آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
إبراهيم محمد الهنقاري
عن الكاتب :
كاتب ليبي

رأي شخصي في المسألة الإثنية: لماذا لم يطالب الأكراد بالانفصال أيام الإمبراطورية الرومانية؟


إبراهيم محمد الهنقاري

قال الله تعالى في الآية ١٣ من سورة الحجرات وهي السورة رقم ٤٩ في المصحف الشريف :-
” يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم. “
صدق الله العظيم.

وهذا هو حال الناس بالفعل على هذه الأرض التي جعلها اللهً الخالق للناس جميعا مستقرا ومقاما أحياء وأمواتا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ” يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا. ” ” فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون “.

“يا أيها الناس″
نداء موجه إلى جميع الناس باختلاف ألسنتهم وألوانهم وانتماءاتهم العرقية وبلدانهمً وقبائلهم وعشائرهم وأسرهم وأسمائهم. فمن أين إذن جاء هذا التعصب الأعمى للانتماء الجهوي والإثني إلى حد المطالبة بالاستقلال وتقسيم الدول القائمة إلى دويلات إثنية ما سيؤدي إلى كارثة حقيقية لن تسلم منها دول العالم كلها التي تتكون جميعها من أنواع مختلفة من الإثنيات بما فيها أكبر دول العالمً مثل الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية ودول الاتحاد الأوربي والهند ومعظم الدول العربية والأفريقية وغيرها. وجرى خلال الأسبوعين الماضيين استفتاءان انفصاليان في كل من ” كردستان العراق ” وإقليم “كتالونيا” الإسباني أثارا كثيرا من التعليقات والانتقادات والتنديدات أيضا. وهنا في ليبيا هناك من يتحدث عن إثنيات أخرى مثل الأمازيغ والتبو والطوارق وهناك أيضا من لايزال يتحدث عن الفيدرالية وعن أقاليم برقة وطرابلس وفزان ويطالب بدولة في كل من هذه الأقاليم الثلاثة التي تسمى جميعها ليبيا. يحدث هذا في الوقت الذي أصبحت فيه قارة مثل أوروبا بدولها المختلفة ولغاتها المختلفة وأعراقها المختلفة دولة واحدة اسمها الاتحاد الأوربي.

ألم يكن الأكراد أكرادا أيّام كسرى أنوشروان وكانوا أكراداً بعدً الفتح الإسلامي وكانوا أكرادا أيّام بني أمية وأيامً بني العباس وأيام الخلافة العثمانية وأيام الملكية العراقية وبعد كارثةً ١٤ تموز وما تلاها من جمهوريات الدم والسحل والقتل والاحتلال وأيام الحكم الذاتي القائم إلى اليوم فلماذا لم ينفصل الأكراد عن العراق منذ آلاف السنين وانتظروا إلى الأسبوع الماضي للتصويت على الانفصال عن دولتهم دولة العراق. !؟

لماذا لمً يطالب الأمازيغ والتبو والطوارق بالانفصال أيّام الرومان ومن قبلهم وأيام الخلافات العربية وأيامً الخلافة العثمانية وأيامً الاستعمار الايطالي وأيام المملكة الليبية وأيامً الجمهورية العربية الليبية وأيامً الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى وأيامً الجماهيرية فقط. !؟

لماذا ظهرت فجأة هذه النزعات الانفصالية في ليبيا وسوريا والعراق والسودان والمغرب العربي وغيرها. !؟

يبدو أن هناك أيد شيطانية خفية بعضها معروف كالصهيونية العالمية وبعضها خفي تعمل على تأجيج الدعوات الإثنية في العالمين العربي والإسلامي فقط دون باقي دول العالم بنية الإساءة إلى العرب وإلى الإسلام وتزويدها بالمال والسلاح لكي تساعد في تحقيق الأهداف التي تخطط لها وتنفذها تلك الجهات المعلومة والمجهولة .

إذا نظرنا إلى أكبر قوتين في العالم وهما الولايات المتحدة والاتحاد الروسي فسوف نجد أن كليهما تتكون من مجموعات لا حصر لها من الكيانات الإثنية وكذلك الحال في دول كبرى كالاتحاد الأوربي والهند والصين وأستراليا ونيوزيلاندا وبعض دول جنوب شرق أسيا وبعض الدول الأفريقية أيضا فكيف يمكن لكل تلك المجموعات الإثنية أن تطالب بالانفصال عن دولها وإعلان استقلالها. !؟

إن ما شاهدناه أخيرا في العراق وفِي أسبانيا من استفتاءات فاشلة من أجل قيام كيانات إثنية غير قابلة للحياة وحدها خارج إطار دولها العريقة الضاربة جذورها في التاريخ لابد أن يقدم الدروس لبعض القيادات الإثنية الحالمة بالانفصال والمدعومة مع الأسف من تلك الجهات المريبة التي أشرنا إليها لعلها تفيق من أحلام اليقظة وتعلم أن حياتها ومصيرها إنما يرتبطان بالوطن الأم وليس بأطماع وسياسات تلك القوى الأجنبية المريبة.

فمتى تطير السكرة وتأتي الفكرة ويعلم كل دعاة الانفصال والتجزئة أنهم يحرثون في البحر وأنهم إنما يخدمون بدعواتهم العنصرية أعداءهم وأنهم إنما يخونون أنفسهم ويخونون شعوبهم ويخالفون أمر الله سبحانه وتعالى الذي خلق سكان الأرض شعوبا وقبائل ليتعارفوا وليس لينفصلًوا!؟
قال تعالى: ” ولقد يسرنا القران للذكر فهل من مدكر”.

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2017/10/16

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد