آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
علي حيدر
عن الكاتب :
كاتب بصحيفة الاخبار اللبنانية

نتنياهو مستنجداً على منبر «الأمم»: أوقفوا «النمر» الإيراني


علي حيدر

لم يقدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جديداً في كلمته أمام الأمم المتحدة، لا على مستوى الموقف ولا على مستوى الخيارات. بل كما هو متوقع، شكّلت المواقف التي أطلقها إزاء إيران وسوريا وحزب الله امتداداً مباشراً للهجوم الذي شنّه من على المنصة نفسها الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وبدا خطابه كما لو أنه وعاء جمع فيه أبرز المواقف التقليدية إزاء التهديد الذي تشكله الجمهورية الإسلامية على أمن إسرائيل ووجودها.

مع ذلك، كرر مخاوف تل أبيب من الواقع الذي تشكَّل في الساحة السورية بعد الانتصارات التي حققها الجيش السوري وحلفاؤه، وما يمكن أن يترتب على ذلك من نتائج وتداعيات تهدّد الأمن القومي الإسرائيلي. ووصف السياسة الإقليمية لإيران، بعد رفع العقوبات عنها، بأنها بدت كـ«نمر» أطلق سراحه. وشدّد على أن إسرائيل ستعمل «لمنع إيران من إقامة قواعد لها في سوريا، ومنعها من إنتاج أسلحة فتاكة في سوريا أو لبنان».

مع ذلك، احتلّ الموضوع الإيراني المحور الرئيسي في الكلمة التي استمرت 25 دقيقة، وكرر فيها ذكر إيران نحو 36 مرة. وحاول أن يكرّر ألاعيبه الإعلامية، عبر وسم خطابه بما يخلده في الذاكرة، كما فعل في مراحل سابقة عندما حمل صورة القنبلة النووية عام 2012. فتوجه إلى الشعب الإيراني باللغة الفارسية «أنتم لستم أعداءنا، أنتم أصدقاؤنا». وأكد بذلك مرة أخرى أن رهانهم في تل أبيب وواشنطن ما زال هو نفسه؛ وهو الفصل بين الشعب الإيراني ونظامه الإسلامي. وفي موقف ينطوي على العديد من الرسائل الداخلية والخارجية، توجه نتنياهو إلى المسؤولين في إيران بالقول «من يهدد باقتلاعنا يعرّض نفسه للخطر».

استمرت الكلمة 25 دقيقة وكرر فيها ذكر إيران نحو 36 مرة

وتوجّه بشكل مباشر إلى مرشد الجمهورية الإسلامية السيد علي خامنئي بالقول «لدي رسالة بسيطة: ضوء إسرائيل لن ينطفئ»، ثم كرر الجملة نفسها بالعبرية بعدما كان يتحدث بالانكليزية، مضيفاًَ أن إسرائيل ستدافع عن نفسها، وستعمل «لمنع طهران من فتح جبهة إرهابية جديدة على طول حدودنا الشمالية».

ولفت أيضاً إلى أن إسرائيل «تعلم بأنها ليست وحدها في مواجهة إيران، نحن نقف كتفاً إلى كتف مع أولئك في العالم العربي الذين هم شركاء لنا لمستقبل أفضل».

وتعبيراً عن حقيقة أن الخطاب الذي ألقاه ترامب لم يبقِ سقوفاً مرتفعة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، وصف خطاب الرئيس الأميركي ضد إيران بأنه «الأكثر قوة وشجاعة ومباشرة». ولفت إلى أنّ الجمهورية الإسلامية تكرّر التزامها في كل يوم بتدمير «دولتي»، «وتوزع الدمار في الشرق الأوسط وتطور صواريخ باليستية وتهدد كل العالم». وذكّر بالتحذيرات التي أطلقها قبل سنتين، من على منبر الأمم المتحدة، إزاء الاتفاق النووي بأنه ليس فقط لن يقطع الطريق أمامها على إنتاج أسلحة نووية، بل أيضاً عبّد الطريق أمامها، «لأن القيود التي فرضت على البرنامج النووي ستتم إزالتها أوتوماتيكياً بعد عدة سنوات، كما ينص على ذلك أحد بنود الاتفاق». وحذّر من أن ظلال هذا الاتفاق ستمتد على كل الشرق الأوسط والعالم، لأن «إيران ستكون عندها دولة حرة في تخصيب اليورانيوم على نطاق صناعي، بما يضعها على حافة إنتاج أسلحة نووية، بشكل مكثف».

وبعدما هاجم نتنياهو الاتفاق النووي، خلص إلى القول إنه من أجل ذلك فإن سياسة إسرائيل تجاه الاتفاق مع إيران بسيطة جداً: إلغاؤه أو تغييره. وحذّر من أنه في حال لم يتم القيام بشيء، فسيتكرر مع إيران الأمر الذي حصل مع كوريا الشمالية، في إشارة إلى إنتاج أسلحة نووية. ورأى أنه مع إلغائه ينبغي إعادة الضغط على طهران، من ضمنها العقوبات، فيما تعديله سيتطلب أموراً كثيرة، بما فيها مراقبة كل موقع مشتبه فيه، وفرض عقوبات على كل خرق. ولكن قبل ذلك، يستوجب تعديل الصفقة إلغاء المدة الزمنية الموجودة في الاتفاق، في إشارة منه إلى ضرورة أن تبقى القيود على إيران إلى الأبد. وبدا نتنياهو مستنجداً بالدول العظمى لإعادة فرض العقوبات على إيران، مذكّراً بأنه حذّر من أنه في حال رفع العقوبات عنها فإنها ستتصرف مثل «نمر أطلق سراحه»، وهو «بالفعل ما تقوم به الآن»، في إشارة إلى الدعم الذي تقدّمه لحزب الله وحركات المقاومة في المنطقة.

والى جانب تعديل الصفقة، شدّد على ضرورة منع إيران من تطوير قدراتها الصاروخية الباليستية والعمل على كبح «عدوانيتها» في المنطقة. ولفت إلى فشل الرهان على إمكانية أن يحوّل الاتفاق إيران إلى «عضو مسؤول في المجتمع الدولي». وكان نتنياهو قد بدأ خطابه بالحديث عن التطور العلمي والتكنولوجي لإسرائيل، وعن المساعدات التي تقدمها للكثير من دول العالم.

صحيفة الأخبار اللبنانية

أضيف بتاريخ :2017/09/20

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد