آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. قادة جليد
عن الكاتب :
أستاذ جامعي و باحث أكاديمي – الجزائر

ماذا وراء المغرب من قطع علاقتها الدبلوماسية مع إيران ؟

 

الدكتور قادة جليد

بالفعل لقد بدأت ترتسم في الأفق ملامح المرحلة الجديدة و القادمة ، مرحلة أعدت لها الولايات المتحدة الأمريكية و حلفاؤها كل السيناريوهات و وسائل الضغط الممكنة لفتح مواجهة مباشرة مع الجمهورية الإسلامية في إيران و محور المقاومة و الهدف من ذلك كله هو تأمين إسرائيل و تصفية القضية الفلسطينية و التطبيع الكامل و العلني مع الكيان الصهيوني المجرم و هذا التسارع في الأحداث يعود بالأساس إلى هزيمة أمريكا و حلفاؤها في سوريا تحديدا بعد ضخ مئات المليارات و حشد عشرات الآلاف من الإرهابيين لتدمير سوريا بإعتبارها محورا أساسيا ضد مشروع الهيمنة و المخطط الغربي في المنطقة .

إن إقدام المغرب على قطع علاقته الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية في إيران يثير السخرية و الضحك من خلال الأسباب الواهية التي تعللت بها و التي لا يقبل بها عاقل او مبتدئ في السياسة ، فجبهة البوليساريو الممثل الشرعي و الوحيد للشعب الصحراوي تمثل الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية و المعترف بها دوليا و لها جيش محترف يسانده شعب مقاوم خاض حرب تحرير منذ أكثر من أربعين سنة ضد الإحتلال المغربي و هو ليس بحاجة إلى مساعدة أحد لتدريب جنوده أو ضباطه لا على حرب العصابات و لا على حرب الجيوش ، فالدولة الصحراوية تمارس سيادتها على أراضيها المحررة و تسعى من خلال المفاوضات السياسية المباشرة في إطار الأمم المتحدة لإسترجاع أراضيها المسلوبة و المحتلة من خلال تطبيق مبدأ تقرير المصير وفق الشرعية الدولية .

إن إقحام حزب الله في النزاع المغربي الصحراوي هو محاولة بائسة و يائسة من المغرب لشيطنة جبهة البوليساريو و تصنيفها كمنظمة إرهابية وفق المنظور الأمريكي و الصهيوني لحزب الله اللبناني المقاوم و هذا بعدما أحس نظام المخزن المغربي بالإحباط و الفزع جراء إنتصار القضية الصحراوية في المحافل الدولية ، كما أن محاولة إقحام الجزائر من خلال هذه الكذبة المفضوحة هو محاولة لإستعطاف الكيان الصهيوني و أمريكا و إعطاء الإنطباع بأن الجزائر تنتمي إلى محور المقاومة الذي تحاربه أمريكا و السعودية و إسرائيل و من دار في فلكهما ، و مما يؤسف له حقا مباركة الجامعة العربية لهذه الخطوة المغربية و التي أصبحت بحق جامعة لتدمير الدول العربية ، و لكن العالم أجمع يعرف و يدرك أن للجزائر عقيدة سياسية و إيديولوجية لا تحيد عنها منذ إسترجاع سيادتها الوطنية من الإحتلال الفرنسي في مساندة القضايا التحررية في العالم و دعم الشعوب في تقرير مصيرها وفق الإعلان العالمي لحقوق الإنسان و المواثيق الدولية و عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ، كما أن المغرب من خلال هذه المسرحية المفضوحة و إصطفافه جنبا إلى جنب مع إسرائيل لتنفيذ المخطط الأمريكي الصهيوني الجديد و تدمير العالم الإسلامي هو محاولة منه لتوجيه الأنظار عن أوضاعه الإجتماعية الداخلية المأزومة و التي تزداد إحتقانا يوما بعد يوم و توشك على الإنفجار في أي وقت في ظل الأوضاع القمعية و الوحشية و الإنتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان التي يندى لها جبين الإنسانية و التي ندد بها المجتمع الدولي و المنظمات الحقوقية في العالم .

إن إصطفاف المغرب اليوم مع الكيان الصهيوني و الأمريكي و إتباعه سياسة الهروب إلى الأمام سوف يضعه في المستقبل في مفترق الطرق و الدروب الوعرة و المستحيلة قد تكون من عواقبها التعجيل بنهاية مملكة أمير المؤمنين .

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2018/05/06

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد