آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
إبراهيم شير
عن الكاتب :
صحفي وإعلامي سوري

الشتروني مجرم والجميل بريئ!!


إبراهيم شير

بعد 35 عاما من اغتيال الرئيس اللبناني الأسبق بشير الجميل، يصدر القضاء في بيروت حكما بالإعدام والتجريد من الحقوق المدنية  على منفذ عملية الاغتيال حبيب الشرتوني والمخطط نبيل العلم، المنتميان إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي. هذا الحكم سيتفهمه الشارع اللبناني والعربي لو كان قد صدر بحق من اغتال قادة المقاومة مثل الشيخ راغب حرب، أو السيد عباس الموسوي، أو حتى من قام بالتآمر على الجيش اللبناني في معاركه ضد الإرهاب، أو أن صدر بحق قادة جيش لبنان الجنوبي أو ما يعرف باسم (جيش لحد) حتى وأن ماتوا. ولكن يكون هذا الحكم صدر بحق من اغتال بشير الجميل يحمل الكثير من علامات الاستفهام لدى الشارع اللبناني والعربي، لأنه لا يمكنك أن تفصل ما جرى في لبنان بتلك الحقبة عن العالم العربي، كما أنك لن تستطيع أن تفصل ما يجري في سوريا الآن عن العالم العربي.

من هو إذاً بشير الجميل ولماذا  كل هذه البلبلة حول حكم الإعدام بحق من اغتاله؟ الرئيس اللبناني الأسبق والذي شغل هذا المنصب أقل من أسبوعين أشتهر بقوته العسكرية وتنظيمه لكتائبه بشكل مميز مما جعله مفصلا مهما ومشاركا أساسيا في الحرب الأهلية في لبنان، ولكن شهرته الأساسية كانت في قربه من رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون، والذي كان وقتها وزير حرب الاحتلال،  وكان الجميل يزور شارون في الأراضي المحتلة وشارون يزوره أيضا في بكفيا ليضع معه خطة احتلال لبنان، واجتياح العاصمة العربية التي كانت تسمى بباريس العرب بيروت، حيث تم التعرف على جثة بشير الجميل من الخاتم الذي كان قد أهداه له شارون و عليه نجمة داوود وذلك في تصريح للقيادي البارز في الكتائب كريم بقردوني، وطبعا حصل ما خطط له وتم اجتياح لبنان حيث دخل بشير الجميل على متن دبابة إسرائيلية سهلت عبور ميليشياته لارتكاب المجازر واحتلال جنوبه وهو ما أدى لاحقا إلى سقوط الآلاف من الشهداء والجرحى والمعتقلين حتى خرج هذا الاحتلال على يد المقاومة الإسلامية حزب الله.

في جميع الدساتير العربية والدولية والسماوية أيضا عقاب الخائن القتل، وما فعله الجميل اعتبره حبيب الشرتوني خيانة للبنان والأمة جميعها، لأنه لا يوجد في العالم جرم أكبر من وضع يدك بيد المحتل وتسهيل دخوله إلى بلادك واحتلالها والتنكيل بشعبك وتشريده، فقام الشتروني باغتيال الجميل.

وانتقاما لبشير تم إعدام والدة حبيب الشرتوني عند باب منزلها من قبل الكتائب، وإعدام شقيقة الشرتوني من بعد تعذيبها داخل معتقلات الكتائب، وإحدى أساليب التعذيب كان إرسال لها أصابع والدها وعلى مدة ١٠ أيام الذي أعدم أيضا من بعد بتر أعضاء جسده داخل المعتقلات. وانتقاماً لبشير تم إعدام أكثر من ألف شخص في ٤٨ ساعة من قبل الكتائب. وبعد يومين من مقتل بشير قامت الكتائب وجيش لبنان الجنوبي أي جيش لحد والجيش الإسرائيلي بمجزرة صبرا وشاتيلا بحق اللاجئين الفلسطينيين. وذلك دون حسيب أو رقيب.

بشير الجميل قام بتصفية خصومه حيث أمر بإرسال قوات بقيادة سمير جعجع آنذاك إلى منطقة اهدن وقتل قائد قوات تيار المردة طوني فرنجية ابن الرئيس سليمان فرنجية و عائلته جميعها والمقاتلين التابعين له، وهي الواقعة التي سميت فيما بعد بمجزرة إهدن، وطبعا لم يحاسب بشير أو أي شخص قام بهذه العملية.

ويتسائل الشارع العربي أنه بعد صدور حكم الإعدام بحق حبيب الشتروني هل يمكن القول أنه تم تشريع الخيانة وتجريم المقاومة؟

ويبقى السؤال من يستحق الإعدام حبيب أم بشير؟

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2017/10/22

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد