آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
مساعد العصيمي
عن الكاتب :
مستشار إعلامي .. كاتب صحفي صحيفة الرياض

الأسبوع الضائع؟!

 

مساعد العصيمي

ما الذي يحدث في تعليمنا؟.. ليس العام فقط.. بل والعالي أيضاً.. فلدينا عادات نستطيع أن نطلق عليها عاهات موسمية تحضر من عقود طويلة ولم نجد لها حلاً إلى الآن.. تلك العاهات التعليمية تتمحور في الأسبوع الضائع الذي يسبق عادة الامتحانات، وفيه تخلو المدارس والجامعات من طلابها وطالباتها إلا من رحم ربي.. في الوقت الذي لم نر من المعنيين بالتعليم إلا الدعوات والتذكير بأهمية هذا الأسبوع الضائع ولا شيء غيره؟!.

هل يعلم المسؤولون «وهنا أوجه خطابي لهم.. لا.. إلى الطلاب لأن الأخيرين منقادون وفق ما يرونه من تعليمات وحزم»، ونقول المسؤولين؛ لأن الهدر الزمني لأيام التعليم مرتبط بهدر فكري ومنهجي.. هذا إذا ما التفتنا إلى التشجيع على عدم المبالاة وعدم تحمل المسؤولية، في ظل أن المدرسة ميدان لتعليم الالتزام والانتظام واحترام الوقت.. ناهيك عن التراجع في ماهية المنهج وعدم استكماله أو التمكن منه.

هل وعى المسؤولون للهدر الاقتصادي المترتب على هذا؟!.. إذا ما علمنا أن هذا الهدر يمتد إلى أيام الدلال والغيابات المستمرة بمباركة الوزارة حين الأمطار والغبار، أو حتى حين توقعهما فقط؟!.. يؤكد لنا هذا كله أننا نعيش لا مبالاة واقعة لم نستطع أن نضع لها حلولاً.. بل كل ما في الأمر أن المسؤول يتفرج على الواقع المؤلم، وكأن ما يعنيه هو المعلم فقط الذي يمارس ضده أقسى التعاميم وأشد القرارات.. ليس إلا أنهم يمسكون براتبه، وليتهم وجهوا ذلك بالإكثار من تدريبه والارتقاء بعطائه.

من يعتقد أن الأسبوع الضائع الذي نعرفه في كل فصل دراسي هو محل استرجاع ومذاكرة فهو مخطئ؛ لأن الطالب الحريص هو من يبحث عن درسه وفهمه من معلمه ومن التزامه بمدرسته.. لا من تأخره في فراشه، لأنه يعيش إجازة إجبارية، باركها المسؤولون، وصادق عليها مديرو المدارس ومعلموها، وباركها أولياء الأمور وأبناؤهم.. ومن يعتقد أننا نناقش أمراً يسيراً يسهل حله فهو مخطئ.. لأنَّ الأمرَ ذو أهمية كبرى؟ لا سيما وأنه أصبح عادة أو عاهة مستمرة دون حلول.. وفي النهاية نتفاجأ بسوء مخرجات التعليم، ولماذا لا تقدم المدارس الطلاب المتمكنين للالتحاق بالجامعة، وأيضاً لماذا لا تصنع الجامعة القادرين على تحقيق متطلبات سوق العمل من وظائف ومهن؟ جميعها تحضر لأننا أهملنا أركاناً كثيرة من التعليم وتعاملنا بازدراء معها.. حتى أصبحت أسابيع التعليم لدينا الأقل من بين دول العالم، ناهيك عن الإجازات الاحترازية للمطر والغبار التي تحقق أرقاماً قياسية لم يبلغها غيرنا.

علينا أن نعمل على تأكيد واحد من أهم أهداف التعليم لدينا، وهو تعزيز المسؤولية والالتزام لدى الطلاب، فمن يتعود على الكسل واللامبالاة حتماً سينقلهما إلى ميدان عمله مستقبلاً؟!.. أيضاً علينا إعادة هيبة المدرسة والمعلمين، فما يحدث قد أضعفهم في ظل تراخي المؤسسة التعليمية، وعدم اعتمادها قرارات صارمة بذلك، والأهم أيضاً أن الدولة الآن وعبر رؤية 2030 مقبلة على إغلاق كل منافذ الهدر في المال والوقت، وهل هنا أشد من هدر وقت التعليم والتحصيل، وما يذهب مع ذلك من هدر مالي دفعت الدولة قيمته مسبقاً.

صحيفة الرياض.

أضيف بتاريخ :2018/05/04

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد