آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
نواف الزرو
عن الكاتب :
- مواليد القدس rnrn-اسير محرر امضى احد عشر عاما في معتقلات الاحتلال الاسرائيلي ، حكم بالمؤبد مدى الحياة عام 1968 وتحرر في اطار صفقة تبادل الاسرى عام 1979 .rnrn- بكالوريوس سياسة واقتصاد/جامعة بير زيت-دراسة من المعتقل.rnrn- كاتب صحفي وباحث خبير في شؤون الصراع العربي - الصهيوني .

15 عاما على غزو العراق.. لا يجوز أن يغلق ملف الجرائم الأمريكية البريطانية ضد العراق والشعب العراقي أبدا

 
نواف الزرو

      ما كانت كشفت عنه صحيفة “الجارديان” البريطانية الأربعاء -2013-3-7-، من قيام وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد بإرسال خبير أمريكي-الكولونيل جيمز ستيل-كان له دور في “الحروب القذرة” التي شنتها الولايات المتحدة في أمريكا الوسطى، للإشراف على وحدات قيادية خاصة في العراق وتنفيذ عمليات اعتقال سرية، وإقامة مراكز تعذيب لانتزاع معلومات من المتمردين، وأن مراكز التعذيب استخدمت أساليب تعد الأسوأ منذ شن الحرب الأمريكية على العراق، والذي كان له دور في دفع البلاد إلى الانزلاق في حرب أهلية واسعة النطاق”،

إنما أضاف في حينه اعترافا جديدا ووثيقة جديدة لكم هائل من الاعترافات والوثائق التي تتحدث عن الفظائع والجرائم الأمريكية البريطانية البشعة التي اقترفت ضد العراق والشعب العراقي.

    فجرائم الاحتلال الأمريكي هناك كما وثقناها وكتبنا عنها وذكرنا ونذكر بها، واسعة شاملة  اقترفت على مدار الساعة بلا توقف ضد كل شيء عراقي.. وعلى نحو حصري إجرامي سافر ضد نساء وأطفال وشيوخ العراق، وضد المجتمع المدني العراقي برمته، وأعمال قوات الاحتلال هناك كانت واضحة ملموسة مبثوثة في معظمها بثا حيا ومباشرا إلى حد كبير، طافحة بالمجازر الدموية الجماعية والفردية بحيث أن القتل بات هناك بالجملة، وبصورة يومية وفي كل أنحاء العراق، وممارسات قوات الاحتلال هناك على ارض بلاد الرافدين، لم تترك مجالا من مجالات الحياة العراقية إلا وألحقت به الأذى والخراب والدمار، ولم تترك بيتا إلا وألحقت به الضرر، ولم تترك أسرة عراقية إلا ونكلت بأفرادها قتلا واعتقالا وتعذيبا، ولم تترك أيضا لا الشجر ولا الحجر، إذ قامت آلة الحرب الأمريكية بالتدمير الشامل ضد المدن والقرى والمؤسسات والبنى التحتية المدنية من مصانع ومنشآت وغيرها، في الوقت الذي قامت فيه بالتجريف والتدمير الشامل لبيارات ومزروعات العراق، وأعمال قوات الاحتلال هناك فرضت العقوبات الجماعية على الشعب العراقي، وحولت مدنهم وقراهم إلى معسكرات اعتقال وإرهاب جماعية، تماما كما تفعل قوات الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة.

      وفي العراق أيضا تكرست وتبلورت جرائم الحرب الأمريكية اليومية لتغدو عقلية ونمطية يومية هيمنت على جنرالات وجنود الاحتلال هناك، بالضبط كما هي مهيمنة على جنرالات وجنود الاحتلال الصهيوني.

الجميع في العراق كانوا على علم بالأمر حسب التحقيقات والشهادات، بدءا من القيادات العليا مرورا بالاستخبارات العسكرية ووكالة التحقيقات المركزية، وصولا إلى مقترفي أعمال التعذيب..

  غير أن الجميع في العراق أيضا بدءا من القيادات العليا وكبار الجنرالات وصولا إلى جنود المارينز قاموا بأعمال وممارسات تعتبر انتهاكا سافرا لاتفاقيات جنيف ولكل المواثيق والمرجعيات الدولية لأي احتلال أجنبي.. والجميع بالتالي اقترفوا هناك جرائم حرب بشعة ضد الشعب العراقي.

الجميع  علم (والتزم الصمت)، بأن قصة وحقيقة فظائع المحرقة في الفلوجة ليست في الحقيقة سوى غيض قليل من فيض هائل ومرعب من المقارفات وجرائم الحرب الأمريكية/ البريطانية ضد الشعب العراقي.. فالجريمة تحولت هناك إلى عقلية ونمطية.. والى تطبيقات إرهابية دموية تدميرية مروعة ضد كل مكونات الوطن العراقي…؟!

    ونستحضر في هذا الصدد ملف ال400 ألف وثيقة ويكيليكسية سرية تتعلق بالحرب في العراق، تغطي الفترة بين الأعوام 2004 و2009، تتهم واشنطن وحلفائها صراحة باقتراف جرائم حرب لا حصر لها ضد الشعب العراقي،

وقد نزلت الوثائق كالصاعقة على رؤوس كل الأطراف والقوى المجرمة التي لم تتوقف على مدار سنوات الاحتلال عن اقتراف الجرائم، لتشرح للعالم كله معنى  حصاد الفجر الجديد بالأرقام والمعطيات والشهادات الدامغة  التي من شأنها كلها مجتمعة أن تقدم جنرالات الإجرام الى محكمة الجنايات الدولية  لو أن العالم جد جده وتحمل مسؤولياته الأممية الأخلاقية…!.

    تقول بعض التعليقات أن الوثائق كشفت عن”فضيحة العصر وعار الولايات المتحدة الأميركية”، واعتبرت “أكبر تسريب في التاريخ لوثائق سرية عن حرب ما زالت رحاها تدور… وتواطؤ شامل ما بين الداخل والخارج”، ونائب رئيس الوزراء البريطاني نك كليج ، يصفها ب”أنها خطيرة جدا ، موضحا في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية: “اعتقد أن مضمونها خطير جدا”.

    فما فعلته وثائق ويكيليكس كما يقال أنها “كشفت المستور” من المحارق والمجازر الهولوكوستية التي اقترفتها القوات الأمريكية البريطانية الغازية وحلفاؤها بحق العراق شعبا وحضارة وتاريخا وعروبة وحاضرا ومستقبلا..!.

ولكن، ما فعلته الوثائق أيضا على أهميته وأبعاده القانونية والأخلاقية أقل بكثير من الحقيقة الصارخة التي تخيم على المشهد العراقي برمته في كافة مدنه وبلداته وقراه ..وعلى كل بيت وكل عائلة عراقية، فالمخفي والمسكوت عنه هناك على امتداد المساحة العراقية  أعظم وأخطر….!

    فنحن أمام نحو خمسة عشر عاما من الغزو والمحارق والدمار والخراب والتهجير والتفكيك والشطب والإلغاء توجوها بما أطلقوا عليه”الفجر الجديد” في العراق…، وما يجري في هذه الأوقات في العراق إنما هو استمرار بشكل من الإشكال للاحتلال الأمريكي، لا بل هو صناعة أمريكية كاملة الدسم….!

    لا يجوز أن تطوى صفحة الغزو الأمريكي-البريطاني للعراق أبدا، ولا يجوز أن  يغلق ملف الجرائم الأمريكية البريطانية ضد العراق والشعب العراقي أبدا، ولا يجوز أن ينسى العراقيون والعرب معهم  هذا الغزو وهذه الجرائم  الهولوكوستية المروعة أبدا….!

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2018/03/23

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد