يمكننا أن نتكهن بالعواقب الشائكة في حدود البلدين التي من الممكن أن تنجر عن إعلان الحرب بين البلدين ! ومن الصعب جدا تصور الطريقة التي تبدأ فيها هذه الحرب ، ومع ذلك فإننا نعتقد أن دخول أمريكا بطريقة سرية إلى هذا الصراع يمكن أن يخلط الأوراق في شبه الجزيرة الهندية الصينية  خاصة في ظل خرجات الرئيس الأمريكي ترامب المتهورة.

 

إن التصريحات من الطرفين تدل على أننا أمام حرب، ولكن يبدو أن لا أحد يريد التورط بالبدء بهذه الحرب؛ لأنها ستكون نووية، ولا أحد يريد أن يصل إلى هذه النقطة . ولكن تهور الرئيس ترمب وما يطلقه من تصريحات واستفزازات قد يؤدي إلى إشعال النار في المنطقة  . الحقيقة الواضحة تماما هي : أن الصين تقترب من إزاحة أميركا عن زعامة الاقتصاد العالمي ولذلك فهي تحاول أن تجعل من سياستها المستقبلية خلق توتر دائم  في العلاقات الصينية – الهندية هدفه الأساسي  الوقوف في وجه الصين  لبعض السنوات لتأخير احتلالها المرتبة الأولى . وهكذا فإن مستقبل أمريكا مرتبط بما يجري بين الصين والهند ، ولهذا فهي تعمل في سرية تامة لخلق أنواع متعددة من الضغط على الهند حتى تستمر في خلق جو من التوتر مع الصين .

 

وعلى كل حال فإنه يظهر أن ذلك سيعود بالفائدة على الهند خاصة إذا قررت واشنطن تزويد الهند بأحدث الأسلحة الأمريكية .كل هذه التطورات تشعر بها الأوساط الدولية والهيئات العالمية والدول الكبرى تدل دلالة واضحة على مدى تخوف العالم من حدوث كارثة في شبه الجزيرة الهندية الصينية . والنتيجة من هذا كله هو أن العالم  كان في حاجة أكيدة إلى السلام في المنطقة بسبب التطور الهائل الذي تعرفه الصين لكن للأسف الشديد فقد وجد نفسه مضطر إلى إضافة مشكلة جديدة تجره على وضع شبه الجزيرة الهندية الصينية في نطاق الحرب الباردة .

 

الجزائر

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2017/08/22

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد