دولية

بلومبيرغ: #أردوغان يقوم بتحركه الأكبر والأكثر خطورة ضد #السعودية


نشر موقع "بلومبيرغ" تقريرا أعده بنجامين هارفي وسليكان  هاكغولو جاء فيه  أن الرئيس رجب طيب أردوغان يقوم بأكبر تحرك على المستوى الدولي ويحاول قطع الطريق على الملك المقبل للسعودية.  

ويقول الكاتبان إن أردوغان وبشكل علني وضع نفسه ضد ولي العهد السعودي البالغ من العمر 33 عاما الذي لا يجد حرجا من استخدام سلطته. ولو استطاع الصمود أمام موجة الغضب العالمية بسبب مقتل الصحافي جمال خاشقجي فسيحافظ على العرش ولعقود مقبلة.

و بحسب ترجمة "القدس العربي" للمقال: أظهر الأتراك غضبهم بشأن ما جرى في 2 تشرين الأول (أكتوبر) عبر عدة طرق منها: التسريب الانتقائي إلى الإعلام ومنظور إحراج من الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي للسعودية. والأمل حسب مسؤول تركي عارف بالأمر هو أن يقوم الرئيس دونالد ترامب الذي يواجه الجريمة البشعة في اسطنبول بالضغط على الملك العجوز بتغيير ولي العهد واستبداله بآخر.  إلا أن هناك مشكلة في هذا السيناريو هو أن محمد بن سلمان راكم سلطات لا يستطيع حتى والده الإطاحة به. وهذا هو تقييم المسؤولين داخل الحكومة الأمريكية، حسب مسؤول أمريكي طلب عدم الكشف عن اسمه.

ويقول إن مقامرة أردوغان قد تنتهي بخلق عدو له طوال الحياة. وتساءل جيمس دورسي، المحلل في شؤون الشرق الأوسط في جامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة "كم سيظل اردوغان يلوح؟"، و "يبدو لي أن أردوغان يخاطر بخسارة الأخلاقية العليا في ظل سجله بشأن القضاء وفرض القانون".

ويضيف الكاتبان إن جمودا طويل الأمد في العلاقات بين تركيا والسعودية القائم على العداء الشخصي بين زعيمي البلدين سيترك آثاره العميقة على البلدين وليس العلاقة بينهما. وكلا البلدين يعتبر حليفا مهما للولايات المتحدة. وتأتي أهمية تركيا كونها سوقا حرة قيمته 800 مليار دولار وديمقراطيتها العلمانية وجيشها الذي يعد ثاني أكبر جيوش حلف الناتو بعد جيش الولايات المتحدة. أما تأثير السعودية فنابع من كونها مركز الإنتاج العالمي للنفط ولمكانتها الدينية.

وكانت مديرة المخابرات الأمريكية-سي آي إيه- جينا هاسبل قد زارت تركيا واستمعت حسب تقارير صحافية للشريط المسجل لمقتل خاشقجي. ولم يتحدث البيت الأبيض عن التقرير الذي قدمته هاسبل للرئيس سوى أنها أعلمت ترامب بما أجرته من محادثات مع نظرائها الأتراك. ويعتبر موقف ترامب مهما فهو من صادق على الأمير وتبناه واستقبله في آذار (مارس) 2017 في البيت الأبيض. وهمش بهذه الطريقة ولي العهد في حينه الأمير محمد بن نايف. وجاءت زيارته إلى السعودية بشكل منح صورة أن المملكة هي مركز استراتيجيته في الشرق الأوسط لمواجهة إيران.

وتقول أماندا صولات، الزميل الباحثة في معهد بروكينغز في واشنطن "فكرة ضغط ترامب على الملك لتغيير ولي عهده فيها مخاطرة وذلك في ضوء الاستثمار الذي استثمرته الإدارة في العلاقات".

مشيرة إلى أن تعامل ترامب مع الأزمة متساوق مع طريقته في التعامل مع أزمات أخرى: تحويل الأزمة للكونغرس. وأشار التقرير إلى تقبل ترامب للرواية السعودية وأنها من تنفيذ قتلة مارقين وعاد هذا الأسبوع إلى الكونغرس في مسألة خاشقجي حيث يطالب بعض السيناتورات بعقوبات على السعودية. لكنه ظل وطوال الأزمة متمسكا بعقود السلاح محذرا من أن السعوديين سيلجأون للصين وروسيا بطريقة تضر بأمريكا.

 وفي الوقت الذي جعل فيه ترامب السعودية مركزا لسياسته في الشرق الأوسط يأمل أردوغان في استثمار العلاقة مع أمريكا وتحسينها خاصة بعد الإفراج هذا الشهر عن القس أندرو برنسون من السجن التركي.

 وشهدت العلاقة التركية-السعودية توترا خاصة بين عناصر في العائلة المالكة بعد ثورات "الربيع العربي" ودعم أنقرة لها فيما حاولت السعودية وحلفاؤها الوقوف أمام هذه الموجات. ولكن صعود محمد بن سلمان كانت علامة جديدة عن تدهور سيئ خاصة بعدما زاد من قمعه للإسلاميين وحصاره لقطر حليفة تركيا.

وتعافت العلاقات بين تركيا والسعودية في ظل سلمان وولي عهده في ذلك الوقت الأمير بن نايف، الذي زار أنقرة في أعقاب المحاولة الفاشلة ومنح أعلى الأوسمة للجمهورية التركية، إلا أن هذا الترحيب لم يحظ به بن سلمان الذي يتهمه المسؤولون الأتراك الآن بقتل خاشقجي.

 ورغم تحميل بعض المسؤولين ولي العهد المسؤولية إلا أن تركيا لا تسعى لتغيير النظام في الرياض. ولو قادت التحقيقات إليه "فهذه مشكلته" كما يقول مسؤول. ويذكر التقرير أن أردوغان راهن في السابق على القضايا الإقليمية وخسر، خاصة سوريا التي تنبأ رئيس وزرائه أحمد داوود أوغلو برحيل رئيسها.

وكانت أكبر رهاناته هي في مصر حيث دعم الرئيس محمد مرسي قبل أن يطيح به انقلاب عام 2013. وأدى وقوفه مع قطر عام 2017 لجعل تركيا هدفا للتحالف الذي تقوده السعودية ضدها. وربما كان موقفها الحالي من مقتل خاشقجي مختلفا.

فبحسب نيكولاس دانفورث من مركز السياسات التابع للحزبين في واشنطن ظن أردوغان أنه بدون رد قوي على مقتل الصحافي "فإنه يبدأ سابقة خطيرة وهي السماح لـ "م ب س" فعل ما يريد والإفلات". و "يحاول أن يظهر أن تركيا حتى لو كانت معزولة وتواجه أزمة اقتصادية فهي ليست ضعيفة بدرجة تسمح لمثل هذا الأمر أن يمر بدون جواب".

أضيف بتاريخ :2018/10/27

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد