التقارير

تقرير خاص: "غناء في #القطيف" وخبير ترصد ردة فعل الشارع


وردة علي.. 

حين ننظر بعين الواقع فأن لكل مجتمع ثقافته الخاصة، لا سيما الدينية منها، وحين يتمسك مجتمع بثقافته ومبادئه، وعقيدته، هذا لا يعني إنه ضد التطور، أو ضد الفن، كما يتصور البعض.

في العقيدة الإسلامية هناك إيمان بوجود طعام حلال و آخر حرام، وليس ثمة مشكلة في فهم هذه المسألة، فالطعام الذي يتغذى به الإنسان، ينعكس أثره على أخلاقه وسلوكه، ومن هنا أيضا فأن الفن به من الحرام والحلال.

في بادرة جديدة اعتبرها الكثير من أبناء منطقة القطيف تعارض ثقافة المجتمع المُحافظ، تنطلق ضمن موسم الشرقية التي تستمر حتى 30 مارس 2019، حفلات غنائية يُشارك فيها المُغني نبيل شعيل، وحاتم العراقي، والمُغنية أصالة، و مطرف المطرف.

جدل على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.

صحيفة خبير الإلكترونية تتبعت ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي، ورصدت غالبيتها في برنامج "الواتساب"، وجدت حالة من الاستياء كبيرة.

عبر بعضهم عن رفضه بقول: شهر رجب هو من أشهر العبادة لدينا، وهو من الأشهر الحُرم الأربعة التي خصها الله بالذكر، ونهى عن الظُّلم فيها تشريفاً لها. كما يُصادف مُناسبات دينية وفقا للمذهب الشيعي، الذي يُحيي مُناسبات أهل البيت "عليهم السلام" المختلفة، وهذا يُعد جرح لمشاعر أهل المنطقة.

وتساءل آخرين عن سبب  اختيار القطيف للحفلات الغنائية عن غيرها من المناطق؟ 

فيما قال آخرون: من الحكمة النظر إلى المكان والزمان، المكان منطقة مُحافظة، لها تقاليدها وعرفها وفكرها، أما الزمن فهو شهر عبادة، وإقامة مثل هذه الحفلات الغنائية لا يتناسب مع الطبيعية الزمكانية.

بن باز: الأغاني والمطربين والمطربات من سبل الفساد والتخريب لا من سبل الإصلاح والتعمير.

مهتمة بالشأن الداخلي في القطيف طلبت عدم ذكر اسمها لدواعي أمنية، تقول في حديث لها مع "خبير"، المشكلة في السلطات السعودية لم تعد لديها ذاكرة بما يكفي، تُناقض نفسها بنفسها، خصوصا بعد تولي ولي العهد محمد بن سلمان الذي يظهر نفسه كمصلح.

تتابع قولها: لو تصفحنا موقع الشيخ ابن باز، أو بحثنا في جوجل، سنجد هذا العنوان في موقعه "حكم الأغاني في الإسلام".

وتضيف المهتمة بالشأن الداخلي: جاء تعليق ابن باز ردا على ما كتبته بعض الصحف المحلية عن بعض الكتاب من الدعوة إلى تزويد الإذاعة السعودية بالأغاني والمطربين المشهورين والمطربات المشهورات، يقول: "أيها القارئ الكريم إن الإذاعة في حد ذاتها أداة ذات حدين إن أحسنت استعمالها فهي لك، وإن أسأت استعمالها فهي عليك". 

يُتابع ابن باز "ولا شك أن الواجب في نفس الأمر شرعاً وعقلاً أن تكون هذه الأداة أداة تعمير وتوجيه وإرشاد إلى ما ينفع الأمة في الدين والدنيا، ولا يجوز بوجه من الوجوه أن تكون أداة تخريب وإفساد وإشغال للأمة بما يضرهم ولا ينفعهم". 

"ولا ريب أيضاً عند ذوي العقول الصحيحة والفطر السليمة أن تزويد الإذاعة بالأغاني والمطربين والمطربات من سبل الفساد والتخريب لا من سبل الإصلاح والتعمير و يا ليت هؤلاء الذين دعوا إلى التأسي باليهود وأشباههم في الأغاني ارتفعت همتهم فدعوا إلى التأسي بهم في إيجاد المصانع النافعة والأعمال المثمرة، ولكن ويا للأسف انحطت أخلاق هؤلاء ونزلت همتهم حتى دعوا إلى التأسي بأعداء الله وأعداء رسوله وأعداء المسلمين عموماً والعرب خصوصاً في خصلة دنيئة من سفاسف الأخلاق وسيئ الأعمال، بل من الأمراض المخدرة للشعوب والسالبة لحريتها وأفكارها، والصارفة لها عن معالي الأمور ومكارم الأخلاق".

وتوضح المهتمة بقولها: هم يُريدون إلهاء المجتمع عن القضايا الكبرى والمهمة بالنسبة للشعب، يُريدون أن يصمت الشعب بأي وسيلة كانت، أن يقبل الشعب بمجالس الطرب و الغناء واللهو، ظنا منهم سيقبل الشعب المُحافظ ببعض ترفيه.

**رهان المجتمع المُحافظ ينتصر أم الحفلات الغنائية؟!

من جانب آخر تواصلت على مواقع التواصل دعوات المقاطعة للحفلات الغنائية بكونها لا تتناسب مع ثقافة المجتمع والتزامه الديني.

**أي مجتمع في كل العالم ستكون غالبيته ترفض أن يُقام وسطه ما يتنافى مع معتقده وثقافته.

ورصدت "خبير" على برامج التواصل الاجتماعي رهان على الحضور في الحفلات الغنائية، وهل الثقافة الدينية وطبيعية المجتمع المُحافظ في القطيف والأحساء هي التي ستنتصر، أم الحفلات الغنائية. 

وقال شخص لصحيفة خبير الإلكترونية، تحتفظ خبير بنشر اسمه لدواعي أمنية، "نحنُ لا ندعي بأننا مجتمع ملائكي، أو مجتمع مختلف عن باقي العالم، نعم هناك في المجتمع من يُرحب بهذه الحفلات، وهذا شيء طبيعي جدا، في المُقابل هناك من يرفض مثل هذه الحفلات الغنائية.

يُتابع قوله: هناك من يصف شريحة كبيرة من المجتمع بأنها ضد الفن، وهذا غير صحيح، المجتمع مُحب للفن بكل أنواعه، ولديه قابلية لإقامة الأمسيات الفنية المختلفة، لكن هناك خلط بين الفن واللهو والطرب، وأي مجتمع مُحافظ ستكون غالبيته ترفض أن يُقام وسطها ما يتنافى مع معتقدها وثقافتها، وهذا شيء طبيعي، حق في التعبير لا بد منه.

**مالذي سيبقى من هويتنا وتاريخنا؟!

شخصُ آخر تساءل في حديث له مع  "خبير"، مالذي سيبقى من هويتنا وتاريخنا؟!

تابع قوله: في القطيف تحديدا أين المواقع الأثرية؟ أين قلعة القطيف.. أين حي المسورة ببلدة العوامية؟

مُضيفا: إن قبلنا بمثل هذه الحفلات الغنائية، وهذه المجالس، وفي مثل هذه الأشهر العبادية.. سنقول كان لنا خط وعقيدة كما كان لنا تراث وهوية.

 المنطقة شيعية وهناك تواريخ حساسة لا يمكن الاحتفال بها.

وكانت الإعلامية "عرفات الماجد" كتبت في تويتر تعليقا على الحفلات الغنائية في القطيف: "شكرا لجهودك معالي المستشار و أتمنى منكم وضع بعض الاعتبارات الخاصة بالمنطقة ضمن خطة العمل للترفيه".

وأضافت: المنطقة شيعية وهناك تواريخ حساسة لا يمكن الاحتفال بها، لربما الأفضل اختيار فريق عمل من كل منطقة لدعم الخطط الترفيهية".

ورأى مُراقبون بأن حالة القمع التي تعيشها المملكة في حكم بن سلمان، تفرض على شريحة كبيرة من المجتمع عدم التعبير عن رأيهم، أو إبداء الرفض، والانتقاد للحفلات الغنائية التي ستُقام في مارس الجاري.

أضيف بتاريخ :2019/03/13

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد