بعد صمت 12 يوماً عن التصريح حول حملة الاعتقالات الواسعة التي طالت شخصيات بارزة، أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الخميس 21 سبتمبر إن "الحملة جاءت على خلفية دفع عدد من هؤلاء باتجاه تنفيذ أجندة متطرفة، وتلقي تمويلات من دول أجنبية لزعزعة استقرار المملكة".

وقال الجبير، في مقابلة مع تلفزيون بلومبيرغ في نيويورك: "عندما نتوقع ألا يكون لدى الأخرين ذرة تسامح مع التطرف والإرهاب والتحريض، فمن الطبيعي، أيضا، أن نطبق النهج نفسه".

وأضاف: "الأشخاص الذين تم اعتقالهم كانوا يدفعون باتجاه تنفيذ أجندة متطرفة. كانوا يحرضون الناس، ونحن لم يكن بمقدورنا السكوت عن ذلك".

وتشن السلطات السعودية منذ 10 سبتمبر الجاري، حملة اعتقالات شرسة طالت دعاة وعلماء وكتاب وباحثين وشعراء ومغردين، حسب مصادر حقوقية، وناشطين على مواقع التواصل، وأقارب للمعتقلين.

وتأتي حملة الاعتقالات وسط تكهنات متزايدة بأن الملك سلمان بن عبدالعزيز في طريقه إلى التنازل عن الحكم لابنه الأمير الشاب محمد بن سلمان وهو مايشير إلى أن الاعتقالات تأتي بهدف إخماد الأصوات المحتمل معارضتها لذلك بالإضافة إلى رفض بعض هؤلاء المعتقلين الهجوم ضد قطر أو فضلوا الصمت حيال الأزمة الخليجية.

ومن بين من تم اعتقالهم دعاة بارزون من قبيل سلمان العودة وعوض القرني وكلاهما مستقلان عن المؤسسة الدينية الرسمية، وأيضا الشاعر زياد بن نحيت، الذي اشتُهر بمدحه لمحمد بن سلمان، وأكاديميون وباحثون مثل الأكاديمي والروائي مصطفى الحسن، والباحث الاقتصادي عصام الزامل.

وقال الجبير: لقد وجدنا أن عددا من هؤلاء الأشخاص (الذين جرى اعتقالهم) يعملون مع بلاد أجنبية، وكانوا يتلقون تمويلات من تلك البلاد لزعزعة استقرار المملكة العربية السعودية، دون الإشارة إلى هوية المتهمين بذلك تحديدا.

وأضاف: عندما ننتهي من التحقيقات سنعلن عن المعلومات لوسائل الإعلام.

وخلال المقابلة ذاتها، واصل الجبير الموقف المتشدد لبلاده إزاء الدوحة؛ حيث قطعت المملكة والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، في 5 يونيو الماضي، بزعم دعمها لتمويل الإرهاب، الأمر الذي نفته الأخيرة بشدة.

وقال الجبير: "يجب أن تتوقف قطر عن تمويل الإرهاب، وأن تتوقف عن توفير ملاذ آمن داخل أراضيها للأشخاص المطلوبين والمتهمين بتمويل الإرهاب".

كما استمر الجبير في لهجته الهجومية ضد إيران، وقال إن "إيران دولة في حالة هياج. هي الراعي الأول للإرهاب في العالم"، بحسب زعمه، معتبراً أن "إيران تشكل تهديدًا خطيرًا لنا جميعا في المنطقة، وإذا لم تغير سياستها ستظل منطقتنا في حالة إضراب دائم".

وحول مدى التزام المملكة برؤية 2030، والتي تم الإعلان عنها العام الماضي بهدف تنويع اقتصاد المملكة دون الاقتصار فقط على النفط، اعتبر الجبير أن "الحكومة اتخذت خطوات ملموسة نحو تنفيذ تلك الخطة".