خليجية

الغارديان: قضية #حكيم_العريبي اختبار حقيقي للسياسة الجديدة لـ #الفيفا في مجال حقوق الإنسان

 

صرّح لاعب كرة القدم البحريني حكيم العريبي أن السلطات التايلاندية احتجزته على خلفية "إخطار أحمر" من قبل الإنتربول هز عالم الرياضة، و "الإخطار الأحمر" هو طلب تحديد مكان الشخص واعتقاله مؤقتًا بانتظار تسليمه. وفقا لترجمة مرآة البحرين، للمقال.

وقد وثّقت هيومن رايتس ووتش إساءة استخدام "الإخطار الأحمر" من قبل الصين والدول الأخرى بسبب الاعتقالات ذات الدوافع السياسية وغير المشروعة. وفي أحدث تحول للقصة، يقول مدير دائرة الهجرة في تايلاند الآن إن البحرين طلبت القبض على اللاعب قبل وصوله إلى تايلاند، ما يشير إلى أنه كان تحت المراقبة حتى في أستراليا. وعلى الرغم من أن الإنتربول قد ألغى الإخطار، إلا أن العريبي لا يزال في مركز احتجاز تايلاندي، ويواجه الترحيل الوشيك إلى البحرين، حيث قد يتعرض لخطر السجن والتعذيب.

وللاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) القوي قواعد واضحة بشأن حقوق اللاعبين وحقوق الإنسان والمدافعين عن حقوق الإنسان ولديه القدرة على منع لاعب كرة القدم اللاجئ من العودة القسرية إلى البحرين. وهذا يعني أن قضية العريبي هي اختبار حقيقي للسياسة الجديدة للفيفا في مجال حقوق الإنسان: فهل ستقف الفيفا مع لاعب كرة القدم وتدافع عنه ضد المنتهكين الأغنياء والأقوياء لحقوق الإنسان، مثل الحكومة البحرينية؟

في العام 2012، صرّح العريبي بأن السلطات البحرينية اعتقلته وعذبته أثناء الاعتقال، وذلك بسبب النشاطات السياسية لأخيه. وفي العام 2014، حُكِم على العريبي غيابيًا بالسجن لمدة 10 سنوات بتهمة تخريب مركز للشرطة -وهو ما ينفيه، مشيرًا إلى أنه في وقت الجريمة المزعومة، كان يشارك في مباراة متلفزة مع نادي الشباب لكرة القدم في البحرين.

وقال العريبي لصحيفة النيويورك تايمز إنهم "عصبوا عينيّ"، ووصف التعذيب الذي تعرض له على أيدي مسؤولين بحرينيين في العام 2012: "لقد احتجزوني بشدة، وبدأ أحدهم يضربني على ساقي بقسوة، قائلًا: "أنت لن تلعب كرة القدم مرة أخرى. سندمر مستقبلك".

هرب العريبي إلى أستراليا في العام 2014، حيث مُنِح اللجوء في العام 2017، وهو يلعب الآن كرة القدم لنادي  باسكو فالي الشبه احترافي في ملبورن. عندما كان العريبي مع زوجته في عطلة في تايلاند الشهر الماضي، تم توقيفه في مطار بانكوك وهو الآن يجد نفسه في معركة شد حبل بين أستراليا والبحرين. وتأتي تايلاند في منتصف هذه المعركة. ومصير العريبي في يديها، ويمكن للفيفا أن تؤثر على قرارها -ولكنها [تايلاند] لم تستجب لطلب هيومن رايتس ووتش بإصدار بيان حول قضيته.

وكان العريبي قد انتقد الرئيس الحالي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، خصوصًا خلال ترشحه لرئاسة الفيفا في العام 2016، داعيًا إلى إجراء تحقيقات بشأن سجن وتعذيب الرياضيين البحرينيين الذين احتجوا سلميًا ضد حكم عائلته في مظاهرات الربيع العربي في العام 2011.

الشيخ سلمان هو أيضًا نائب رئيس الفيفا. وتنص المادة 3 من قانون الفيفا، وهو دستور المنظمة، على أن "الفيفا تلتزم باحترام جميع حقوق الإنسان المعترف بها دوليًا، وتسعى إلى تعزيز حماية هذه الحقوق".

 وتقول سياسة حقوق الإنسان في المنظمة أيضًا إنّ "الفيفا ملتزمة بالمساعدة على حماية حقوق لاعبي كرة القدم وستقوم باستمرار بتقييم القوانين والإجراءات القائمة، وإذا دعت الضرورة، النظر في اتخاذ تدابير إضافية ... " بالنظر إلى ما حدث مع المنتقدين السياسيين السلميين الآخرين للخليج، تحتاج الفيفا إلى القيام بتدخل عاجل لمساعدة العريبي على تجنب العودة القسرية إلى البحرين حيث يواجه خطر الاضطهاد. نتيجة مثل هذه القضية يجب أن تشكل مصدر قلق عميق للفيفا.

 فوفقًا لتقرير صادر عن منظمة العفو الدولية ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، فإن علي هارون، آخر معارض بحريني أعيد إلى وطنه من تايلاند، تعرض "للضرب المبرح، وتقييده بالأصفاد ووضعه في كرسي متحرك قبل إعادته قسرًا في رحلة إلى البحرين ... وأفادت تقارير لاحقة  صادرة عن منظمات حقوقية بحرينيةووسائل إعلامية إلى أن هارون أصيب بجروح بالغة قبل وصوله إلى البحرين وتم نقله إلى المستشفى عند وصوله".

هذه القضية تشبه بشكل صارخ [قضية] العريبي. وكالعريبي، كان هارون ناقدًا سلميًا للحكومة البحرينية، وقد تم تسليمه من قبل السلطات التايلندية بناءً على مذكرة اعتقال "إخطار أحمر" الصادرة عن الإنتربول. علاوة على ذلك، هناك أسباب كثيرة للخوف من أن المحاكم التايلاندية وسلطات الهجرة لن تحمي حقوق العريبي. 

و فشلت تايلاند منذ مدة طويلة في احترام مبدأ "عدم الإعادة القسرية" الملزِم قانونًا، حيث يحظر على الدول إعادة فرد إلى بلد حيث يواجه التعذيب أو غيره من الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان.

وقد وثّقت هيومن رايتس ووتش قيام السلطات التايلاندية في الأعوام الأخيرة بإعادة عدد من اللاجئين وطالبي اللجوء بشكل قسري، بما في ذلك إرسال 100 من الإيغور -وهم أقلية تركية ذات غالبية مسلمة - إلى الصين، حيث يواجهون الاضطهاد ومعسكرات الاعتقال. لا ينبغي أن تكون نهاية لعبة حكيم العريبي العودة القسرية إلى البلد الذي هرب منه. تحتاج الفيفا إلى استخدام صوتها  للدفاع عن هذا اللاعب قبل فوات الأوان.

أضيف بتاريخ :2018/12/07