آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
إبراهيم السليمان
عن الكاتب :
كاتب سعودي

‏ماجد الحقيل «أبيك بكلمة»


إبراهيم السليمان

معالي الوزير منذ توليك لمنصب وزير الإسكان اتجهت كل الأنظار إليك ولما ستقدمه من حلول لقضية شائكة لطالما أرهقت كاهل شريحة كبيرة من المواطنين ، وعندما استهليت مشوارك الوزاري بإجتماعك الشهير الذي اتهمت فيه فكر المواطن بأنه المتسبب في تفاقم أزمة الإسكان وضرورة تغيير ذلك الفكر السائد في المجتمع والنمطية التي إعتادها الأباء والأجداد كي نواكب المرحلة الجديدة من نمط الحياة وتكاليف معيشتها واحتياجاتها الفعلية والتغلب عليها ، لا أخفي عليك بأني أعجبت بها كثيراً واستبشرت بها لأنها واقع فرض نفسه في زمن تبدلت فيه المعايير رغم تعرضك حينها لسخط المجتمع وسخريته آنذاك ، لكن الوقت يمضي سريعاً يامعالي الوزير في القضايا المرتبطة بهموم المواطنين ولايرحم صاحبها ، ولم يترك لي ذلك خياراً غير طي صفحة ذلك الإعجاب ومصارحتك بأنك حتى الساعة لم تقدم أية حلول واقعية تحاكي ذلك التنظير الجميل الذي أطلقته ، وبأنك لازلت بعيداً كل البعد عن تطبيقه وسد احتياجات المواطنين ممن استنزفت جيوبهم الإيجارات المرتفعة دون أن تحل أزمة الإسكان أو جزء منها ، واكتفيت بمداعبة البنوك من خلال الترويج للفوائد المرتفعة ودغدغة مشاعر تجار العقار وطمئنتهم بإنتعاش السوق العقارية في قادم الأيام ، حيث لازالت عقلية تاجر العقار مسيطرة عليك ، وأود أن أذكر معاليك بأنك مكلف لخدمة المواطنين ممن علقوا آمالهم عليك واستبشروا خيراً بقدوم عقلية شابة شهد لها الجميع بالكفاءة وإتقان فنون الإسكان ، والذي عقد عليه الكثير من البسطاء آمالهم بحدوث نقلة نوعية في إدارة الوزارة وتطوير برامجها لتحقيق الأهداف المنشودة ، فالمواطن البسيط لاتعنيه الدورات الإقتصادية وانتعاشها وتعقيدات السوق العقارية بقدر مايعنيه تحقيق حلم امتلاك مسكن يأويه ويحميه وأسرته من عواصف الدهر وتقلبات الحياة ، ولعلي هنا من محبتي لك وثقتي بفكرك همست لمعاليك بصوت مرتفع عن معاناة المواطنين وأن المؤتمرات وكثرة التصريحات المطاطة وإطلاق بالونات الاختبار لن توفر سقف تستظل تحته تلك الأسر التي أرهقتها تكاليف الحياة ولن تنتشلها من جشع تجار العقار وغلاء المساكن والأراضي الصحراوية التي تقبع في صحارينا القاحلة ، وليعلم معاليك بأن الكثير من المواطنين لازالوا يراهنون على نجاحك شريطة أن تتخلص من عقلية التاجر الذي يريد تسويق عقاراته بربح وأن تتقمص شخصية المواطن الكادح المحتاج لتشعر بمعاناته وتسرع عملية الإنجاز.

 

الرأي العام الكويتية

أضيف بتاريخ :2016/02/21

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد