آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
حسن علي كرم
عن الكاتب :
صحفي كويتي

أما كان يجدر بمندوب الكويت أن يلتزم الصمت؟!


حسن علي كرم

بعيداً عن تعليق مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري على تصويت مندوب الكويت في مجلس الأمن السفير منصور العتيبي ضد القرار الروسي ، فالمندوب السوري لم يقل شيئاً يخالف الحقيقة و أن موقف سوريا أبان الغزو العراقي الغاشم على الكويت كان أصيلاً و مبدئياً و نابعاً من رؤية قيادتها الراحل حافظ الأسد الذي استشعر أن ابتلاع الكويت من قبل الغازي صدام حسين ، تهديد لكل المنطقة ، و لم يكتف حافظ الأسد بموقف التأييد للكويت و حسب ، بل شاركت القوات السورية في حرب تحرير الكويت ، بغض النظر عن حجم و دور قواتهم ، لكن كانت مشاركة القوات السورية عملاً مؤثراً ، الأمر الذي لا ينبغي أن ننساه نحن هنا في الكويت …

سوريا لم تتعرض لجرثومة أو وباء ماسمي بالربيع العربي ،و تالياً لم تكن هناك انتفاضة أو حركة أو ثورة شعبية داخلية ضد النظام ، إنما سوريا تعرضت إلى مؤامرة رباعية أو خماسية بهدف إسقاط النظام و تعيين نظام إسلامي من جماعات الإخوان ، تحت مسمى الديمقراطية ، لكن النظام في سوريا أدرك الحقيقة مبكراً ، لذا لم يترك فرصة للعصابات الغوغائية المدفوعة من الأطراف المتآمرة كي تحقق أهدافها ، فلقد ادخل المرتزقة و شذاذ الآفاق و المغيبون و مدمنو المخدرات و حبوب الهلوسة و المخنثون إلى سوريا تحت جناح أنهم ثوار سوريون حتى وصلت أعداهم إلى أكثر من ١٠٠ فصيل يتقاتل على الأرض السورية ، لكنها لم تحقق أي انتصار حقيقي ، لكونهم لم يكونوا ثواراً حقيقيين و لا كانوا سوريين و إنما مرتزقة دافعهم المال لا المبدأ ، لقد قضىت سبع سنوات على الحرب في سوريا ، و داخلة السنة الثامنة ، و قد تمتد لسنوات أخرى و لا هناك منتصرٌ أو مهزوم …!!

لم تكن الكويت ضد النظام السوري ، و لا كانت من دعاة تغيير النظام ، ولا من الذين تأمروا أو شاركوا في المؤامرة القذرة على تدمير سوريا ، بل كانت من دعاة السلم و الحل السياسي ، لذلك إذا نأت الكويت عن الأزمة السورية ، فذلك دليل على أنها ليست مع الشرق أو مع الغرب ، و إنما مع السلام و حق الشعوب في اختياراتها …

احتلال الكويت مقعداً غير دائم في مجلس الأمن ، لا يعني أن هذا التمثيل لئن كان شرفاً ، إلا أنه ليس حقاً خالصاً للكويت أو حقاً خالصاً  لمندوبها منصور العتيبي حتى يتمدد و يتربع على مقعده ، و يخطب و يصوت في جلسات المجلس على مزاجه ، أو بما تملي عليه أفكاره أو بما يتم الاتفاق عليه خلف الأبواب ، إنما وجود الكويت في مجلس الأمن هو تمثيل لكل البلدان العربية ، بمعنى انه يمثل مجموعة الدول العربية بما فيها سوريا ، فهل وافقت الدول العربية على الضربة العدوانية الثلاثية على سوريا ، أو هل تشاور منصور العتيبي مع مندوبي الدول العربية لدى الأمم المتحدة كي يستشف أرائهم ، أم انفرد بالتصويت و كأنه وحيد زمانه ، فباستثناء دولة أو دولتين جميع البلدان العربية بما فيها الكويت ليست ضد النظام السوري ، و لا تدعو إلى تغييره بالقوة ، و بالتالي تصويت منصور العتيبي في جلسة الجمعة ضد القرار السوفيتي كانت سقطة لم يكن ينبغي الوقوع بها ، بل كان يجدر به أن يندد بالضربة الثلاثية  ، لأن الضربة لم تكن على أساس القوانين الدولية ، و لا كان هناك مبرر للضربة فيما لم يكن هناك تأكيد جازم على أن القوات السورية قد استخدمت أسلحة كيماوية ، و كان ينبغي إعطاء فرصة للتحقيق المحايد من قبل الخبراء الدوليين …

إن المهزلة بعد القصف العدواني أن تتقدم الدول الثلاث التي شاركت في عمليات القصف إلى تقديم قرار إرسال لجنة للتحقيق في الأسلحة الكيماوية المزعومة ، لقد كان العدوان الثلاثي على سوريا هو بمثابة جواز مرور. لترامب كي يكرر مغامراته الحمقاء على دول المنطقة ، و أنها نذر حرب قادمة في المنطقة التي إذا حدثت ، فلا تبقي و لا تذر ، فترامب ما برح يهدد إيران على خلفية الاتفاق النووي السداسي الذي يراه غير كاف ، و من جانبها ما برحت  إسرائيل تحرض على ضرب إيران ، فيما من جانبها إيران تهدد على جعل المنطقة تحت مرمى نيران صواريخ

أضيف بتاريخ :2018/04/18

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد