محلية

د.#حمزة_الحسن: لا يوجد متورط بقتل #خاشقجي غير آل سعود

 

في ظل تضارب الأنباء حول اختفائه المفاجئ والذي شكل صدمة للرأي العام العالمي والمحلي، رأى الباحث الخبير السياسي د.حمزة الحسن أن "لا يوجد متورط في قتل الكاتب جمال خاشقجي غير آل سعود"، لافتا إلى أنه "(قد) يتورط آخرون في بيع دمه، وليس في قتله! .

 مضيفا أن "مشكلة خاشقجي رحمه الله أنه لم يدرك أن جهاز الاستخبارات الذي ارتبط به بنحو ما، قد بلغ حداً من الدموية والشراسة ليقتله هو. ولم يدرك كم هو نظام هش ذاك الذي يدافع عنه بحيث نظر إليه هو كخطر محدق!".

وتابع قائلا: إن "الصوت المنخفض لأردوغان بشأن خاشقجي بأنه (اختفاء)، وأن لديه توقعات إيجابية، يشير إلى مفاوضات سعودية تركية هي بنظري تراجع (أو تآمر). البارحة قتل وجثته موجودة، واليوم يحتمل أن يكون حيّا، وبعد الاتفاق سيقولون أنها ليست جثته واختفى! براءة للسعودية!"

في سلسلة تدوينات للخبير السياسي "الحسن" بموقع "تويتر" سلط الضوء على قضية خاشقجي إضافة إلى تاريخ "آل سعود" في حوادث مشابهة إذ سرد تلك الوقائع من خلال تجربته الشخصية التي عاصرت ذاك التاريخ، مفندا الإدعاءات القائلة إن السعودية لا يمكنها تصفية خاشقجي في قنصليتها وأنه ليس في مصلحتها فعل ذلك الجرم.

قال "الحسن": راقبوا رد آل سعود منذ اختفاء خاشقجي. فرحوا وأيدوا ثم هددوا المعارضين بمصير خاشقجي ثم نفوا بقاءه في القنصلية قبل أن ينفوا حتى دخوله إليها، ثم تعرضوا لخطيبته بأقذع ما يتصور، ثم اتهموا الحمدين وأردوغان، ثم خفضوا الصوت وحصوره في قطر، ثم اتهموا خطيبته التي فضحتهم بأنها مخابرات تركية!

وأضاف: آل سعود ليسوا أذكياء ولا عقلاء ولا تحركهم المصالح بالضرورة بل الأحقاد الشخصية في أكثر الأحيان. البعض لا يريد تصديق أن آل سعود يمكن أن يقتلوا #جمال_خاشقجي يفترضون أن النظام (ذكي) جدا وعبقري، فكيف يقوم بعملية أمنية حافلة بالأخطاء؟ معهم بعض الحق، فحساباتهم مبنية على افتراض خاطئ!

وتابع أنه "لو كان النظام ذكيا ما تورط في دم #جمال_خاشقجي بهذه الطريقة الغبية القذرة والشائنة والدموية. لو كان آل سعود أذكياء ما تورطوا في احتجاز رئيس وزراء دولة (الحريري) وأجبروه على الإستقالة من قناتهم العربية! لو كانوا أذكياء ما اشتعلت حرب اليمن ولا استمرت إلى الآن، وما حدثت أشياء كثيرة!".

*يعود الباحث والخبير السياسي "الحسن" أدراج ذاكرته إلى سجل التاريخ  في بداية الثمانينات ويسرد ..

"في ١٩٨١ كنا ثلاثة: الشاعر العراقي مظفر نواب، والمصري محمد العربي رئيس تحرير مجلة القومي العربي التي كانت تصدر من قبرص نتسامر، وكنت مجرد شاب في بداية العشرينيات من العمر. جاء الحديث عن ناصر السعيد رحمه الله، وخطفه. فروى مظفر نواب قصة خطفه هو الآخر من اليونان!

أقام مظفر نواب في اليونان، وزار صديقه المقرب جدا ذات مرة، وقدم له شرابا، أحسّ بأن فيه مخدراً، فتظاهر بأنه قد نام بفعل التخدير. وانفتح الباب ليدخل مجموعة من مخابرات صدام ليعدّوا طريقة شحنه إلى بغداد. يقول مظفر أن جسده لا يستجيب للتخدير لإفراطه في الشراب.

انتهز فرصة غفلتهم عنه، وانشغالهم بالصناديق، فقفز من الشباك ثم فوق السور، وولّى هارباً. بعدها اضطر إلى العودة من جديد إلى بلاد العرب أوطاني (سوريا أو ليبيا لا أذكر) بعد أن تركهما من أجل متنفس للحرية! عاد مظفر عصفوراً بعد سقوط صدام ليمضي السنوات الأخيرة من حياته!

في ذات العام ١٩٨١قادتني الأقدار إلى منزل المرحوم ناصر السعيد، بمعية أحد الأخوة. التفت إلى بناته وإلى ابنه جهاد، والأفكار تتلاطم برأسي حول اختطاف والدهم. مشهد العائلة كان مؤلما لم يفارقني إلى اليوم. لا أتذكر أي حديث جرى غير تراثه المكتوب ولم أكن المتحدث!

بقي التواصل بين زوجة ناصر السعيد والأخوة بتقطّع، بالرسائل المكتوبة حيناً، أو عبر فلان إلى فلان إلى علان. انتقلت العائلة إلى ليبيا، وكنت اسأل من أعرفه عن حالهم وكلي ألم، وقد فجر اختطاف ومقتل #جمال_خاشقجي ذكرياتي هذه. في ٢٠٠٥ علمت أن جهاد قد تخرج من كلية الطب، وأنه طبيب!

عام ١٩٨٢، أمضيتُ بضعة أيام تقرب أسبوعاً برفقة المرحوم (؟؟؟) رخا الدليم، من حائل. ذكره ناصر السعيد في كتابه، وكان قد قاتل مع المقاومة الفلسطينية في عملية داخل الكيان المحتل، وأصيب برصاصة وتم اعتقاله. تعلم العبرية أو بعضها، ثم جرت أول عملية تبادل أسرى كان أحدهم

كتبتُ بعض مذكرات رخا الدليم، ولا أعلم أينها أو أين وضعتها حتى الآن. انقطع التواصل بيننا، قبل أن أُفجع باعتقاله في سجن عربي ثوري! زرته، فوجدته شبه فاقد للذاكرة، وخرجت من عنده باكيا، وكتبت منفّساً عما بداخلي عن (العندليب الأسمر)، فقيل لي أن العندليب شخص آخر!

من لا يختطفه آل سعود يختطفه الردى! لا أعلم أن كان رخا الدليم حياً أم ميتاً، ولكني أميل إلى وفاته. كان مع رخا في معتقله مسعودون جنائيون يزورهم وفد من السفارة بانتظام، إلا رخا! وكان الجنائيون يخشونه إرضاءً لولاة أمرهم أو خوفا من أولئك الولاة الأوباش! قصة #جمال_خاشقجي اقتحمتني!

قصة خاشقجي فاجأتني..

بداية التسعينيات التقيت عدة مرّات في لندن وفي منزله بدمشق بالروائي الكبير عبدالرحمن منيف رحمه الله! كان يعرف آل سعود أفضل منّي، وكان شديد الحذر. قلت له ذات مرة ونحن نشرب القهوة: ما بالكم انتم الشيّاب، المناضلون القدامى، تضخّمون قوة آل سعود بحيث احتلوا ذاكرتكم؟

قلت له: آل سعود ليسوا بالقوة التي تتحدثون عنها أو تحذرونها؟! رد علي بأنه لا يتحدّث عن قوتهم، بل عن الوحشية والدموية التي يمكن أن يصلوا إليها خاصة أن شعروا بالضعف. وأضاف بأنني لازلتُ شاباً ولم أعرفهم جيدا. مستوى إجرامهم لازال يفاجؤني رغم زعمي فهمهم. قصة #جمال_خاشقجي فاجأتني

بين ١٩٩٤ -١٩٩٥ حاول آل سعود كسب عبدالرحمن منيف، وتدخل أحد أفراد أسرته ليقنعه بالعودة. اختبرهم. قال:أعطوني جواز سفري. قالوا: حاضرين؛ تعال استلمه من السفارة (دمشق)! قال: أرسلوه لي! قالوا لا نفعل! قال مسؤول:آتيك وآخذك بطائرة خاصة وأحميك! لم يصدقهم ورفض ومات في المنفى!

اختطف آل سعود عبر (عبدالعزيز بن فهد) والشيخ صالح آل الشيخ من قصر الملك فهد بجنيف، الأمير سلطان بن تركي بن عبدالعزيز آل سعود. خدّروه وشحنوه، وكاد يموت. استطاع أبوه أن ينتزع موافقة لخروجه من أجل العلاج في أمريكا ثم أعيد إلى الحظيرة.

لو لم يصمت الغرب على إجرام آل سعود وخطفهم، لما جرى اختطاف ثلاثة أمراء آخرين في العهد السلماني المشؤوم. وهذا شجعهم مرة أخرى على خطف وقتل #جمال_خاشقجي الذين يعتقدون بأن ما جرى لخاشقجي ليس سلوكاً سعوديا جهلة بتاريخهم أو من العاملين معهم إعلاما ومخابرات".

أضيف بتاريخ :2018/10/08

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد