حذر السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله الجمعة 31 يونيو  من تبعات الحرب إن شنت إيران من قبل أمريكا وحلفاءها خصوصا السعودية والإمارات وأنها ستقضي على المصالح الأمريكية وستشعل المنطقة، مؤكدا أن ترامب والمخابرات الأمريكية على علم بذلك.
جاء ذلك خلال كلمة له بمناسبة "بوم القدس العالمي"، حيث أكد أن محور المقاومة أقوى من أي وقت مضى منذ مرحلة الثمانينات، ولفت الى أن المقاومة الفلسطينية أصبحت في مرحلة تطور هائل وكبير في معادلة الصراع وهي تقترب من معادلة قصف تل أبيب في مقابل غزة، وأشار الى أن المقاومة في غزة قادرة على السيطرة على مساحات واسعة في فلسطين المحتلة في أي حرب مقبلة.
وعبر أمين عام حزب الله عن شكره للحاضرين لإحياء المناسبة التي ترتبط "بمصيرنا وعزتنا وحريتنا ومقدساتنا"، وأضاف: "محاولات لإضفاء الصبغة المذهبية على مناسبة يوم القدس العالمي فشلت"، ولفت إلى أن "إخلاص كل السائرين على طريق استعادة القدس استطاع أن يكون أقوى من كل حصار".

وأشار إلى أنه "خلال 40 عاماً راهن أعداء القدس على أن يُهمل يوم القدس العالمي ويُنسى"، ورأى أن "أصبحنا نحيي أسبوع يوم القدس في كثير من المدن في العالم"، وأشار الى أن "مسيرات يوم القدس في البحرين تؤكد براءة الشعب البحريني وعلمائه من الورشة المتعلقة بصفقة القرن".

وقال السيد نصر الله أن "مسيرات يوم القدس في ايران رسالة لواشنطن وكل حكومات المنطقة"، وأن "كل المسؤولين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية يشاركون في مسيرات يوم القدس وكذلك الكبار من المراجع في قم المقدسة وهذه رسالة للأمريكي ولكل من يراقب وينتظر"، وأضاف: "الشعب الايراني يتظاهر للتضامن مع القدس لا كما يقول ترامب ضد النظام الإيراني"

وبخصوص صفقة القرن، شدد على مواجهتها واصفا إياها ب صفقة "الباطل وتضييع الحقوق والمقدسات، وأضاف، "يمكننا دفع صفقة القرن الى الفشل ونحن نمشي في هذا المسار"، وكشف أن "محور المقاومة يقف لمنع تحقيق صفقة القرن".

وقال أمين عام حزب الله: "هدف صفقة القرن انهاء اي كلام عن القدس وقطاع غزة واللاجئين"، وأضاف: "في مرحلة 2011 كان هناك محاولة أمريكية لإنهاء القضية الفلسطينية واعطاء الفلسطينيين بعض المطالب"، وتابع: "واشنطن تمكنت من استيعاب الثورات الشعبية العربية وحرفها عن مسارها وتوجيهها في اتجاه خاطئ.. هناك بيئة استراتيجية مفترضة عن ترامب ونتنياهو لفرض صفقة القرن وانهاء القضية الفلسطينية"

وكشف السيد حسن نصرالله أن "ترامب لم يستطع حماية السعودية وأموالها"، وأوضح أن "أسلحتها لم تنفعها في حربها على اليمن وملكها يستغيث بالقمم العربية لحمايته"، وأضاف "كل القمم لن تستطيع أن تحمي السعودية في حربها ضد الشعب المظلوم في اليمن لانهم اهل الايمان واهل الحكمة والتضحية"، ولفت الى أن "القمم الثلاث في مكة دليل على فشل السعوديين وعجزهم".

وبيّن أمين عام حزب الله أن "السعودية ليس لديها قوة ذاتية بل تستند على اميركا فيما ايران دولة حقيقية قوية صاعدة متقدمة"، وطمأن إلى أن "الإدارة الأمريكية الحالية تهاب الذهاب الى حروب جديدة"، قال "ترامب يحاول الضغط على العالم لكن أمريكا لم تعد كما في السابق وأرسلت جيوشها الى المنطقة وخرجت مهزومة"، وأضاف "أدوات أميركا في المنطقة لا تستطيع حماية نفسها وبعض الانظمة في المنطقة قلقة من تطبيق صفقة القرن".

ورأى أن "فرضية الحرب بين إيران وأمريكا ابتعدت لأن أولوية ترامب هي الحرب الاقتصادية على إيران وفنزويلا وكوريا الشمالية"، وأضاف: "المؤشرات تدل ان فرضية الحرب ابتعدت وترامب قد قال ذلك لان الحرب ستؤدي الى الكثير من الخسائر المالية والبشرية".
وذكر أمين عام حزب الله أن "مصلحة ترامب أن يخوف دول الخليج من ايران لكي يحصل منها على الاموال بسبب ذلك"، ولفت إلى أن "الاستخبارات الأمريكية تعلم أن الحرب على إيران ستشعل المنطقة ولن تبقى على حدودها"، وأوضح أنه "اذا وقعت الحرب ضد ايران سيرتفع برميل النفط الى اسعار خيالية وسيخسر ترامب الانتخابات الأمريكية"، وشدد على أن "كل القوات والمصالح الأمريكية ستُباد اذا وقعت أي حرب على إيران".
وأشار السيد نصر الله إلى أن "المؤشر الآخر أن فرضية الحرب ابتعدت هي القمم التي تمت الدعوة اليها على عجل لأن الشعب اليمني مرّغ أنف السعودية بالتراب"، وبيّن أن "السعودية وجدت أن لا حل أمام صواريخ اليمنيين وهناك فشل عظيم وانجاز لليمنيين".

ورأى الأمين العام لحزب الله أن "القمة العربية خلفيتها الاستعانة والتوسل نتيجة الفشل والعجز وسقوط الرهانات"، لفت الى أن بيان القمة لم يأت على ذكر القضية الفلسطينية الا بسطر ونصف في آخر بيان القمة، وأشاد بموقف العراق في القمة العربية وهو موقف شجاع وممتاز، وانتقد موقف الوفد اللبناني الرسمي في القمة العربية الذي "لا ينسجم مع البيان الوزاري ومخالف لتعهدات الحكومة اللبنانية والتي أخذت عبره الثقة في المجلس النيابي، واعتبر ان موقف الوفد اللبناني "مرفوض ومدان ولا يمثل لبنان وهو يمثل الاشخاص والاحزاب التي ينتمون اليها هؤلاء الاشخاص"، وأوضح أن "تيار المستقبل يستطيع أن يعبّر عن رأيه الذي يريد والقوى السياسية لا تنأى بنفسها لكن الحكومة اللبنانية عليها أن تنأى بنفسها".

وأعلن السيد حسن نصرالله أن لدى حزب الله "صواريخ دقيقة تطال كل الأهداف المطلوبة في الاحتلال الإسرائيلي قادرة على تغيير وجه المنطقة"، وأعلن أن "أي اعتداء "إسرائيلي" على أي هدف للمقاومة في لبنان سنردّ عليه سريعاً ومباشرة وبقوة"، ونبه إلى أن "موضوع ترسيم الحدود يُستغل للضغط على اللبنانيين"، قال "واشنطن تريد استغلال مفاوضات ترسيم الحدود لفتح قضية الصواريخ الدقيقة الموجهة إلى الكيان المحتل،
 ونفى أمين عام حزب الله أن يكون "في لبنان حتى الان مصانع لانتاج الصواريخ الدقيقة"، لافتاً الى أن "المقاومة تثق بالمسؤولين اللبنانيين المعنيين بترسيم الحدود وأن يحصل لبنان على كامل حقوقه بالنفط والغاز".