آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. نبيل تمام
عن الكاتب :
استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة ، من البحرين

رزان النجار والحياد الطبي


د. نبيل تمام

وقفت بردائها الأبيض حاملة أدوات الإسعافات الأولية وبقلبها النابض بالشجاعة في الميدان، لتظهر للقناص الصهيوني الذي يتابع خطواتها الإنسانية تحاول جاهدةً إنقاذ الجرحى في الميدان، ليخترق قلبها رصاص الغدر الصهيوني، لتحلق في السماء شهيدة، هي الشهيدة المسعفة رزان النجار من غزة وفي أحد أيام الجمع المباركة بمسيرات العودة الكبرى، أثناء تأدية عملها التطوعي ضمن الطواقم الطبية سعياً لإنقاذ الأرواح.

يرتكز مفهوم الحياد الطبي على 3 أركان أولها القانون الدولي الإنساني ويهدف إلى حماية الأشخاص الذين يعانون من ويلات الحرب، وبحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر فالقانون يعني «مجموعة القواعد الدولية الموضوعة بمقتضى معاهدات أو أعراف، والمخصصة بالتحديد لحل المشاكل ذات الصفة الإنسانية الناجمة مباشرة عن المنازعات المسلحة الدولية أو غير الدولية، والتي تحد – لاعتبارات إنسانية – من حق أطراف النزاع في اللجوء إلى ما يختارونه من أساليب أو وسائل للقتال، وتحمي الأشخاص والممتلكات».

لذا وضعت جنيف مبادئها الأربعة والبروتوكولين الملحقين بها بشأن تحسين حالة الجرحى والمرضى من أفراد القوات المسلحة في الميدان، وتحسين حالة الجرحى والمرضى والغرقى من أفراد القوات المسلحة في البحار، إضافة إلى أسرى الحرب، ومبادئ حماية المدنيين في وقت الحرب.

أما الركن الثاني في مفهوم الحياد الطبي فهو القانون الدولي لحقوق الإنسان، وهو ما يعرف بالشرعية الدولية لحقوق الإنسان المكون من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (1948) والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية (1966) والبروتوكولين الملحقين.

والركن الثالث هو أخلاقيات مهنة الطب، والذي اختصره القسم الطبي منذ أبوالطب «أبقراط» الذي يؤكد ضرورة احترام الإنسانية والمهنة واضعاً من خلاله ميثاق شرف يسير عليه الأطباء في سلوكهم وتمت المصادقة عليه في المؤتمر العالمي الأول للطب الإسلامي، وتمثل أخلاقيات الطب مجموعة من القوانين واللوائح التي تم اكتسابها وتبنيها من قبل الهيئات الطبية على مدار تاريخ الطب استناداً للقيم الدينية والفلسفية والأخلاقية.

ما حدث هو استهداف مباشر ومتعمد للطواقم الطبية ويعد انتهاكاً صارخاً لمبادئ الحياد الطبي، ووجب على هيئات الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية التدخل لوقف هذه الانتهاكات في الأراضي المحتلة.

لصالح مدونة "صوت المنامة"

أضيف بتاريخ :2018/06/04

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد