آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
علي قازان
عن الكاتب :
إعلامي وكاتب لبناني

الصاروخ اليمني.. والخيار الاستراتيجي


علي قازان

بعيدا عن رسائل وأهمية ودلالات إطلاق الصاروخ البالستي من اليمن على الرياض، والذي يؤكد دون أدنى شك عن فشل العدوان على اليمن من جهة، ويؤكد صمود وثبات اليمنيين وقدرتهم على المواجهة من جهة أخرى، أتوقف قليلا عند التوقيت لما فيه من حساسيّة المستهدَف والذي اثبت أن المعركة في اليمن وحساباتها ومعادلاتها أصبحت أبعد من اليمن وأكبر من الحوثيين وأن الصراع سيأخذ شكلا مختلفا عما هو عليه في هذه المرحلة.. كُلٌ يحاول أن يقلب الدفّة لصالحه ويبرّر خطواته ولكن في نهاية المطاف هل ما يجري هو لمصلحة اليمن فعلاً أم على حساب اليمن؟؟

أمّا لماذا التركيز على التوقيت؟؟

الصاروخ إن أصاب هدفه أم لم يصب هدفه فهو تزامن مع اجتماع موسّع لقادة سعوديين وهذا يؤكد أن النزاع وبعد حسم العديد من ساحات المعركة في المنطقة، بات النزاع اليوم وجهته وحلبته اليمن وباتت المعركة أكبر من حجم اليمن لأن توقيت الاستهداف يحتاج إلى جهد استخباراتي عالي المستوى وليس مرتبطا بجهة داخلية معينة فقط وهذا الأمر ينذر اليوم بارتفاع نذر الحرب واستعارها في اليمن وتصفية الحسابات على ساحتها..

كذلك أتى هذا الاستهداف بعد اتهام إيران بأن الصاروخ الذي أطلق على الرياض مؤخرا هو إيراني الصنع وبات هذا الأمر أن يتحول إلى مواجهة دولية.. ليثبت أن الزناد يمنية حوثية بامتياز وبأن قدراتهم الذاتية هي محط الأنظار وصاحبت القرار رغم ما تستحوذه من دعم بشتى المجالات بغض النظر أن كانت معلنة أو غير معلنة..

وهنا لا يمكن الفصل ما بين هذين التوقيتين ،لأن التوقيت يدل على أن اليمن ألتحق أو في طريق إلتحاقه بمحور المقاومة وأن لم نسمع هذا الكلام اليوم فسنسمعه غداً من رأس هذا المحور ،وهذا الأمر الذي يقلق السعودية التي تحاول عدم فقدان السيطرة على اليمن وستحاول مواجهة إيران بشتى الوسائل لأن الرياض تدرك تماما ما معنى فقدان ورقة اليمن من يديها وخروجها من تحت عباءتها..

فهل الخيار الصاروخي بات خياراً استراتيجياً وضابط إيقاع المعركة في اليمن وسينجح بقلب موازين المعركة وبالتالي تستحوذ حركة أنصار الله على الساحة اليمنية ولا شك بالشراكة مع بعض القوى اليمنية؟؟ أم سيكون الباب مفتوحا أمام تسويات للخروج بأقل الخسائر الممكنة بعد ألف يوم من العدوان يكون لأنصار الله دور فيها ؟؟؟ أم ستكون المراهنة سعوديا ًعلى تحرك دولي ضد اليمن تحت مسوّغات ومبررات عدة وعلى صراعات داخلية؟؟

في المحصّلة وبعيداً عن المعادلات القادمة،لا يمكن عزل اليمن عن محيطه الخارجي وعن الصراعات الخارجية ولا يمكن لأحد في اليمن أن يقول بأنه لم يعد مرتبطا بجهة على حساب أخرى … ولكن الأيام كفيلة بأن تثبت قولاً وفعلاً من يعمل لمصلحة اليمن واليمنيين بعيداً عن الشعارات التي أثقلت كاهل الشعب…

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2017/12/21

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد