آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
كامل المعمري
عن الكاتب :
صحفي وكاتب يمني

المقاتل اليمني الأقوى في العالم: إليكم ما شاهدته في جبهة الحد الجنوبي

 

كامل المعمري

لامجال للمقارنة إذا ما تحدثنا عن الترسانة العسكرية التي تمتلكها السعودية وبين الإمكانيات العسكرية المتواضعة التي تمتلكها صنعاء ..لكن الصحيح أيضا أنه لامجال للمقارنة، بين المقاتل اليمني والمقاتل السعودي أو من يسانده من المقاتلين الأجانب..
ما أكتبه هنا هو مما رأته عيني عند زيارتي للحد الجنوبي
سأحدثكم عن أخطر المحاور القتالية، في جبهة نجران والتي، لا تتوقف فيها الغارات مطلقا وهو محور الشرفة والشبكة.

 قبل الدخول إلى هذا المحور أخبرني أحد المرافقين الذي يدلنا على الطريق الذي، يسلكه بشكل يومي مشيا على الأقدام لتزويد المقاتلين بالمؤنة يحمل على ظهره قرابه، 40 كيلوا من المؤن ويمشي لست ساعات يوميا تحت حر الشمس حتى يصل بالمؤنة إلى رفاقه فالطريق وعرة ولا يمكن حتى للدراجة النارية أن تسلكه كما أنها محفوفه بالمخاطر نظر للتحليق المكثف لطيران الاستطلاع. أخبرني هذا، المقاتل الذي، يحمل المؤنة إلى رفاقه بأننا قد لا نعود ونستشهد في الطريق.. يحدثني بأنه كل يوم يسلك هذا الطريق وأمنيته الشهادة.. كانت الساعة 5.30 صباحا بعد، أن صلينا الفجر بدأنا بالتحرك مشيا على الاقدام.. وعند الساعة العاشرة كانت حرارة الشمس لا ترحم وتحليق الطيران لا يتوقف وكان المقاتل الذي يرافقني يميز بين طائرات الاستطلاع الخطيرة وغير الخطيرة.. وعندما تحلق طائرة الزنانة هنا لابد من البحث عن أقرب مكان نحتمي فيه أو نقف بماكننا دون تحرك بوضعية الجلوس.. كان علينا أن نتموه لأربع ساعات في الطريق نظرا لتحليق طائرة الزنانة بينما حرارة الشمس تزداد سخونة وبعد مشقه كبيرة وصلنا إلى المكان عند الساعة 2 بعد الظهر..

أثناء تواجدي، في محور، الشرفة الشبكة العسكري، السعودي والذي يقع تحت سيطرة قوات الجيش واللجان الشعبية وهو من أهم المحاور المطلة على مدينة نجران ومن هذا الموقع نرى المدينة نجران وهي لا تبعد أكثر من 10كيلوا متر وأصبح مساله اقتحام المدينة نجران مسألة قرار سياسي، كما تؤكد قيادات عسكرية
الزحوفات التي يقوم بها الجيش السعودي بمسانده قوات سودانية وكذلك مجندين يمنيين لا تتوقف وبشكل يومي، في محاولة لاستعادة هذا المحور الهام الذي، هو عبارة عن سلاسل جبلية تحيط بمدينة نجران.

عشرات الغارات ترافق هذه الزحوفات وتحليق متواصل لطيران الاستطلاع  ولكن دون جدوى  يتكبد فيها الجانب السعودي الخسائر الكبيرة كون هذه المواقع ذات تحصينات دفاعية وتضاريس صعبة كما أنها تحوي تجاويف صخرية ولا يستطيع الطيران أن يحقق فيها أية انتصارات بينما تلك الزحوفات التي يشنها الجانب السعودي لا تستطيع التقدم شبرا واحدا والعجيب أيضا أن عدد من يتواجدون في هذه المواقع من الجيش واللجان الشعبية بالعشرات.. يصدون تلك الزحوفات الكبيرة التي يشارك فيها طيران الاباتشي وf15 وكذلك الاستطلاع وغيرها من الأسلحة بينما يستخدم المقاتل، اليمني أسلحة خفيفة ومناسبه لمثل هذه التضاريس.. البعض لن يصدق كيف يستطيع هؤلاء بأسلحتهم الخفيفة صد هذه الزحوفات..

في هذه السلاسل، الجبلية التي تدعى الشرفة والشبكة لا يستخدم الجيش واللجان الشعبية عربات عسكرية أو غيرها وذلك كون طيران الاستطلاع لا يبتعد مطلقا عن سماء المنطقة وبالتالي فانهم يعتمدون أسلوبا قتاليا احترافيا ويستغلون تلك التضاريس الوعرة فوجود صخرة معينة كفيله، بأن يتمركز فيها مقاتل واحد لا يتزحزح من مكانه ويؤدي دوره في تغطية أو رصد تحركات الجيش السعودي الذي يتمركز في موقع الفواز العسكري وهو الموقع الوحيد المتبقي للجيش السعودي في هذا المحور وبالتالي فأن الخبرات القتالية العالية التي يمتلكها المقاتل اليمني خصوصا في التضاريس الجبلية الوعرة كانت كفيله بصد مئات الزحوفات التي يقوم بها، الجانب، السعودي.. أما الغارات التي تشنها المقاتلات في هذا، المحور فهي، بالعشرات بشكل يومي لكن لا تحقق شيئا في الأغلب.. كما أن المقاتل اليمني يمتلك عقيدة قتالية وتعد السلاح الاقوى بالنسبة له.
و ما لفت نظري تلك العزيمة القتالية والقدرة على التحمل وإدارة المعركة وتقسيم المهام والالتزام بالتعليمات والمجازفات ..المقاتل اليمني لا يمكن أن يترك صديقه الجريح أو الشهيد مهما كلف الأمر وأن أدى ذلك إلى استشهاده.
في محاور أخرى من الحد، الجنوبي وتحديدا في جيزان رأيت البطولات وعرفت معنى قوله تعالى(أولو قوة والو بأس شديد) وعرفت أيضا ان الجيش السعودي لا يمتلك أي خبرة في المعارك البرية.. رافقت المقاتلين اليمنيين في إحدى عمليات الاقتحام لأحد المواقع السعودية.. أثنا عشر مقاتل فقط يحملون أسلحة خفيفة وفتاكة يتبعون وحدة الهندسة العسكرية ووحدة القناصة ووحدة الاقتحام ووحدة الرصد.. الموقع الذي، سيتم اقتحامه عبارة عن تبه تحوي رقابه وتتواجد فيه عدة اليات عسكرية أي أنه موقع يمنح من يتمركز فيه تحصينات دفاعيه
بدأ المقاتلون بالتسلل وصولا إلى محيط الموقع وآخرون إلى القرب من مترس الجانب السعودي، في الموقع والمجموعة الأخرى إلى منطقه تسمح لهم برؤية الآليات السعودية وبدأت هذه المجموعة بتصويب الآليات وإعطابها فيما المجموعة الأخرى اشتبكت مع حامية الموقع وقتلت منهم سبعه وفر آخرون  عبر إحدى المدرعات المتواجدة خلف مبنى الرقابة والمجموعة الثالثة قامت بتفجير الرقابة..

 مقاتلون بهذا الاستبسال وهذه الشجاعة يقتحمون مواقع ذات تحصينات دفاعية تحوي أسلحة حديثة عبارة عن نواظير و قناصات ومدرعات ليس أمامك إلا أن ترفع لهم القبعة.

نعم أقولها بملء الفم أن المقاتل اليمني أكثر خبرة في التعاطي مع الطبيعة الجغرافية كيفما كانت وذلك يعود لخبراتهم المكتسبة في، القتال، من الحروب الست في صعدة ما يثبت ذلك الأسلحة التي يستخدمونها والتي هي عبارة عن أسلحة خفيفة لكنها فتاكة وتتناسب مع الطبيعة الجغرافية و إصابة الهدف ومن هذه الأسلحة صواريخ الكورنيت التي تستخدم في تدمير دبابة الابرامز فخر الصناعات الأمريكية بالإضافة إلى الصواريخ قصيرة المدى، وغيرها من الأسلحة التي تستخدم في، حرب العصابات كما يتخذ المقاتل اليمني استراتيجية قتالية تجمع بين الحرب النظامية وحرب العصابات والأخيرة أكثر ما يتم استخدامها كونها أكثر استنزافا للجيش السعودي الذي يعتمد بدرجة رئيسيه على الحرب النظامية.
يعتمد المقاتل اليمني على أسلوب، المباغتة في اقتحام المواقع السعودية وصناعة الكمائن والألغام أثناء وجود زحوفات ناهيك عن اعتماده على عمليات القنص بأسلحة كندية متطورة حصلوا عليها كغنائم عند اقتحامهم لمواقع سعودية بالإضافة إلى الأسلحة المضادة للدروع هذا، بالإضافة إلى العقيدة القتالية التي تعد، السلاح الأقوى.
وإجمالا فأن تقدم قوات الجيش، واللجان الشعبية ، في جبهات ما وراء الحدود، رغم الترسانة العسكرية السعودية المتفوقة  وسلاح الطيران يؤكد، بأن العقيدة القتالية تلعب دورا كبيرا في ميدان المعركة ويضعنا أمام حقيقة مطلقة بأن المقاتل اليمني الذي استغل إمكانياته المتواضعة والبسيطة في مواجهة أكبر ترسانة عسكرية لم تتمكن من حماية حدودها يعد الأقوى والأشرس في العالم ويعترف بهذا الأمريكان وغيرهم ممن حاولوا غزو اليمن.

صحيفة رأي اليوم.

أضيف بتاريخ :2018/05/13

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد