آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. عبد المحسن يوسف جمال
عن الكاتب :
كاتب ومؤلف كويتي

عودة أميركا للاتفاق النووي

 

عبدالمحسن يوسف 

ماذا تفعل يا بومبيو؟
سؤال تهكمي أخذ يتسع طرحه في الولايات المتحدة بعد أن تبين عدم حكمة السياسة الخارجية في عهد الرئيس ترامب.. وهل أضحى الموقف الأميركي في العالم إثارة المشاكل أكثر من القدرة على حلها، ثم الانسحاب من المواقع الساخنة وإدارتها من بعد؟! وبالتالي، فإن دعوة وزير الخارجية الأميركي لاجتماع كبير يرسم إستراتيجية جديدة للشرق الأوسط هو إعلان فشل للخطط الأميركية السابقة وليس وجود فرصة جديدة.

ومن ملامح هذه الإستراتيجية التي يريد بومبيو تسويقها العمل على إبقاء إسرائيل قوية، ومحاصرة إيران لإجبارها على الجلوس مع الأميركان للتفاوض من جديد.. وأميركا في سعيها هذا ستحاول إيجاد صراعات جانبية، ومنها عربية – عربية، والطلب من المجتمعين تناسي خلافاتهم لتطبيق هذه الخطط المستقبلية.. ولعل الخلاف التركي المصري، والخلاف الخليجي، إحدى أجندات ما قبل هذا الاجتماع.

بينما يرى بعض المراقبين أن هذا المؤتمر قد يكون رسالة لإيران لإرغامها على التفاوض غير المشروط مع أميركا، بينما ترى إيران أن ذلك ضعفا من أميركا التي فقدت أصدقاءها الأوروبيين حين أعلنت خروجها من الاتفاق النووي، وبالتالي فإن إيران في موقف «قوة سياسية» ما دامت أوروبا مستمرة في هذا الاتفاق، وأن هذا المؤتمر لن يكون إلا إحدى أدوات القوة الناعمة التي تحاول أميركا استخدامها ضد إيران بدلا من القوة الصلبة التي لن تخوضها في المستقبل القريب، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار الاصطفاف الروسي والصيني في أكثر من ملف ملتهب في الصف الإيراني، وما التواجد الروسي في سوريا والتصويت المزدوج في مجلس الأمن إلا جزء منه.. ويتساءل السياسيون الأميركان ما الذي يجعل الولايات المتحدة تلجأ إلى حشد مؤتمر دولي بهذا الحجم لمحاصرة دولة من العالم الثالث؟! أما المتشائمون من هذا الاجتماع ومنهم عرب، فيرون أنها رسالة غير موفقة من الأميركان للإعلان بطريقة غير مباشرة أن إيران أصبحت لاعبا رئيسيا في منطقة الشرق الأوسط، وهي رسالة تنسف أهداف المؤتمر من أساسه، وهو يتناقض مع عودة أو إعادة سوريا «حليفة إيران» إلى الجامعة العربية والتي أُخرجت منها بسبب علاقتها مع إيران!

ثم كيف يراد من العرب تفهم إعلان أميركا القدس عاصمة لإسرائيل، وقرب الاعتراف بضم الجولان السورية المحتلة لها! فهل تستطيع أميركا التعامل مع العالم بأوراق محروقة.

ومن هنا جاء تصريح عضو الكونغرس السابق والعضو الحالي في مجلس العلاقات الخارجية جيمس تشارلز بأن الرئيس ترامب سيعود إلى الاتفاق النووي قريبا.

جريدة القبس الكويتية

أضيف بتاريخ :2019/01/20

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد