التقارير

تقرير خاص: بينة منسية وسرية وعلنية.. انتهاكات سعودية عابرة للحدود!

 

محمد الفرج..

لطالما شكلت الانتهاكات المتكررة لحقوق الإنسان في السعودية بنود دائمة في أغلب المحافل الدولية، وخلال السنوات الـ4 الأخيرة انضم وضع الإنسان في اليمن لتلك البنود .

رغم أن الانتهاكات كثيرة ولا يمكن عدها، إلا أن ما يصل للإعلام هو بعض منها، فمنذ فترة وجيزة أقدمت السلطات السعودية على تنفيذ أحكام أعدام بحق أبرياء أغلبهم من القطيف ممن كانوا يطالبون بحقوقهم المشروعة كمواطنين في دولة.

وبعد تلك الجريمة بأيام قليلة جداً، اقتحمت القوات السعودية منطقة سنابس بجزيرة تاروت بالمنطقة الشرقية في عملية ترويع للأهالي نتج عنها استشهاد 8 شبان، بالإضافة إلى هدم المنازل وتشريد أصحابها.
كما اقتحمت القوات السعودية قبل يومين بلدة القديح والعوامية وحي الناصرة بالمنطقة الشرقية، بالمدرعات والمركبات المصفحة، واعتقلت عددا من الأهالي دون معرفة الأسباب.

وبالتزامن مع كل تلك الانتهاكات العلنية، لا تقصّر المملكة في انتهاكاتها اليومية بحق المدنيين العزل سواء داخل الزنازين والمعتقلات أو في السجون.

من الخطأ تفسير المعارضة في المنطقة الشرقية باعتبارها قضية محلية بحتة، لكن الخطأ الأكبر هو تعامل السلطات السعودية مع تلك القضية وإطلاقها لحملات اعتقال ومداهمات ، وإطلاق هجوم إعلامي مضاد يصوّر الاحتجاجات بوصفها أعمالاً إجرامية بطبيعتها، دون معالجة المشكلة أو التفكير بالوقوف وراء أسبابها.

وإلى جانب الانتهاكات العلنية والسرية في الداخل السعودي، ترتكب المملكة الكثير من الجرائم بحق اليمنيين كان آخرها جريمة استهداف السكان في صنعاء قبل أيام وكان ضحيتها 6 شهداء بينهم 4 أطفال من أسرة واحدة ورجلین اثنین، فیما بلغ عدد الجرحى 71 شخصا بینهم 27 طفلا و17 امرأة و27 رجلا.

فبحسب الأمم المتحدة قتل وجرح الآلاف في اليمن ، كما يحتاج 22 مليون شخص، أي نحو 75 بالمئة من عدد السكان، إلى شكل من أشكال المساعدة والحماية الإنسانية، بما في ذلك 8.4 مليون شخص لا يعرفون من أين يحصلون على وجبتهم القادمة، كما أن أكثر من 7500 طفل قتلوا في اليمن منذ بدء الحرب التي يخوضها التحالف بقيادة السعودية.

وبالطبع لن نغفل الدور الأمريكي في الحرب السعودية على اليمن وتورّطها في جرائم الحرب التي يرتكبها التحالف السعودي في هذا البلد مثل قصف أسواق وقتل مدنيين، وأنه رغم عدم مشاركة الولايات المتحدة في القتال باليمن مباشرةً، إلا أنها تؤدي أدواراً مهمة لا يمكن للتحالف الاستغناء عنها.

لاتزال المملكة السعودية تشكّل لغزاً، فيبدو، بالنسبة إلى المراقبين الخارجيين، أنها تجاوزت إلى حدّ كبير الثورات والاضطرابات التي هزّت بقية العالم العربي، لكن السعودية تحت السطح بلدٌ يعاني من تصاعد التحدّيات السياسية والاقتصادية والديمغرافية، وكلما حاولت أن تزج بنفسها في منظمات حقوق الإنسان والمطالبة بحقوق الشعوب الأخرى "مثل السوريين" تطفو للسطح تصرفات تؤكد أن فاقد الشيء لا يعطيه، والإنسان الذي تطالب بحقوقه موجود في اليمن كما هو موجود في البلدان الأخرى، إلا أن المملكة لاتعيره انتباهاً.

أضيف بتاريخ :2019/05/19

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد