التقارير

#تقرير_خاص: من جديد.. الأمريكيون يترفعون عن #السعودية والهدف "تهدئة الرأي العام" فقط

 

محمد الفرج

تتوالى تبعات قضية قتل الرياض للصحفي السعودي جمال الخاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول، وتتوالى معها قرارات تثبت تذبذب موقف حلفاء المملكة حيالها.

حيث سعت الولايات المتحدة الأمريكية في الفترة الأخيرة وتحديداً بعد مقتل خاشقجي، وحربها المستمرة في اليمن إلى اعتماد خطاب إعلامي جديد بخصوص تعاملها مع المملكة السعودية أهم حلفاء أمريكا في المنطقة، خصوصاً وانها تتعرض اليوم الى انتقادات كبيرة من جهات ومنظمات مختلفة داخل وخارج الولايات المتحدة، وقد وجه الرئيس الأمريكي في وقت سابق انتقادات حادة للسعودية دون أن يتعرض بشكل مباشر إلى ولي العهد محمد بن سلمان، الرجل الأقوى في المملكة والذي تشير الكثير من المعطيات إلى مسؤوليته المباشرة عن مقتل خاشقجي.

واليوم، يسعى مشرعون أميركيون من الحزبين الجمهوري والديمقراطي من جديد لتمرير قرار ينهي دعم بلادهم للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، مع احتمال وجود فرصة للنجاح أكبر مما حالفت إجراء مماثلاً وافق عليه مجلس الشيوخ مسبقاً.

وحدث ذلك ذلك في 24 تشرين الأول من العام الماضي، عندما طرح المشرعين الجمهوريين والديمقراطيين مشروع قانون في المجلس من شأنه أن يوقف معظم مبيعات الأسلحة للسعودية رداً على مقتل خاشقجي والحرب على اليمن.

إذ يسعى الديموقراطيون في مجلسي الشيوخ والنواب للضغط على الرئيس الأمريكي لفرض عقوبات على المملكة العربية السعودية، وعلى ولي العهد محمد بن سلمان، مع دعوات لمواجهة عواقب مقتل خاشقجي بلغت إلى حد المطالبة بطرد السفير السعودي من واشنطن بعد أن اعترفت المملكة رسميا بالجريمة. 

وأبعد من ذلك، برزت دعوات لاستجابة جماعية من قبل الولايات المتحدة والدول الحليفة، بريطانيا وفرنسا وألمانيا وغيرها، لفرض عقوبات قوية على السعودية إذا أثبتت التحقيقات أن محمد بن سلمان يقف وراء مقتل خاشقجي، أو أي مسؤول سعودي آخر.

فحرب المملكة على اليمن، وعملية قتل خاشقجي أحرجت أصدقاء المملكة في الولايات المتحدة، كما أنها أضرت كثيراً بسمعتها حول العالم ورسمت صورة مغايرة للمملكة التي يقودها بن سلمان، وسط تزايد الأدلة على مسؤولية ولي العهد السعودي والأصوات المعارضة له في الكونغرس.

ومع ذلك، يبدو أن التصريحات الأخيرة من قبل بعض الشخصيات في الولايات المتحدة بخصوص المملكة العربية السعودية، هي مجرد تصريحات إعلامية من أجل تهدئة الرأي العام الأمريكي، فالعلاقات بين الولايات المتحدة السعودية هي علاقة مصالح متبادلة وتحالفات، حيث أن الرياض اليوم وفي ظل الظروف والصرعات الحالية التي تشهدها المنطقة، بحاجة ماسة إلى أمريكا، كما أن واشنطن أيضا تحتاج هذه العلاقة في منطقة الشرق الأوسط، من أجل حماية مصالحها وتوسيع نفوذها على الطاقة ومواردها وتعزيز أمن الاحتلال الإسرائيلي ومنع التأثير المتزايد لإيران في المنطقة.

أضيف بتاريخ :2019/01/30