التقارير

تقرير خاص - رسالة العتب... من تركي الفيصل إلى أوباما: ’خدمناكم طيلة 80 عام هل ستبيعونا؟’

 

لطالما فُسرت المواقف والسياسات الُسعودية خلال العهد الأخير، بأنها "هيستيرية" استدعتها سياسة إدارة الظهر التي تنتهجها الولايات المتحدة تجاه المنطقة، الكلام الذي أخذت تتناوله التقارير الصحفية منذ قمة "كامب ديفيد" الأخيرة، خرجت بصورة رسمية. الطلاق الذي عبّر عنه الرئيس الأمريكي باراك اوباما في مقابلته الأخيرة، ردّت عليه المملكة  بعتب بالغ عبّر عنه  رئيس الإستخبارات السعودية العامة الأسبق "تركي الفيصل" في مقاله أمس.

مواقف الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمجلة "أتلانتيك"، كشفت عن العقيدة السياسية الأمريكية الجديدة في الشرق الأوسط، التي رسمتها انتكاساتها السابقة وسقوطها في مستنقع من الهزائم في هذه المنطقة. قالها كلام الرئيس الأمريكي بوضوح إن الولايات المتحدة لم تعد مستعدة لزج جيشها ومقاتليها في المنطقة لتخوض الحروب نيابة عن أحد.

لم يكتفِ الرئيس الأمريكي بتوضيح العقيدة الأمريكية الجديدة، استعرض تجربته الرئاسية، وانتقد بوضوح أنظمة حليفة لإدارته، على رأسها تركيا والمملكة السعودية.

في المقابلة التي أجراها الصحفي "جيفري غولدبرغ "  لصالح مجلة "أتلانتيك" الأمريكية، هاجم أوباما دول الخليج متهماً إياهم بالسعي لاستخدام القوة الأمريكية في تصفية خصومهم في وزيادة نفوذهم في منطقة الشرق الأوسط، قائلاً: "إن هناك قوى جامحة تتهيأ لحضورنا واستخدام قوتنا العسكرية في مواجهة حاسمة ضد إيران، بيد أن الأمر لا يخدم المصالح الأميركية أو مصالح الدول الإقليمية"، متحدثاً عن "دفع هؤلاء الولايات المتحدة للقيام بتحرك ما ثم يظهرون عدم رغبة بالقيام بمسؤولياتهم."

لم تتوقف الانتقادات عند هذا الحد، إذ نقل "غولدبرغ " أن أوباما يعتبر المملكة السعودية بأنها مصدر التطرف في العالم، وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي "غاضب من العقيدة السياسية الخارجية التي تجبره على معاملة السعودية كحليف".

مواقف الرئيس الأمريكي أثارت حفيظة أمراء المملكة وكتاب صحفها الرسمية، إلا الموقف الأبرز عبّر"تركي الفيصل" الذي ترجم الغضب السعودي  في سلسلة اعترافات.

 وفي مقال نشرته صحيفة " الشرق الأوسط"، خاطب الفيصل "السيد أوباما" بقوله: "الآن تنقلب علينا وتتهمنا بتأجيج الصراع الطائفي في سوريا واليمن والعراق"، مذكراً أوباما بأن المملكة هي دربّت ودعمت المقاتلين في سورية، وهي من قادت الحرب في اليمن، وأسقطت الاخوان المسلمين في مصر. وصوّر الفيصل بلاده كدعامة لحروب المنطقة وللاقتصاد الأمريكي ، مذكراَ بأن المملكة هي صديقة الولايات المتحدة منذ 80 عاماً!

كتب الفيصل: " نحن من ندرب وندعم السوريين الأحرار، الذين يقاتلون الإرهابي الأكبر، بشار الأسد"، مضيفاً: " نحن الممولون الوحيدون لمركز مكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة، الذي يجمع القدرات المعلوماتية والسياسية والاقتصادية والبشرية من دول العالم."

ثم ذكّر الرئيس الأمريكي بالدعم السعودي السخي لبلاده، قائلاً: "نحن من يشتري السندات الحكومية الأميركية ذات الفوائد المنخفضة التي تدعم بلادك. نحن من يبتعث آلاف الطلبة إلى جامعات بلادك، وبتكلفة عالية...  نحن من يستضيف أكثر من ثلاثين ألف مواطن أميركي، وبأجور مرتفعة، لكي يعملوا بخبراتهم في شركاتنا وصناعاتنا."

وتساءل الفيصل عن سبب هجوم أوباما على المملكة قائًلا:"هل هذا نابع من استيائك من دعم المملكة للشعب المصري؟ الذى هب ضد حكومة الإخوان المسلمين التي دعمتها أنت؟"

عتاب وغضب الأمير السعودي كشف بشكل علني ما كانت تتناوله التحليلات الصحفية. تقارير صحافية عدة فسرّت "الجنون والتخبط" السعودي في السياسات والقرارات المتخذة، بالخشية من إدارة ظهر الولايات المتحدة لها. رفض الأمريكيين ضرب سورية، ولاحقاً توقيع الاتفاق النووي مع إيران، قرأ فيه السعوديون تخلٍ أمريكي عن المملكة التي لطالما قدمت للأمريكيين الكثير.

هذا ما عبّرت عنه تساؤلات الفيصل: " أم إنك انحرفت بالهوى إلى القيادة الإيرانية إلى حدّ أنك تساوي بين صداقة المملكة المستمرة لثمانين عامًا مع أميركا، وقيادة إيرانية مستمرة في وصف أميركا بأنها العدو الأكبر والشيطان الأكبر."

وختم الأمير السعودي: "نحن لسنا من يمتطى ظهور الآخرين لنبلغ مقاصدنا، نحن شاركنا معلوماتنا التى منعت هجمات إرهابية على أمريكا "، قائلاً إن المملكة كانت دائماً في الصفوف الأمامية لأي معركة، مذكراً أن قواتها في حرب الخليج الثانية وقفوا جنباً إلى جنب مع القوات الأمريكية.

كلام الفيصل علق عليه مغردون على "تويتر"، فكتب "كشكول": "تركي الفيصل يعاتب أوباما، عتاب حرمة تزوج عليها رجلها"، فيما رد عليه “Ahmed Ali”: "الله ما أبلغ هذا الوصف، بل انه عتاب الساقطة لعشيقها الذي مال إلى غيرها"!

وغرد صلاح: "رسالة تركي الفيصل لأوباما فضيحة العصر، يجب أن تصور وتوثق ويستفاد منها بالمستقبل كوثيقة اعتراف بالعمالة والتبعية".

إلا أن التعليق الأبلغ جاء من "موسى من يهود اليمن"، الذي لخص مقال الفيصل بسطرين: " تركي الفيصل يقول لأوباما، لا يا سيد أوباما خدمناكم طيلة 80 عام هل ستبيعونا من أجل إيران"!

أضيف بتاريخ :2016/03/15

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد