إقليمية

تقرير استخباري: المملكة #السعودية تغاضت عن سفر التكفيريين إلى #العراق

 

كشف تقرير استخباري، صدر أخيراً عن وزارة الدفاع العراقية، عن تغاضٍ سعودي عن سفر متطرفين لديها إلى العراق، وعدم تجاوبها مع بغداد بما يتعلق بالإرهابيين السعوديين الداخلين للعراق عبر سورية، أو من خلال الحدود مع السعودية بشكل مباشر عبر صحراء النخيب، جنوب غرب الأنبار في الفترة ما بين 2004 ونهاية 2016.

ونقلت صحيفة “العربي الجديد” في تقرير عن مسؤول عراقي رفيع المستوى قوله، إن “التقرير الخاص الذي يرصد المقاتلين الأجانب في العراق، وهو الأول من نوعه منذ العام 2004، أظهر تراجعاً كبيراً في عددهم، إذ تراجعت نسبة تدفق المتطرفين إلى العراق بشكل كبير في الأشهر الثلاثة الماضية، وعلى العكس هناك هجرة عكسية لمقاتلين من داعش قرروا العودة إلى دولهم في أوروبا ودول عربية مختلفة بعد انكسار التنظيم على يد العراقيين”.

وأضاف المسؤول، أنه “كان هناك من يدفع الأموال كي يصل إلى العراق ويقاتل، واليوم هناك من يدفع أموال، تصل إلى 10 آلاف (دولار)، كي يخرج منه ويعود إلى بلاده، وهذا تطور مهم، وفقاً لما رصده التقرير”.

وأكد أن “التقرير اتهم السلطات السعودية، صاحبة أعلى نسبة مقاتلين من مواطنيها في العراق، بالتغاضي عن تسرب المئات من الإرهابيين إلى العراق، وعدم التعاون مع بغداد في ما يتعلق بإخطارها عن أسماء وصور المتطرفين، رغم تلقيها بلاغات من ذوي وعائلات المتطرفين تفيد بأنهم أصبحوا في العراق”.

وأشار المسؤول العراقي إلى أن “التقرير يخلص إلى أن الرياض كانت تريد التخلص من المتطرفين والتكفيريين لديها من خلال التغاضي عن سفرهم إلى العراق، كونهم يشكلون أرقاً أمنياً لها”.

وأوضح أن “الحكومة العراقية من غير المرجح أن تتبنى موقفاً مغايراً من السعودية بسبب التقرير، كون المعلومات الواردة فيه تتحدث عن فترة إعادة العلاقات وتبادل السفراء والانفتاح الحاصل بين البلدين خلال الأشهر الثمانية الماضية”.

وما زال العراق يحتفظ بعشرات السعوديين الذين تم اعتقالهم خلال المعارك مع الجماعات الإرهابية أو خلال تجاوزهم الحدود، قسم كبير منهم تم تسلمه من الجيش الأمريكي قبيل مغادرته العراق في العام 2011.

وقال النائب عن التحالف الوطني الحاكم في العراق، حسن سالم، إن "التقرير العراقي الجديد لا يخالف الواقع، ولم يأت بجديد، فالمعروف أن أغلب الانتحاريين الذين فجروا أنفسهم في العراق يحملون الجنسية السعودية".

وأضاف المملكة السعودية حتى الآن لم تعتذر عن ذلك، بل وتحاول أن تتنصل من مسؤوليتها كدولة، وهذا غير صحيح. كإخوة وجيران عليها أن تعتذر وتبدأ صفحة جديدة كي يكون أساس العلاقات صحيحا.

وتابع "للأسف، السعودية كانت تريد التخلص من أي متطرف لديها، فتترك له المجال للسفر إلى العراق أو سوريا أو أفغانستان، وأي مكان آخر، ولم تبلغنا كعراقيين ولم تساعدنا كي نتابعه قبل أن يفجر نفسه بيننا"، معتبرا أنه "من المتعذر حالياً إحصاءهم بشكل دقيق، لكنهم بالآلاف".

وقال عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية العراقية، عباس الخزعلي، إن الخشية السعودية من نجاح العراق ووقوفه مجدداً على قدميه كدولة قوية جرتها إلى إتباع سياسة لم تكن لصالح العراق، بل وساهمت في عزله.

وأضاف كان هناك الكثير من الإرهابيين السعوديين، وكان يمكن للسعودية أن تساعدنا وتكشف عنهم أو تبلغنا أنهم دخلوا أو أن تبذل جهداً لمنعهم من الوصول، لكن بدلاً من ذلك كله بقيت تتفرج طيلة السنوات الماضية، معتبراً أن الرياض لم تحسن الخيار في علاقتها مع العراق خلال الفترة الماضية، وحالياً الإدارة الأمريكية غيرت سياستها تجاه العراق، وهذا معروف.

الجدير بالذكر أن المتطرفين من الجنسية السعودية، ويشغلون في العادة، مناصب شرعية وتنفيذية مختلفة داخل التنظيمات الإرهابية، مثل القاعدة ومن بعده داعش، وعرف منهم قادة بارزون في التنظيم، مثل "ناصر القحطاني وعلي الشهري وفيصل المهاجر"، الذين قتلوا في العراق أخيراً، وعرفوا بفتاوى التكفير الجماعي للعراقيين وجواز إهدار دمهم، وهو ما تسبب بتنفيذ عشرات العمليات الإرهابية في الأسواق والأماكن العامة أزهقت أرواح العراقيين المدنيين.

ومن بين 44 قيادياً في التنظيم، يمثلون الهرم الأعلى في التنظيم، يوجد 23 قيادياً من جنسيات عربية، بينهم ستة يحملون الجنسية السعودية، أبرزهم سعيد الحربي وعبدالرحمن القحطاني ونايف العجمي، الذي يشغل حاليًا منصبا شرعيًا في قيادة التنظيم، وعادل الشمري (أبو أسامة)، مسؤول "ديوان المظالم" في ما يعرف بـ"ولاية الرقة".

أضيف بتاريخ :2018/02/10

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد