آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عيسى الحليان
عن الكاتب :
كاتب سعودي

خطط المليارات


عيسى الحليان

جميل جدا أن يقام في المملكة منتدى تنافسي ويكفي أن يسمى دوليا ليعزز قدرتنا على استقطاب وضيافة الفعاليات والمناسبات الاقتصادية العالمية، ولكن الأجمل من ذلك أن يكون المنتدى واقعيا ويطرح مشاكلنا وتطلعاتنا دون «هياط» اقتصادي سئمنا ومللنا منه. محافظ الهيئة العامة للاستثمار أوضح أن لدى الهيئة خططا وطنية لتطوير الاستثمار في 18 قطاعا لرفع تنافسيتها بقيمة 450 مليار ريال، وهذا كلام طيب ويشكر عليه، لكن يا أخانا العزيز نحن قوم مشكلتنا اليوم هي مع الخطط أكثر من غيرها ولنا معها كسعوديين مواقف لم تتم تصفيتها بعد، لدرجة أنني أصبحت أخاف بل وأكره مفردة خطة في الوقت نفسه.

يبدو أننا استنزفنا هذه المفردة الجميلة والقادمة من الزمن الجميل وجردناها من معناها ونسقها التنموي المتعارف عليهما واستخدمناها كحصان طروادة، إلى أن فقدنا الثقة في مضمونها ومحتواها بشكل يكاد يكون كاملا. ثم إننا أصبحنا سوقا كبيرة للأرقام الفلكية التي يتم تسويقها علينا من كل حدب وصوب دون قبض. لا أنطلق في كلامي من حذلقات «العامة» ولا أقصد التشكيك بمصداقية أحد، لكن للأسف عندي أمثلة تكفي مجلدات عن خطط وأرقام وبرامج أعلنت بالصوت والصورة ذهبت كلها أدراج الرياح.

لكل حقبة اقتصادية صرعتها من هذه الخطط والأرقام، فعلى سبيل المثال أتذكر مشاريع الغاز وأن كل ريال ينفق سوف يجلب معه 4 ريالات أخرى وعدد السعوديين الذين سيتم توظيفهم في هذا القطاع!! إلى آخر ما جاء في هذه الخطة، حتى الآن لا أعرف أين ذهبت تلك الشركات الروسية والصينية، ومن يعرف فليدلني عليها، لأن آخر عهدي بها كانت تلك التصريحات. عموما.. أقترح أن نستبدل هذه الكلمة المسالمة التي «كسرنا خاطرها» بما فيه الكفاية بكلمة «نفكر»، «نقترح»، «نعمل»، بعد أن جنينا على هذه «المسكينة»، في الوقت الذي نجد فيه أخواتها «أيقونات» ساطعة في أدبيات التنمية والاقتصاد في الدول الأخرى.

صحيفة عكاظ

أضيف بتاريخ :2016/01/26

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد