آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
جهاد العيدان
عن الكاتب :
كاتب عراقي

أرض المقاومة.. الاغتیال السیاسي للحریري

 

 جهاد العيدان

استقالة سعد الحريري من رئاسة الحكومة اللبنانية والضجة الإعلامية المفتعلة حولها وتوجیه الاتهام فیها لإیران والتعبیر عن مخاوفه بالاغتیال وغیرها من التعبیرات التی صیغت فی کتاب الاستقالة كلها عناوين جديرة بالقراءة السياسية والتوقف عندها مليا.

الاستقالة وكما هو معروف تمت من العاصمة السياسية للمملكة السعودية الرياض وهذا بحد ذاته يخالف الأعراف الدبلوماسية والسياسية في كل بلدان العالم, كما أن من السهل على المراقب الاستنتاج بأن الاستقالة طبخت على عجل داخل منظومة فرض الراي للمسؤوليين في النظام الحاكم في المملكة, وانها فرضت على الحريري ليجبر على القيام بهذا الدور المسرحي الهزيل, کما أن من السهل القول بأن السعودية هی من یتدخل فی الشأن اللبنانی ولیس إیران کما جاء في بيان الاستقالة لأن السعودية أطاحت بمكاسب الهدوء والتوافق السياسي القائم في لبنان لإدخاله في مسارات أخرى تراهن عليها في هذه المرحلة, واخيرا يمكن القول أن الاستقالة وبهذه الملابسات هي مفخخة سياسية جديدة من المطبخ الوهابي من أجل إثارة الفتنة في لبنان وماورد في كتاب الاستقالة هو عبارة عن كلمات تحريضية ليكون سعد الحريري كبش فداء جديد كما حصل مع والده من أجل تمرير المنتج السعودي الجديد لإثارة المشاكل والأزمات في لبنان.

بغض النظر عن كون الاستقالة إساءة لشخص الحريري أولا وللشعب اللبناني ثانيا وأخيرا للطبقة السياسية في هذا البلد, فأن ماتعبر عنه هذه الاستقالة هو محاولة أمريكية –صهيونية – سعودية لخلط الأوراق في لبنان بعد سقطة صنم داعش في العراق وسورية والاستقالة هي مصممة بدقة لسرقة الأضواء عن انتصارات الجيش العراقي في القائم وانتصارات الجيش السوري في دير الزور, كما تأتي في سياق تهديدات العدو الصهيوني بشن حرب جديدة ضد لبنان حيث أن السعودية التي كانت وراء عدوان إسرائيل على لبنان عام 2006 تسعى اليوم لأن تكون ظهيرا لهذا الكيان هذا العام او العام المقبل.

وبالمحصلة فأنه يمكن القول أن  المنطقة التي تخففت من كاهل الإرهاب الداعشي الوهابي باتت اليوم على موعد آخر مع مخططات جديدة تستهدف أمنها ووحدتها ووجودها.
لكن السؤال الأهم هو مامدى نجاح هذه المخططات والترتيبات والرهان الجديد على تفجير مفخخة الفتنة الجديدة في لبنان والسمتح للعدو الصهيوني بركوب موجة العدوان على لبنان؟

بالطبع أن الاستقالة أو الفراغ الحكومي لم يعد مهما للوضع اللبناني الذي عاش غالبية أوقاته بدون رئيس حكومة وأن تهديدات الحريري أو الإعلام السعودي بأن لبنان أمام منعطفات خطيرة هي أمور مبالغ فيها وهي تستهدف التاليب على حزب الله ومحور المقاومة والمواطن اللبناني لايعير أهمية لهذه الأمور لكون حزب الله كان ومازال صمام أمان للوضع السياسي والأمني في لبنان.

كما أن الرهان على عدوان صهيوني على لبنان فانه بمثابة انتحار مصيري لكيان الاحتلال لأن قوة حزب الله هي أضعاف مضاعفة لقوته عام 2006 التي استطاع في ذلك وبقدراته المحدودة من صد العدوان وهزيمته واليوم وبعد مشاركته في حروب التصدي للإرهاب في سوريا وفي جرود لبنان سيكون أقدر لقلب المعادلة والدخول إلى فلسطين المحتلة محررا ومنتصرا.

إن رهان السعوديين اليوم على كيان الاحتلال بعد أن فقدوا ادواتهم التكفيرية والإرهابية في المنطقة هو رهان خاسر وسيرتد عليهم بالخسران وأن ماجرى في اليمن كا من المفترض أن يكون عامل تدبر وتعقل وليس استمرارا في سياسة التهور والهروب إلى افتعال الازمات وإثارة الحروب والفتن.
ماهي ظروف وملابسات استقالة الحري وبهذه السرعة وبدون مقدمات على الأقل؟  لماذا تمت الاستقالة من العاصمة السعودية وماهو نوع وحقيقة وقوف السعودية وراء هذه الاستقالة ؟
لماذا تحدث الحريري عن ظروف تشي باغتياله وإنها أشبه ماتكون بظروف اغتيال والده ماذا يعني طرح هذه القضية وبهذا الشكل؟

لماذا تهجم الحريري على إيران بعد أن كان الوضع السياسي مستقرا وهادئا داخل البيت اللبناني؟

لماذا تثير السعودية والإعلام الدائر بفلكها بان الاستقالة ستكون خطيرة وأن الوضع الداخلي سيسنفجروماهو الهدف من وراء هذه الإثارات؟ لماذا هناك تسريبات عن عدوان إسرائيلي محتمل وهل فعلا هناك مخطط بهذا الشأن وهل تستطيع إسرائيل تتحمل الرد عليها من قبل حزب الله في اية مواجهة قادمة ؟ ماهو المطلوب من هذه الاستقالة سيما وأنها جاءت أثر الانتصارات العراقية في القائم والانتصارات السورية في دير الزور وهل يعني تفعيل دور فتنوي جديدة في المنطقة بعد أفول نجم الإرهاب في المنطقة ؟

رأي اليوم.

أضيف بتاريخ :2017/11/06

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد