آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. فضل الصباحي
عن الكاتب :
كاتب يمني

كيف أصبحت دماء اليمنيين رخيصة؟ كارثة مروعة ضحيتها 225 مدني في الحديدة


د. فضل الصباحي

إدانات دولية لجريمة الحديدة، ودعوات أممية لوقف الحرب فوراً!
فرنسا: ما حدث في الحديدة كارثة مروعة…
الأمم المتحدة:  كثيرون قضوا في الحرب التي تدور في اليمن ويجب أن تتوقف فوراً.
المندوب الأممي إلى اليمن غريفت: الحرب في تصاعد رغم كل الجهود والبحر الأحمر قد يصبح مسرحاً لها.
اليونيسف: تدعو إلى وقف فوري للهجمات على مرافق المياه والبنية التحتية المدنية في اليمن.

العالم يدين الضربات على المستشفى الجمهوري وسوق السمك في الحديدة بينما الأطراف اليمنية والخارجية تتبادل الاتهامات ولا يهمها تلك الأرواح البريئة التي سقطت؟ من العيب الاستخفاف بدماء اليمنيين الأبرياء هذا الأمر كبيـــر عند الله الإفراط في القتل والاستخفاف بأرواح الناس جريمة تهز عرش الرحمن وسوف تعصف بعروش البشر…ما حدث في مستشفى الثورة وسوق السمك في مدينة الحديدة يعتبــر كارثة يصعب وصفها بحق المدنيين الآمنين جريمة راح ضحيتها أكثر من 225 بين شهيد وجريح بحسب الهلال الأحمر … إنها جريمة تجاوزت كل الأعراف والأخلاق والقيم الإنسانية التي يؤمن بها البشر .. اتهامات متبادلة بين الأطراف ونسوا جميعاً ؛ بأن الحكم العدل في ذلك هو الله وسوف يَرَوْن ذلك أمام أعينهم فلا تستعجلوا عقاب الجبار المنتقم من كل الظالمين… مع الأسف كل جهة توجه الاتهام إلى الجهة الأخرى ناطق التحالف يقول: “لم نقوم بأي عملية تستهدف ‏الأبرياء داخل الحديدة في ذلك اليوم، ونحن مستعدين لتقديم كافة المعلومات، والخبراء لتوضيح ذلك، ويوجه الاتهام لأنصار الله “.

أنصار الله في صنعاء يوجهون الاتهام إلى طائرات التحالف، ويقولون بأن الأهالي المتواجدين في الأماكن التي تم استهدافها  شاهدوا و سمعوا أصوات الطائرات، ولديهم دلائل على ذلك.

حكومة هادي تتهم الحوثيين بأنهم أطلقوا الصواريخ على باب المستشفى من أماكن قريبة مثل معسكر الأمن المركزي، والدليل على ذلك أماكن سقوط القذائف.

تحليل الموضوع من وجهة نظر محايدة…

حكومة هادي تقول: جماعة أنصار الله أصبحوا منهارين ويبحثون عن مخرج بأي ثمن بعد التقدم الذي حققته القوات المشتركة في بعض المواقع، وهم محاصرين داخل مدينة الحديدة من كل الجهات؟ هذا يوضح لنا بأن الحوثيون يمرون بمرحلة صعبة، وليس من مصلحتهم قتل الأبرياء في مدينة الحديدة التي تحتضنهم في هذه الظروف التي تواجههم، وقد أبلغوا المندوب الأممي باستعدادهم الكامل للحوار ووقف الحرب والمحافظة على “مصالح السعودية والإمارات” في اليمن، وأعلنوا وقف العمليات العسكرية في البحر الأحمر حتى الخامس عشر من شهر أغسطس الجاري وهذه الخطوات تدل على حاجتهم إلى السلام ووقف الحرب.

التحالف ليس لديه أي مصلحة في ضرب المواطنين الأبرياء في الحديدة، وفي نفس اليوم الذي يجتمع فيه مجلس الأمن الدولي، خاصة، وَهُم متهمون بقضايا إنسانية وجرائم حرب، وتجاوزات كثيرة تم رصدها من قبل المنظمات الإنسانية والحقوقية التابعة للأمم المتحدة وغيرها في اليمن خلال سنوات الحرب الأربع على اليمن.

حكومة هادي: البيان الذي ألقاه مندوبها لدى الأمم المتحدة الدكتور احمد عِوَض بن مبارك أدركت بأنهم يتلاعبون بالجمل والكلمات ولا يبحثون عن حلول وهذا يضع علامة استفهام كبيرة النقطة الأولى: في حال توقفت الحرب وبداء الحوار فإن أغلب قيادات هادي سوف يصبحون خارج الحكم، ويفقدون المميزات المالية الكبيرة التي يحصلون عليها الآن؟

النقطة الثانية: ربما جماعة هادي قدمت معلومات مغلوطة لقوات التحالف تُفيد بتواجد قيادات حوثية مهمة في الأماكن التي تم استهدافها وهذا التحليل وارد ولكن ليس بشكل قطعي.  رأي آخر يقول:  ربما هناك “جناح آخر مستتر” يريد خلط الأوراق، واستمرار الحرب حتى يضعف الجميع ويستأثر هو بالحكم هذا الجناح متوغل مع كل الأطراف.

الخلاصة …

أولا : إذا كان الحوثيون هم من قاموا بضرب بوابة المستشفى فالحكم في ذلك يعود إلى عائلات الضحايا الذين لا شك قاموا برصد ومعرفة نوع الاستهداف هل هو بطائرة أم صواريخ من محيط الحديدة، أو قذائف مدفعية من داخل المدينة وتقديم الأدلة الواضحة.

ثانياً: إذا كانت قوات التحالف هي من قامت بذلك فإن الأقمار الصناعية لديها القدرة على قراءة عقول البشر والسيطرة على عقولهم كهرومغناطيسياً فكيف بطائرة حربية في منطقة مغلقة ومراقبة على مدار الساعة من قبل الأقمار الصناعية الأمريكية والروسية، وغيرها من الأقمار التي ترصد كل شي على وجه الأرض.

ثالثاً: بوجود لجنة تحقيق دوليــة محايدة نستطيع معرفة الحقيقة ، وكما حدث في الصالة الكبرى في صنعاء عندما شاهد المواطنين الطائرات تحلق وتضرب القاعة تم إنكار الحادثة حينها وبعد ذلك تم الاعتراف من قبل قوات التحالف التي وجهت اللوم على حكومة هادي التي قدمت معلومات وإحداثيات مغلوطة…

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2018/08/05

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد